هل تشعر بضيق في التنفس؟ ربما تكون عضلة قلبك في خطر!
كتبت - مها صبري

يُعد ضعف عضلة القلب أحد أخطر الأمراض المزمنة التي تصيب القلب وتؤثر على جودة حياة الملايين حول العالم. وعلى عكس ما يظنه البعض، لا يصيب هذا المرض كبار السن فقط، بل قد يبدأ في أعمار متقدمة ويستمر في التطور بصمت.
د. أحمد عبد المعين، استشاري أمراض القلب، يؤكد لمنصة طب توداي أن الكشف المبكر وتغيير نمط الحياة يمكن أن يُحدث فارقًا كبيرًا في السيطرة على المرض، ويقلل من احتمالات المضاعفات القاتلة.
ما هو ضعف عضلة القلب؟
تعريف مبسط لفهم المشكلة
ضعف عضلة القلب (أو ما يُعرف طبيًا باسم “قصور القلب” أو “Heart Failure”) هو حالة يفقد فيها القلب قدرته على ضخ الدم بكفاءة إلى باقي أعضاء الجسم.
يؤدي هذا القصور إلى تراكم السوائل في الجسم، وشعور دائم بالإرهاق، وقصور في أداء الأجهزة الحيوية.
الأسباب الشائعة وراء ضعف عضلة القلب
لماذا تُصاب العضلة بالضعف؟
يشير د. أحمد عبد المعين إلى أن هناك عدة أسباب تؤدي إلى ضعف عضلة القلب، من أهمها:
- ارتفاع ضغط الدم المزمن: يؤدي إلى إجهاد عضلة القلب على المدى الطويل.
- الأزمات القلبية المتكررة: تؤدي إلى تلف أنسجة القلب.
- أمراض صمامات القلب: تُعيق تدفق الدم داخل القلب.
- التهاب عضلة القلب الفيروسي
- السكري غير المنضبط
- الإدمان على الكحول والمخدرات
- اضطرابات الغدة الدرقية أو الكلى
- العوامل الوراثية
وفي بعض الحالات، لا يمكن تحديد سبب واضح، وتُعرف هذه الحالة باسم “ضعف عضلة القلب مجهول السبب”.
الأعراض التي لا يجب تجاهلها
علامات تحذيرية قد تنقذك
يظهر ضعف عضلة القلب بأعراض قد يستهين بها المريض في البداية، مثل:
- ضيق التنفس عند بذل أي مجهود بسيط
- تورم القدمين أو الكاحلين
- الشعور بالإرهاق المستمر
- خفقان القلب
- الكحة المزمنة، خاصة أثناء النوم
- زيادة الوزن السريعة بسبب احتباس السوائل
ويوضح د. أحمد عبد المعين أن المريض قد لا يشعر بأي عرض واضح في المراحل المبكرة، ما يجعل الفحص الدوري ضرورة لا غنى عنها.
متى يصبح ضعف عضلة القلب خطرًا؟
مراحل المرض وتقدمه
يصنف ضعف عضلة القلب إلى درجات، تبدأ من الدرجة الأولى (خفيف) وتنتهي بالدرجة الرابعة (شديد جدًا).
كلما تأخر التشخيص والعلاج، زادت احتمالات المضاعفات مثل:
- الجلطات القلبية
- فشل الكلى
- احتباس السوائل في الرئتين
- توقف القلب المفاجئ
ولهذا يشدد الطبيب على ضرورة التدخل المبكر وتحسين نمط الحياة.
هل يمكن علاجه نهائيًا؟
العلاج يوقف التدهور ويحسن الحياة
رغم أن ضعف عضلة القلب يُعد مرضًا مزمنًا في أغلب الحالات، إلا أن العلاج الطبي يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا، وتشمل الخيارات:
- الأدوية: مثل مثبطات ACE، حاصرات بيتا، مدرات البول
- جراحات القلب: مثل تركيب جهاز تنظيم ضربات القلب أو زراعة قلب صناعي
- العمليات لعلاج الصمامات إن كانت السبب
- تغيير نمط الحياة بشكل جذري
بحسب د. أحمد عبد المعين، بعض الحالات يتحسن فيها ضخ القلب من 30% إلى 50% خلال أشهر مع الالتزام الكامل بالعلاج.
أسلوب الحياة هو خط الدفاع الأول
نصائح عملية من طب توداي للحياة مع قلب أضعف
يشدد الأطباء في منصة طب توداي على أن المريض يلعب الدور الأهم في تحسين حالته، من خلال:
- تقليل تناول الملح
- الإقلاع عن التدخين والكحول
- ممارسة الرياضة الخفيفة (مثل المشي 30 دقيقة يوميًا)
- مراقبة الوزن يوميًا
- المتابعة المنتظمة مع الطبيب
التغذية الصحية ودورها في حماية عضلة القلب
ما يجب أن تأكله… وما يجب تجنبه
من المهم اتباع نظام غذائي متوازن غني بـ:
- الخضروات الورقية والفواكه
- الحبوب الكاملة
- الأطعمة الغنية بأوميغا 3 مثل السلمون
- تقليل الدهون الحيوانية والمقليات
- شرب الماء بكمية مناسبة حسب توصية الطبيب
هل هناك فرق بين ضعف عضلة القلب وفشل القلب؟
مصطلحات طبية تحتاج إلى توضيح
يوضح د. أحمد عبد المعين أن ضعف عضلة القلب هو أحد أشكال فشل القلب. وهناك حالات يكون فيها القلب ضعيفًا دون أعراض، بينما حالات أخرى تكون متقدمة وتُسبب مضاعفات حادة.
لذلك من المهم تصنيف الحالة بدقة لمعرفة العلاج المناسب.
متابعة الحالة: كيف تراقب وضعك؟
تحاليل وفحوصات دورية ضرورية
المتابعة المنتظمة ضرورية لتقييم مدى تقدم المرض، وتشمل:
- تخطيط القلب
- الأشعة التليفزيونية على القلب (ECHO)
- تحاليل وظائف الكلى والكهارل
- تحليل BNP لمراقبة إجهاد القلب
- أشعة الصدر إذا كان هناك شك في احتباس السوائل
هل تؤثر الحالة النفسية على عضلة القلب؟
نعم.. والعلاج النفسي جزء من العلاج الطبي
الإجهاد النفسي المزمن والاكتئاب يؤثران على صحة القلب، وقد يُسرّعان تدهور عضلته.
لذا ينصح الأطباء بمنصة طب توداي بمراعاة الراحة النفسية، واللجوء للدعم الأسري أو النفسي إن لزم الأمر، خاصة عند الشعور بالعزلة أو القلق الدائم.
خلاصة التقرير
تعامل مع قلبك كما لو كان أثمن ما تملك
ضعف عضلة القلب ليس نهاية الطريق. مع التشخيص المبكر، والالتزام بالعلاج، وتغيير نمط الحياة، يمكن للمريض أن يعيش حياة مستقرة، ويُجنّب نفسه مضاعفات خطيرة.
يختم د. أحمد عبد المعين، استشاري أمراض القلب، حديثه لمنصة طب توداي قائلًا:
“إذا كنت تسمع نبضات قلبك بوضوح، فهذا نعمة تستحق أن تحافظ عليها… ودواؤك في التزامك.”
🔒 حقوق الطبع والنشر محفوظة لمنصة طب توداي
📌 منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوسط