«عمره ما اشتكى من قلبه وبيدخن علبتين يوميًا».. د. محمد هيكل يحذر من جلطات القلب المفاجئة
كتبت/ مي السايح

يحكي دكتور محمد هيكل، استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية ودوالي الساقين، قصة مريض في منتصف الأربعينات ظن طوال عمره أنه «سليم ١٠٠٪»، قبل أن تضعه جلطة حادة في الشريان التاجي على طاولة القسطرة خلال نصف ساعة فقط من وصوله المستشفى.
المريض عاد إلى منزله كالمعتاد حوالي التاسعة مساءً، تناول طعامه وجلس أمام التلفزيون يشرب الشاي، ثم بدأ يشعر بإحساس غريب في صدره:
كتمة، حرقان، ضغط، وعصر شديد في منطقة القلب، واعتقد في البداية أنها «تخمة» أو مشكلة في المعدة، فطلب من زوجته تحضير كوب نعناع.
لكن بدلاً من التحسن، اشتد الألم بشكل حاد، مع قيء غزير وعرق بارد غريب، وإحساس قوي بأن «جمرة نار» تشتعل داخل صدره. هنا أدركت الزوجة أن الأمر أكبر من اضطراب هضمي، وأصرت على التوجه فورًا إلى المستشفى.
شاهد أيضًا: ثورة في علاج فشل القلب.. رقعة حيوية تعيد لعضلة القلب نبضها من جديد
في قسم الاستقبال بالمستشفى الحكومي، ما إن سمع الأطباء شكواه حتى أجروا له رسم قلب فورًا، لتبدأ حالة طوارئ حقيقية: أقراص تُعطى تحت اللسان وفمويًا، منع تام من الحركة، نقل عاجل إلى غرفة القسطرة، وفي خلال ٣٠ دقيقة كان المريض مستلقيًا على طاولة القسطرة القلبية.
والنتيجة كانت جلطة حادة أغلقت الشريان التاجي الرئيسي من بدايته، واستغرقت العملية حوالي ساعة، تم فيها فتح الشريان وتركيب دعامتين، ثم نقل المريض إلى الرعاية المركزة تحت الملاحظة لمدة يومين قبل أن يُصرَف إلى منزله على علاج دائم، مع توصية ضرورية بالمتابعة لدى طبيب قلب.
حين جلس أمام دكتور محمد هيكل في العيادة بعد أيام، قال المريض بتعجب حقيقي: «يا دكتور أنا مصدوم.. عمري ما اشتكيت من قلبي، ولا باخد أدوية، وبروح شغلي عادي، ومبحسش بأي حاجة!»
لكن المفاجأة الأكبر بالنسبة له كانت اكتشاف إصابته بالضغط والسكر، بعدما أظهرت الفحوص أثناء حجزه بالمستشفى أن معدلاتهما مرتفعة منذ فترة، دون أن يشعر أو يجري في حياته كشفًا أو تحاليل دورية.
وبسؤال الطبيب له عن نمط حياته، اتضح الآتي:
- مدخن شره: علبتان سجائر يوميًا حتى يوم الجلطة.
- لا يمارس أي رياضة: كان يلعب كرة القدم، لكنه توقف منذ ١٠ سنوات.
- لا يتابع أي فحوص صحية، ولا يقيس ضغطًا ولا سكرًا.
يعلّق دكتور هيكل: «لو هو ما جالوش جلطة في القلب، كانت دي تبقى المفاجأة الحقيقية.»
القلب والشرايين لا ينتظران «الأعراض» كي يعلنا الخطر.
فقد يعاني مريض من ارتفاع ضغط مزمن، أو سكر غير منضبط، أو تضيق في الشرايين التاجية لسنوات دون ألم واضح، إلى أن تحدث الجلطة الأولى… والتي قد تكون الأخيرة في بعض الأحيان.
ووجه دكتور محمد هيكل رسالة «أنت لا تعتبر نفسك سليمًا لأنك لا تشعر بشي، أنت تعتبر سليمًا فقط عندما يقول لك الطبيب بعد الفحص والتحاليل إنك سليم.»
الفحص الدوري ليس رفاهية:
- بعد سن الأربعين، ومع وجود أي عامل خطورة (تدخين، سمنة، سكر، ضغط، تاريخ عائلي لأمراض القلب)،
فإن إهمال المتابعة يعني ترك الباب مفتوحًا لجلطة مفاجئة في أي وقت.
وأكد دكتور محمد هيكل على ضرورة إيقاف التدخين نهائيًا، وضبط الضغط والسكر تحت إشراف طبي، والالتزام بالأدوية وعدم التهاون.




