مين بيحب الصيف ؟! 11 أزمة نفسية تنتظر الشباب على مائدة القلق المناخي

كتبت مي علوش

في السنوات الأخيرة، لم يعد تغير المناخ مجرد مسألة بيئية يتابعها العلماء أو نشطاء البيئة، بل أصبح واقعاً يومياً يتابعه الجميع، خاصة الشباب، عبر الأخبار، وسائل التواصل الاجتماعي، والمنصات العالمية.

ووسط التحذيرات من كوارث محتملة مثل ارتفاع درجات الحرارة، الفيضانات، وحرائق الغابات، بدأ يظهر نوع جديد من القلق النفسي يُطلق عليه “القلق المناخي” أو Eco-anxiety.

هذا القلق لا يرتبط بتجربة شخصية مع كارثة مناخية، بل نابع من الشعور بالعجز أمام التغيرات البيئية السريعة، والخوف من مستقبل غامض. الشباب، بوصفهم الفئة الأقدر على التفاعل مع الإعلام الرقمي، باتوا الأكثر عرضة لتلقي هذا النوع من القلق يومياً.

تستعرض لكم “طب توداي” في هذا التقرير أبرز التأثيرات النفسية المرتبطة بأخبار تغير المناخ، وكيفية التعامل معها، وأهم النصائح للحد من هذا النوع من القلق.

أبرز التأثيرات النفسية لقلق المناخ على الشباب:

 

1. الشعور بالعجز وفقدان الأمل: يتولد لدى البعض إحساس بأن المستقبل “محكوم عليه بالدمار”، مما يقلل من الدافعية والطموح.

2. القلق المستمر واضطرابات النوم: تكرار الأخبار السلبية يجعل المخ في حالة تأهب دائم.

3. الإرهاق الذهني والاجتماعي: خاصة لدى النشطاء البيئيين الذين يشعرون بثقل المسؤولية.

4. العزلة الاجتماعية: البعض ينعزل لأنه يشعر أن لا أحد يفهم حجم الأزمة.

5. اضطرابات مزاجية: مثل الاكتئاب، التوتر، ونوبات غضب مفاجئة ناتجة عن الإحباط البيئي.

نصائح للتعامل مع القلق المرتبط بالمناخ:

1. تنظيم التعرض للأخبار: خصص وقتاً معيناً لمتابعة الأخبار وتجنب التمرير العشوائي في السوشيال ميديا.

2. تحويل القلق إلى فعل إيجابي: الانضمام إلى حملات توعية، إعادة التدوير، أو المشاركة في مبادرات محلية يخفف من الشعور بالعجز.

3. ممارسة الوعي الذاتي: باستخدام تقنيات التأمل، والتنفس العميق.

4. التحدث مع مختص نفسي: لا تتردد في طلب الدعم عند الشعور بضغط متواصل.

5. إيجاد مجتمع داعم: التواصل مع أشخاص يشاركونك نفس الوعي البيئي يقلل من الشعور بالوحدة.

6. موازنة الاهتمام بالقضايا العالمية مع الحياة الشخصية: لا تجعل همّ المناخ يسرق منك لحظاتك اليومية.

رغم أن البعض قد يعتبر القلق المناخي مجرد حالة عابرة أو رد فعل مبالغ فيه من فئة الشباب، فإن منظمات الصحة النفسية حول العالم بدأت بالفعل في الاعتراف به كظاهرة حقيقية تستحق الانتباه والدراسة. منظمة الصحة العالمية (WHO) أشارت في تقاريرها الأخيرة إلى أن التغير المناخي لا يؤثر فقط على الصحة الجسدية من خلال موجات الحر أو الكوارث الطبيعية، بل يترك أثرًا عميقًا على السلامة النفسية، خاصة بين من يشعرون بأن مستقبلهم في خطر مستمر. لذا، فالتعامل مع هذا القلق لا يجب أن يُقابل بالتجاهل أو السخرية، بل بالتفهم والدعم.

للإعلام والمؤسسات التعليمية دور كبير في تخفيف حدة القلق المناخي، من خلال تقديم محتوى متوازن لا يركز فقط على الكوارث، بل يعرض أيضًا قصص النجاح والمبادرات الإيجابية حول العالم. كذلك، يمكن للمدارس أن تدمج مفاهيم “الصحة النفسية البيئية” في المناهج، لتعليم الطلاب كيفية التعامل مع مشاعر القلق بطريقة صحية، وتشجيعهم على التفكير النقدي بدلاً من الوقوع في فخ الخوف السلبي. حين يشعر الشباب بأن لهم دورًا فعالًا في التغيير، يتحول القلق من عبء إلى حافز للعمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى