في سباق عالمي محموم بين شركات الأدوية، تقترب البشرية من طفرة غير مسبوقة في مواجهة السمنة وداء السكري من النوع الثاني. أربع أدوية جديدة أنهت أبحاثها السريرية وتنتظر موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) أوائل عام 2026، لتفتح فصلًا جديدًا في الطب الحديث.

يؤكد الدكتور أسامة حمدي، أستاذ الأمراض الباطنية والسكري بجامعة هارفارد، أن هذه الأدوية لا تقدم فقط خفضًا غير مسبوق في الوزن يصل إلى 30%، بل تسهم أيضًا في تقليل مستوى السكر التراكمي بمعدل يتجاوز 2.2%، متفوقة بذلك على جراحات السمنة التقليدية وعلى كل العلاجات الدوائية السابقة.

شاهد أيضًا: من البيض إلى الزيوت المهدرجة… د. أسامة حمدي يوضح الحقائق الصادمة عن الكوليسترول

لو عندك سكر.. ٥ عادات يومية لحماية عينك من مضاعفات السكري

الدواء الأول: ريتاتروتيد Retatrutide

يصفه د. أسامة حمدي بأنه “الأكثر إثارة للدهشة”، إذ يعمل بتأثير ثلاثي: يخفض الشهية، يزيد حرق السعرات الحرارية، وينشّط مستقبلات الجلوكاجون.

• خفض الوزن: حتى 28.5% عند النساء.
• خفض السكر التراكمي: حتى 2.2%.
• 70% من المرضى فقدوا أكثر من 20% من وزنهم، والربع فقدوا أكثر من 30%، وهو ما يفوق نتائج جراحات السمنة.

الدواء الثاني: كاجريسيما Cagrisema

خليط من هرمونين (سيماجلوتيد + هرمون شبيه بالأمَلين).

• يسيطر على الشهية ويحسن نسبة السكر.
• يحافظ على الكتلة العضلية.
• يعزز وظائف المخ والذاكرة.
• خفض الوزن: 22.7% في مرضى السمنة.
• خفض السكر التراكمي: 1.5%.

اعجاز طبي وودع السرطان.. ماذا يحدث لجسمك إذا تناولت الثوم يوميًا؟

الدواء الثالث: أورفورجليبرون Orforglipron

أول دواء عن طريق الفم غير هرموني، مما يعني تكلفة إنتاج أقل وإمكانية دمجه مع أدوية أخرى.

• خفض الوزن: 12.4% خلال 72 أسبوعًا.
• 30% من المرضى فقدوا أكثر من 15% من وزنهم.
• خفض السكر التراكمي: 1.8%.
• 75% وصلوا إلى معدل أقل من 6.5% (قريب من الطبيعي).

الدواء الرابع: سيماجلوتيد عن طريق الفم (جرعة 50 مجم)

جرعة فموية مرتفعة من سيماجلوتيد، تفوق أضعاف الجرعات الحالية.

• خفض الوزن: 13.6% في مرضى السمنة.
• 30% فقدوا أكثر من 20% من أوزانهم.

أدوية أخرى تلوح في الأفق

• ماريتيد Maritide: حقنة شهرية تخفض الوزن حتى 20%.
• بيماجروماب Bimagrumab: يخفض الدهون بنسبة 20.3% مع الحفاظ على الكتلة العضلية وزيادتها.

سوق دوائي ضخم ينتظر الانفجار

يتوقع د. أسامة حمدي أن تصل مبيعات هذه الأدوية إلى 85 مليار دولار في 2026، لتقفز إلى 150 مليار دولار بحلول 2030، في انعكاس لحجم الطلب العالمي على حلول فعالة للسمنة والسكري.

الأعراض الجانبية والآمال المستقبلية

حتى الآن، أثبتت الدراسات أن الآثار الجانبية – مثل الغثيان – مقبولة مقارنة بالفوائد الهائلة. لكن تبقى الحاجة لمزيد من المتابعة لمعرفة التأثيرات طويلة المدى.

يختم د. أسامة حمدي حديثه: “نحن أمام ثورة دوائية قد تضع حدًا لمعاناة ملايين البشر حول العالم، وتجعل من السمنة والسكري من النوع الثاني أمراضًا يمكن السيطرة عليها بفعالية غير مسبوقة.”

لصحة قلبك وصدرك .. كيفية التنفس بطريقة صحيحة