متى يُقرر الطبيب استئصال القولون؟ ,هل يمكن العيش بدونه؟
كتبت/ منى الطاهر
في عالم الطب الحديث، يُعد استئصال القولون أحد الإجراءات الجراحية الكبرى التي تُتخذ كحل نهائي لمواجهة أورام القولون، سواء الحميدة أو الخبيثة. ويطرح هذا الإجراء تساؤلًا منطقيًا لدى الكثيرين: هل يمكن العيش بدون قولون؟
للإجابة عن هذا السؤال الهام، التقت منصة “طب توداي” بالدكتور محمد يسري عبد الغني، استشاري الجراحة العامة وجراحات الجهاز الهضمي والأورام، لتسليط الضوء على تفاصيل هذا النوع من العمليات، وتأثيره على جودة حياة المريض، وأهم النصائح الطبية بعد الجراحة.
متى يُقرر الطبيب استئصال القولون؟
يؤكد د. محمد يسري عبد الغني أن استئصال القولون لا يُتخذ كإجراء روتيني، بل يُعد قرارًا جراحيًا حاسمًا لا يتم إلا بعد التأكد من وجود ورم يُهدد حياة المريض أو يؤثر على وظائف الجهاز الهضمي بشكل كبير. من أبرز الأسباب:
- أورام القولون الخبيثة (سرطان القولون)
- أورام القولون الحميدة إذا كانت تنمو سريعًا أو متعددة
- حالات الالتهاب المزمن الشديد كما في داء كرون أو التهاب القولون التقرحي الذي لا يستجيب للعلاج
إقرأ أيضا: لماذا يفشل البعض في شفاء القدم السكري رغم الالتزام؟.. د. محمد مجدي بدر يوضح
أنواع استئصال القولون
يوضح د. يسري أن هناك عدة أشكال من عمليات استئصال القولون، ويعتمد نوع الجراحة على موقع الورم ومدى انتشاره:
- استئصال القولون الكلي: إزالة القولون بالكامل
- استئصال القولون الجزئي: إزالة جزء فقط من القولون
- استئصال القولون والمستقيم: في بعض الحالات المتقدمة
روشتة أدوية كتبها طبيب بخط مقروء تصبح حديث السوشيال ميديا في مصر .. دكتور معاذ عطيتو
ماذا يحدث للجهاز الهضمي بعد استئصال القولون؟
القولون هو جزء مهم من الجهاز الهضمي، لكن يمكن للجسم التأقلم على غيابه. بعد الاستئصال، يتم ربط الأمعاء الدقيقة بالمستقيم مباشرة أو بفتحة خارجية تُعرف بـ “فتحة تفميم القولون” (Stoma). في بعض الحالات، تكون الفتحة مؤقتة وفي حالات أخرى دائمة.
هل يمكن العيش بدون قولون؟
نعم، يؤكد د. محمد يسري عبد الغني أن الإنسان يمكنه العيش بدون قولون، ولكن ذلك يتطلب تعديلات نمطية في الحياة، خصوصًا في النظام الغذائي وعدد مرات الإخراج. بعض المرضى يحتاجون وقتًا للتأقلم مع التغيرات، لكن كثيرًا ما تتحسن الحالة خلال أشهر من الجراحة.
إقرأ أيضا: د. ياسر القاضي: هل زراعة الأسنان الفورية آمنة لكل الحالات؟
أهم التحديات بعد الجراحة
- زيادة عدد مرات التبرز (قد تصل إلى 5-6 مرات يوميًا)
- احتمال الإصابة بالجفاف نتيجة فقد سوائل أكثر
- الحاجة إلى نظام غذائي خاص لتجنب التهيج
- في حالات وجود فتحة إخراج، يجب التعامل مع حقيبة التفميم
التغذية بعد استئصال القولون
يقدم د. يسري نصائح غذائية مهمة بعد الجراحة:
- تناول وجبات صغيرة متعددة
- تقليل الألياف في الأسابيع الأولى
- تجنب الأطعمة التي تُسبب الغازات أو الانتفاخ
- شرب كميات وفيرة من الماء والسوائل
- استشارة أخصائي تغذية لمراقبة الحالة باستمرار
إقرأ أيضا: د. وجيه فوزي حسن يحذر: الجلوس الطويل: القاتل الصامت لصحة عمودك الفقري
الحياة الاجتماعية والنفسية بعد الجراحة
قد يشعر بعض المرضى في البداية بانخفاض الثقة بالنفس، خاصة في حالة وجود فتحة إخراج. ولكن مع التوعية النفسية والدعم من الأسرة والطبيب، يمكن تجاوز هذه المرحلة. توجد أيضًا ملحقات حديثة تجعل حقيبة الإخراج غير مرئية وتقلل من الإحراج.
هل الجراحة تعني الشفاء التام من الورم؟
في حالة الأورام الحميدة، نعم. أما في الأورام الخبيثة، فيعتمد الشفاء على المرحلة التي تم فيها الاكتشاف. الجراحة تزيل الورم الأساسي، لكن في بعض الحالات يحتاج المريض إلى جلسات علاج كيميائي أو إشعاعي لضمان القضاء على الخلايا السرطانية.
دور المتابعة بعد الجراحة
المتابعة الطبية المنتظمة جزء أساسي من خطة العلاج. ينصح د. محمد يسري بعمل فحوصات دورية وتحاليل دم، بالإضافة إلى تنظير دوري للأمعاء، للتأكد من عدم عودة الأورام أو ظهور مضاعفات.
إقرأ أيضا: أعراض تأخر الكلام المرتبط بالشاشات؟
متى يمكن العودة للعمل والحياة الطبيعية؟
يعتمد وقت العودة إلى الحياة الطبيعية على نوع الجراحة واستجابة الجسم. في الحالات العادية، يعود المريض إلى نشاطه الطبيعي خلال 4-6 أسابيع. من المهم عدم رفع أشياء ثقيلة في الشهور الأولى والالتزام بإرشادات الطبيب.
ماذا تقدم التكنولوجيا الحديثة لمرضى استئصال القولون؟
أدخلت التقنيات الحديثة، مثل الجراحات التنظيرية وجراحات الروبوت، نقلة نوعية في تقليل فترة النقاهة وتقليل مضاعفات الجراحة. يقول د. يسري إن هذه التقنيات تُستخدم بشكل متزايد في المراكز المتقدمة وتُتيح دقة أكبر في الاستئصال وراحة أكبر للمريض.
نصيحة د. محمد يسري عبد الغني من خلال منصة طب توداي
“لا يعني استئصال القولون نهاية الحياة الطبيعية، بل هو بداية جديدة لعلاج فعال وإنقاذ للحياة. الأهم هو التشخيص المبكر واتباع تعليمات ما بعد الجراحة بدقة. ولا تتردد في السؤال أو الاستفسار، فالمعرفة هي طريق التعافي”.
في الختام
استئصال القولون عملية قد تكون مخيفة في ظاهرها، لكنها في الحقيقة تُنقذ أرواحًا من خطر الأورام وتمنح المريض فرصة جديدة للحياة. بفضل التقدم الطبي والتوجيه الصحيح، يستطيع الإنسان التعايش بدون القولون مع المحافظة على جودة حياته.
“قهوة الصبح تطوّل العمر وتحمي القلب.. بس أوعى تشربها طول اليوم!”
حقوق الطبع والنشر محفوظة لمنصة طب توداي
منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوس
