“د. هشام عبد الرحمن: خطوات سهلة لاكتشاف سرطان الثدي والقولون والرئة

كتبت - مها نجم

الأورام لم تعد مرضًا نادرًا، بل أصبحت جزءًا من الواقع الطبي اليومي في كل بيت. من أورام الثدي للنساء، إلى أورام البروستاتا عند الرجال، ثم أورام القولون، والغدد، والرئة، وغيرها.
لكن السؤال المهم: كيف نفرق بين العرض العادي والإنذار المبكر؟
وهل كل ورم يعني سرطان؟
في هذا التقرير، نستعرض حقائق علمية مهمة، ونتحدث إلى الدكتور هشام عبد الرحمن، استشاري الأورام والعلاج الكيماوي والإشعاعي، الذي يضع لنا خريطة دقيقة لكشف وتفادي مضاعفات الأورام.


الورم ليس دائمًا سرطانًا.. ولكن لا تتجاهله

يقول د. هشام عبد الرحمن:

“الورم كلمة واسعة، ولا تعني بالضرورة وجود سرطان. بعض الأورام حميدة، وتكون غير خطيرة ولا تنتشر، ولكن تجاهلها قد يجعلها تسبب ضغطًا على الأعضاء أو تتحول لاحقًا.”

ويضيف:

“من المهم أن يخضع أي شخص يكتشف كتلة غير مألوفة، أو يشعر بانتفاخ غير مبرر، أو نزيف غير طبيعي، إلى فحص دقيق في أسرع وقت.”


أعراض لا يجب تجاهلها

بحسب منظمة الصحة العالمية، هناك أعراض مبكرة مشتركة لأنواع عديدة من الأورام، أهمها:

  • وجود كتلة صلبة غير مؤلمة
  • نزيف غير مبرر (من الأنف، اللثة، المهبل، البول)
  • سعال مستمر أو بحة في الصوت
  • فقدان وزن مفاجئ بدون سبب واضح
  • تغير في عادات الإخراج أو التبول
  • ظهور بقع أو شامات تتغير في الحجم أو اللون أو الشكل

يؤكد د. هشام:

“الخطأ القاتل هو الانتظار… كلما اكتشفنا الورم مبكرًا، زادت نسب الشفاء، وقد لا يحتاج المريض إلا لجراحة بسيطة دون كيماوي أو إشعاع.”


السرطان في مصر بالأرقام

تشير الإحصائيات إلى أن مصر تسجل سنويًا عشرات الآلاف من حالات الأورام الجديدة، أبرزها:

  • سرطان الثدي لدى النساء
  • سرطان البروستاتا عند الرجال
  • أورام القولون والرئة والكبد
  • الأورام اللمفاوية والدم

ويُرجع د. هشام عبد الرحمن ذلك إلى:

“الوعي المحدود بالكشف المبكر، ونمط الحياة الغذائي الخاطئ، والتدخين، والتعرض للملوثات، إضافة إلى وجود عوامل وراثية لدى بعض العائلات.”


رحلة العلاج: من التشخيص إلى الشفاء

تبدأ رحلة المريض عادة بإجراء فحوصات التصوير (مثل الأشعة المقطعية والرنين)، ثم فحص الأنسجة (الخزعة).
وبعد تأكيد التشخيص، يتم تحديد خطة العلاج حسب نوع الورم ومرحلته، وقد تشمل:

  • الجراحة لإزالة الورم
  • العلاج الكيماوي لتدمير الخلايا السرطانية
  • العلاج الإشعاعي
  • العلاج المناعي أو الهرموني في بعض الحالات
  • المتابعة الدقيقة لتجنب الارتجاع أو الانتشار

لماذا يخاف الناس من العلاج الكيماوي؟

“الكيماوي له سمعة سيئة بسبب الأعراض الجانبية، لكنه أحد أهم أدوات الشفاء في كثير من أنواع السرطان، خاصة أورام الدم والثدي والقولون”،
بحسب د. هشام عبد الرحمن، الذي يضيف:

“بفضل التقدم الطبي، أصبح بالإمكان تقليل الأعراض الجانبية من خلال أدوية حديثة، وأحيانًا نستخدم جرعات أخف حسب عمر المريض وصحته العامة.”


كيف تقي نفسك؟

رغم أن بعض الأورام لا يمكن الوقاية منها بشكل تام، إلا أن تبني نمط حياة صحي يساهم بشكل كبير في خفض المخاطر، ومنها:

  • الامتناع عن التدخين والكحول
  • ممارسة الرياضة بانتظام
  • التغذية الصحية والابتعاد عن الدهون والمعلبات
  • إجراء الفحوصات الدورية حسب السن والتاريخ العائلي
  • الاهتمام بأي عرض غريب وعدم تجاهله

كلمة أخيرة من الطبيب

“السرطان لم يعد حكمًا بالإعدام”،
بهذه الجملة يختتم د. هشام عبد الرحمن حديثه، ويوجه رسالة مباشرة لكل شخص:

“كل يوم نرى مرضى يتعافون تمامًا لأنهم تحركوا مبكرًا، فـلا تنتظر حتى يتأخر الوقت.”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى