الهاتف في يد طفلك… تربية أم إدمان؟ كيف تجد التوازن؟

كتبت مي علوش

في زمن أصبح فيه الهاتف الذكي امتدادًا طبيعياً ليد الإنسان، يواجه الأهل سؤالًا تربويًا شائكًا: هل نمنع الأطفال من استخدام الهواتف نهائيًا؟ أم نسمح بها ضمن ضوابط صارمة؟

الخبير التربوي الدكتور عبدالكريم بكار يجيب بأن الهاتف ليس شرًا مطلقًا، بل يشبه النار: “إن أُحسن استخدامها أدفأت، وإن أُسيء استخدامها أحرقت”.

وأكد أن المشكلة ليست في الجهاز ذاته، بل في كيفية التعامل معه من قبل الطفل ودرجة وعي الأسرة.

لماذا يلجأ الأهل لإعطاء الهاتف؟

أشار بكار إلى أن كثيرًا من الآباء يمنحون أطفالهم الهاتف بدافع الترفيه أو لتهدئتهم عند الغضب، دون إدراك أن هذا الحل المؤقت قد يؤدي إلى التعلق المَرَضي بالشاشة، وضعف التفاعل الاجتماعي.

ويشدد على أن التربية السليمة لا تعني الاستسلام أمام الإلحاح، بل التخطيط الذكي ووضع البدائل.

متى يكون الهاتف مناسبًا؟

لا توجد قاعدة صارمة، لكن د. بكار يرى أن “كلما تأخر الطفل في استخدام الهاتف، زادت فرصته في التوازن”. ويُفضل أن تكون البداية بجهاز رقابي محدود الإمكانات، وليس بهاتف مفتوح يتيح الوصول الكامل للمحتوى.

ما الضوابط الضرورية؟

ينبغي أن يتعلّم الطفل أن الهاتف ليس حقًا مكتسبًا، بل مسؤولية. ومن بين القواعد الأساسية التي يوصي بها الدكتور عبدالكريم بكار:

عدم استخدام الهاتف قبل النوم بساعتين.

  • منعه أثناء تناول الطعام.
  • تجنّب وجود الهاتف في غرفة النوم.
  • تحديد وقت الشاشة بما لا يزيد عن ساعة إلى ساعتين يوميًا، حسب العمر.
  • حظر أي محتوى غير خاضع للمراقبة.

المحتوى… مسؤولية الأهل لا الطفل

يشدد د. بكار على أهمية توجيه الطفل نحو محتوى هادف، ومشاركة الأهل في اختيار التطبيقات ومشاهدة بعض المحتوى معه. فالحوار المفتوح حول ما شاهده الطفل هو أفضل وسيلة لفهم اهتماماته وتعزيز وعيه.

يذكر أن يرى د. عبدالكريم بكار أن المنع الكامل قد يولّد رد فعل عكسي، كما أن التهاون المطلق يؤدي إلى ضعف في الإرادة. “علينا أن نربي أبناءنا على وعي داخلي، لا على مراقبة خارجية فقط. فالطفل الذي يألف أن يكون عبداً للشاشة، سيصعب عليه أن يكون سيداً في قراراته لاحقاً”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى