فقدان الأسنان في الكبر ليس قدراً محتوماً.. طرق حديثة للحفاظ على أسنانك مدى الحياة

كتبت - سها محمود

يفاجأ الكثير من كبار السن بضعف أو تساقط الأسنان، ويظنون أنه أمر حتمي لا مفر منه. غير أن أطباء الأسنان يؤكدون أن التقدم في العمر لا يعني بالضرورة فقدان الأسنان، بل إن الوقاية الجيدة والرعاية المبكرة يمكن أن تحافظ على الأسنان الطبيعية مدى الحياة.

وبينما تتزايد مشاكل الأسنان بين كبار السن، فإن السبب لا يكون دائمًا التقدم في السن، بل يعود غالبًا إلى الإهمال في الرعاية منذ الطفولة، أو عدم علاج أمراض اللثة، أو حتى بعض العادات الغذائية الخاطئة.


لماذا يفقد الكبار أسنانهم؟

يوضح الدكتور أحمد سامي، أخصائي طب الأسنان وجراحة اللثة، أن معظم حالات فقد الأسنان في مرحلة الكبر تكون ناتجة عن التهابات اللثة المزمنة أو تسوس غير معالج لفترة طويلة. ويقول: “فقدان الأسنان ليس طبيعيًا مع التقدم في العمر. بالعكس، كثير من الأشخاص فوق الستين يمكن أن يحتفظوا بأسنانهم بحالة ممتازة إذا بدأوا العناية بها في الوقت المناسب”.

ومن أبرز أسباب فقدان الأسنان:

  • تسوس متقدم لم يُعالج
  • أمراض اللثة المزمنة مثل التهاب اللثة أو تآكل العظم المحيط بالسن
  • التدخين، الذي يُضعف التروية الدموية للثة
  • السكري غير المنتظم
  • إهمال تنظيف الأسنان والفم بانتظام

ماذا عن الأطفال؟ هل البداية مبكرة؟

تبدأ العناية بالأسنان منذ ظهور أول سن في فم الطفل، بل إن صحة الفم أثناء الحمل تؤثر على صحة أسنان الطفل لاحقًا. يؤكد د. أحمد سامي: “تسوس الأسنان اللبنية له تأثير على ترتيب الأسنان الدائمة، وقد يُسبب مشاكل تستمر لسنوات”.

وينصح الأهل بضرورة بدء تعليم الطفل تنظيف أسنانه في سن مبكرة، واستخدام معجون يحتوي على الفلورايد، مع تجنب الإكثار من السكريات والمشروبات الغازية.


التكنولوجيا الحديثة تغيّر قواعد اللعبة

دخلت تقنيات جديدة عالم طب الأسنان، مثل الليزر والعلاجات الضوئية، والمواد الحديثة للحشو والتركيب، ما جعل الحفاظ على الأسنان الطبيعية أكثر سهولة من قبل. كما ساهمت تقنيات زراعة الأسنان في توفير حلول مثالية عند فقد الأسنان، حتى في سن متقدمة.

يقول د. أحمد: “الزراعة لم تعد رفاهية، بل أصبحت خيارًا علاجيًا مناسبًا وآمنًا، خاصة مع توافر تقنيات الزراعة الفورية بدون جراحة”.


هل الفلور مفيد فعلاً؟

الفلور عنصر مهم جدًا لتقوية مينا الأسنان، والحد من التسوس، لكنه يُستخدم بنسبة معينة حسب السن. بعض الناس يتجنبون معجون الأسنان بالفلور ظنًا أنه مضر، وهو اعتقاد خاطئ.

يوضح د. أحمد: “الاستخدام الصحيح للفلور يقي من التسوس بنسبة تصل إلى 60%، خاصة عند الأطفال، لكن لا بد من الالتزام بالكمية الموصى بها”.


التغذية ودورها في صحة الأسنان

الغذاء يلعب دورًا مباشرًا في صحة الأسنان. تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل الحليب ومنتجات الألبان، والخضروات الورقية، يساعد على تقوية الأسنان والعظام. في المقابل، تؤدي الأطعمة اللزجة والسكرية إلى تراكم البكتيريا، وتساهم في التسوس.

وينصح د. أحمد بتقليل تناول السكريات، والمضمضة بعد الوجبات، وتناول أطعمة تساعد على تنظيف الأسنان مثل التفاح والخيار.


العادات الضارة التي تهدد الأسنان

  • استخدام الأسنان كأداة لفتح الأشياء
  • الجز على الأسنان أثناء النوم (الصرير الليلي)
  • عدم ارتداء واقٍ للأسنان أثناء الرياضة
  • التدخين والمشروبات الغازية

كل هذه العادات تؤثر تدريجيًا على صحة الفم وتؤدي إلى فقد الأسنان أو تلفها.


الفحص الدوري ضرورة لا رفاهية

زيارة طبيب الأسنان كل 6 أشهر ليست فقط للفحص، بل للكشف المبكر عن التسوس أو أمراض اللثة. يقول د. أحمد: “الكشف الدوري يوفّر على المريض كثيرًا من المعاناة والمصاريف. علاجات بسيطة يمكن أن تنقذ سنًا من الخلع لو تم التعامل معها مبكرًا”.


المسنون والرعاية الخاصة

كبار السن يحتاجون إلى رعاية خاصة، سواء كانوا يمتلكون أسنانًا طبيعية أو تركيبات صناعية. من المهم الحفاظ على نظافة الفم، واستخدام خيط الأسنان، وزيارات دورية للطبيب لتعديل أو تنظيف التركيبات.

“حتى أطقم الأسنان تحتاج للعناية والنظافة مثل الأسنان الطبيعية، وإهمالها قد يؤدي إلى التهابات فموية أو فطريات”، يحذر د. أحمد.


في الختام

الأسنان ليست فقط أداة للمضغ، بل هي عنصر مهم في جودة الحياة، الثقة بالنفس، وصحة الجهاز الهضمي والنطق. الحفاظ عليها يبدأ مبكرًا، لكنه لا يتأخر أبدًا. فحتى في الكبر، يمكن بالعناية والتقنيات الحديثة، استعادة ابتسامة صحية ووظيفة فموية متكاملة.

ويختم الدكتور أحمد سامي بقوله: “ابتسامتك ليست رفاهية، بل هي مرآة لصحتك العامة. حافظ عليها، فهي تستحق”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى