هل الملل تعذيب أم تربية؟ فيديو يثير الجدل بين الأمهات حول ترك الأطفال بلا شاشات في السيارة
كتبت/ مي السايح

أثار مقطع فيديو قصير على تطبيق “تيك توك” حالة واسعة من الجدل، بعدما ظهرت فيه أم تؤكد أنها لا تسمح لابنها البالغ من العمر ثلاث سنوات ونصف باستخدام التابلت أو الهاتف في السيارة، وتكتفي بالسماح له باصطحاب كتاب أو لعبة صغيرة، وأوضحت الأم أن طفلها اعتاد على ذلك وأصبح الأمر طبيعيًا بالنسبة له، لكن المفاجأة كانت في ردود الأمهات والمتابعين، حيث انقسمت الآراء بشكل لافت.
مؤيدون للتكنولوجيا: “من حق الطفل يتسلى”
فريق من المتابعين اعتبر أن ما فعلته الأم نوع من التضييق على الطفل، بل وصفه البعض بأنه “تعذيب” غير مباشر، خاصة أن الرحلات الطويلة بالسيارة قد تمتد لساعات. هؤلاء رأوا أن الأجهزة الذكية أصبحت جزءًا من الحياة اليومية، وأن حرمان الطفل منها قد يجعله مختلفًا عن أقرانه أو يشعر بالملل الشديد بصورة غير محتملة.
مواضيع ذات صلة: حين تتشكل الأدمغة خلف الشاشات: هل نربّي جيلاً رقمياً هشًّا؟
معارضون للشاشات: “الملل يبني شخصية الطفل”
على الجانب الآخر، دافع كثير من الأمهات والخبراء التربويين عن موقف الأم، مؤكدين أن السماح للطفل بالملل ليس إهمالًا أو قسوة، بل هو فرصة ذهبية لتعليم مهارات الاستقلالية وتنظيم الانفعالات. الملل، وفق رأيهم، يفتح الباب أمام الطفل لاستخدام خياله في ابتكار ألعاب وقصص والتفاعل مع ما حوله، بدلًا من الاعتماد المستمر على مصادر خارجية للتسلية.
رأي خبراء علم النفس
تعملي ايه لو ابنك عصبي؟.. طب توداي توضح أخطر أسباب العصبية عند الأطفال
خبراء علم النفس التربوي يوضحون أن تعرض الطفل للملل يُعتبر جزءًا مهمًا من نموه العقلي والعاطفي. فالشعور بالملل يدفع الدماغ إلى إعادة تنظيم الانتباه والطاقة، ويمثل مدخلًا للإبداع والقدرة على التعامل مع الفراغ. ويرى هؤلاء أن الاعتياد على التسلية المستمرة بالشاشات يخلق حالة من الاستهلاك الدائم ويضع الجهاز العصبي للطفل في حالة استثارة متواصلة، وهو ما ينعكس سلبًا على سلوكه لاحقًا.
تجربة شخصية
عدد من الأمهات، ومنهن صاحبة الفيديو، يؤكدن أن الأطفال حين يتعودون على البقاء بلا شاشات يكتسبون قدرة أفضل على التكيف مع المواقف المختلفة، ويصبحون أكثر وعيًا بالوقت والمكان من حولهم. “الملل” — على حد وصفهن — ليس عدو الطفل، بل أداة من أدوات التربية الحديثة التي قد تحميه من الاعتماد المفرط على التكنولوجيا.
إقرأ ايضًا: التأخر اللغوي عند الأطفال: متى تقلق؟ نصائح د. عمرو عبد الوهاب بدير للتشخيص والعلاج