مين هما اللي ممكن يصابوا بـ “الذبحة الصدرية الهادئة” .. د. هشام عزت يجيب

في الوقت الذي يربط فيه أغلب الناس بين مشاكل القلب وألم حاد في الصدر، تأتي الذبحة الصدرية الهادئة لتُغيّر هذا المفهوم جذريًا، إذ تُصيب القلب دون أي إنذار مؤلم. وقد أكّد د. هشام عزت، استشاري أمراض القلب، في حديث خاص لمنصة طب توداي، أن الذبحة الصدرية الهادئة تمثل تحديًا تشخيصيًا خطيرًا قد يؤدي إلى مضاعفات مميتة إن لم تُكتشف مبكرًا.
ما هي الذبحة الصدرية الهادئة؟
الذبحة الصدرية الهادئة (Silent Angina) هي نوع من نقص التروية القلبية، حيث لا يحصل القلب على ما يكفي من الأكسجين بسبب ضيق الشرايين التاجية، لكن على عكس الذبحة التقليدية، لا يشعر المريض بأي ألم يُذكر. وهذا ما يجعلها “هادئة” ومُقلقة في الوقت ذاته.
يقول د. هشام عزت:
“المريض قد يعاني من تلف قلبي متكرر دون أن يشعر بأي عرض واضح، وقد يُكتشف الأمر صدفة أثناء تخطيط القلب أو بعد نوبة قلبية فعلية”.
لماذا لا يشعر المريض بالألم؟
السبب في غياب الألم يعود إلى خلل في الأعصاب المسؤولة عن نقل إشارات الألم من القلب إلى الدماغ. هذا الخلل قد يكون نتيجة:
- مرض السكري: إذ يؤدي إلى تلف الأعصاب الطرفية.
- الشيخوخة: حيث تقل حساسية الجسم للألم.
- تناول بعض الأدوية التي تثبط الإحساس.
- اختلاف في التركيب العصبي لدى بعض الأشخاص.
عوامل الخطر: من هم الأكثر عرضة؟
بحسب توصيات منصة طب توداي، الأشخاص التاليون يجب أن يكونوا أكثر وعيًا بخطر الإصابة:
- مرضى السكري من النوع الثاني.
- من لديهم تاريخ عائلي لأمراض القلب.
- المدخنون أو من لديهم ارتفاع في الكوليسترول.
- كبار السن، خصوصًا فوق سن الستين.
- مرضى ارتفاع ضغط الدم.
ويضيف د. هشام عزت:
“ما يزيد خطورة الذبحة الهادئة هو أن أول عرض لها قد يكون الوفاة المفاجئة، أو الإصابة بجلطة قلبية حادة دون سابق إنذار”.
أعراض غير نمطية يجب الانتباه لها
رغم غياب الألم، إلا أن هناك مؤشرات تحذيرية قد تدل على وجود ذبحة صدرية هادئة:
- تعب غير مبرر عند بذل مجهود بسيط.
- ضيق في النفس عند الصعود أو المشي.
- خفقان القلب أو تسارع النبض.
- التعرق البارد بدون سبب واضح.
- شعور عام بالإرهاق أو الضغط في الرقبة أو الكتفين.
كيف يتم تشخيص الذبحة الصدرية الهادئة؟
يُؤكد د. هشام عزت أن التشخيص يتم غالبًا من خلال فحوصات روتينية أو عند الاشتباه في أعراض غير مفسرة، وتشمل:
- تخطيط القلب الكهربائي (ECG).
- رسم القلب بالمجهود (Stress ECG).
- تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية (Echocardiography).
- قسطرة الشرايين التاجية في الحالات المتقدمة.
العلاج: ماذا بعد التشخيص؟
العلاج لا يختلف كثيرًا عن الذبحة التقليدية، لكنه أكثر حذرًا نظرًا لغياب الأعراض. يشمل:
- أدوية موسّعة للشرايين مثل النيتروجليسرين.
- حاصرات بيتا لتنظيم ضربات القلب.
- أدوية خافضة للكوليسترول.
- مضادات التجلط.
- تغيير نمط الحياة (التوقف عن التدخين، تخفيض الوزن، تنظيم السكر والضغط).
- التدخل الجراحي مثل تركيب دعامة أو عملية قلب مفتوح في بعض الحالات.
هل يمكن الوقاية من الذبحة الهادئة؟
الوقاية تبدأ بالوعي. يقول د. هشام عزت:
“لا ينبغي انتظار الأعراض، بل يجب على من لديهم عوامل خطر الخضوع للفحوصات الدورية، فالكشف المبكر قد ينقذ الحياة”.
وتوصي منصة طب توداي بما يلي:
- إجراء فحوصات دورية للقلب بداية من سن الأربعين، أو أبكر في حال وجود عوامل خطر.
- المتابعة الدقيقة لمستويات السكر والكوليسترول وضغط الدم.
- عدم تجاهل أي تعب غير مبرر أثناء المجهود.
- ممارسة الرياضة الخفيفة بانتظام تحت إشراف طبي.
لماذا تُعدّ الذبحة الهادئة “قاتلاً صامتًا”؟
تكمن خطورة هذه الحالة في أنها قد تمر دون تشخيص لسنوات، مما يسمح باستمرار تلف عضلة القلب تدريجيًا، ليظهر المريض فجأة بحالة احتشاء قلبي شديد، وقد تكون الجلطة القلبية أول وأخطر علامة.
ويختتم د. هشام عزت حديثه قائلًا:
“لا يوجد ما يُسمى مريض قلب بلا أعراض هو مريض سليم… على العكس، هو فقط مريض لم يُشخّص بعد”.
في الختام
تُعد الذبحة الصدرية الهادئة من الحالات المخادعة التي تتطلب وعيًا طبيًا وشخصيًا كبيرًا. لذا تنصح منصة طب توداي جميع المرضى المعرضين للخطر بعدم الاكتفاء بالشعور العام، بل باللجوء إلى الفحص الدوري والمتابعة الدقيقة لأي تغير في الجهد أو النشاط، حتى وإن لم يكن هناك ألم في الصدر. فالصمت قد يكون قاتلًا.
حقوق النشر محفوظة لمنصة طب توداي.
منصة طب توداي هي المنصة الأهم والأكبر والأولى في مصر والمنطقة العربية.