د. منى إسماعيل: خطوات ذكية لحماية الأم والجنين من مضاعفات السكري
كتبت - ريناد عماد

سكري الحمل أو الإصابة بالسكري أثناء فترة الحمل لا تعني نهاية الطريق، بل بداية مرحلة تتطلب وعيًا صحيًا أكبر وإدارة دقيقة. فبحسب د. منى إسماعيل، استشارية النساء والتوليد وطب الأم والجنين، فإن التحكم في مستوى السكر بشكل جيد يقلل بشكل كبير من خطر حدوث مضاعفات للأم والجنين.
منصة “طب توداي”، المرجعية العربية الأولى في مصر والشرق الأوسط، استعرضت مع الطبيبة المتخصصة الخطوات العملية التي تُمكِّن المرأة من إدارة السكري خلال الحمل بأمان.
سكري الحمل أم سكري مزمن؟ الفرق ضروري
من المهم التفرقة بين نوعين من السكري خلال الحمل:
- سكري الحمل: يصيب بعض النساء لأول مرة أثناء الحمل ويختفي بعد الولادة غالبًا.
- السكري المزمن: يكون موجودًا قبل الحمل ويستمر بعده.
تقول د. منى إسماعيل: “التمييز بين النوعين يساعد في تحديد الخطة العلاجية ودرجة المتابعة، حيث إن كل حالة لها بروتوكول خاص يراعي احتياجات الأم والجنين”.
المخاطر المحتملة عند إهمال سكري الحمل
عدم إدارة السكري خلال الحمل يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل:
- زيادة وزن الجنين بشكل مفرط (Macrosomia)
- ولادة مبكرة
- مشاكل في التنفس للجنين بعد الولادة
- زيادة احتمالية ولادة قيصرية
- تسمم الحمل وارتفاع ضغط الدم
- خطر الإصابة المستقبلية بالسكري للأم والطفل
وهنا تؤكد د. منى أن “الوقاية تبدأ من الأسبوع الأول لمتابعة الحمل، حتى قبل ظهور أعراض واضحة”.
تشخيص سكري الحمل: متى وكيف؟
عادة ما يُجرى اختبار تحمُّل الجلوكوز بين الأسبوع 24 إلى 28 من الحمل. ويتضمن تناول مشروب سكري ثم قياس نسبة السكر في الدم بعد ساعة. وإذا كانت النتائج غير طبيعية، يُجرى اختبار مكثف من ثلاث ساعات لتأكيد التشخيص.
وتقول د. منى: “بعض السيدات يُجرى لهن الاختبار مبكرًا إذا كنّ معرضات للخطر، مثل من لديهن تاريخ عائلي للسكري أو وزن زائد”.
خطوات إدارة السكري خلال الحمل
1. التغذية العلاجية أولًا
اتباع نظام غذائي متوازن هو الأساس في العلاج، مع تقليل السكريات والنشويات البسيطة. يُفضل تقسيم الوجبات إلى 5-6 وجبات صغيرة يوميًا لتجنب ارتفاع مفاجئ في السكر.
2. المتابعة المنتظمة لمستوى السكر
على الحامل قياس مستوى السكر عدة مرات يوميًا، خصوصًا قبل وبعد الوجبات. الهدف هو الحفاظ على مستويات السكر:
- صائم: أقل من 95 ملغ/ديسيلتر
- بعد الأكل بساعة: أقل من 140 ملغ/ديسيلتر
3. النشاط البدني المعتدل
رياضة المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا، بعد استشارة الطبيب، تساعد على تحسين حساسية الجسم للأنسولين وتقليل مستوى السكر.
4. العلاج بالأنسولين عند الحاجة
إذا لم تنجح التغييرات في نمط الحياة في السيطرة على السكر، قد تحتاج السيدة للأنسولين. ولا يُفضل إعطاء أدوية خافضة للسكر الفموية خلال الحمل بسبب تأثيرها على الجنين.
دور المتابعة الطبية الدقيقة
د. منى إسماعيل تشدد على أهمية المتابعة مع فريق متعدد التخصصات يضم:
- طبيب النساء والولادة
- أخصائي غدد صماء وسكري
- أخصائية تغذية علاجية
- طبيب أطفال لمتابعة الجنين بعد الولادة
المتابعة تشمل فحوصات متكررة للسكر، تقييم نمو الجنين بالسونار، ومراقبة ضغط الدم وزلال البول.
ما بعد الولادة: هل ينتهي الأمر؟
غالبًا ما يختفي سكري الحمل بعد الولادة، لكن المرأة التي أُصيبت به تكون أكثر عرضة للإصابة بالسكري من النوع الثاني لاحقًا. ولهذا تنصح د. منى بإجراء اختبار تحمل الجلوكوز بعد 6 إلى 12 أسبوعًا من الولادة.
كما يجب اعتماد أسلوب حياة صحي ومراقبة الوزن لتقليل خطر الإصابة المستقبلية.
نصائح ذهبية من د. منى إسماعيل:
- حافظي على وزن صحي قبل وأثناء الحمل.
- لا تهملي الفحص الدوري لمستوى السكر.
- التزمي بالخطة الغذائية ولا تصومي دون استشارة الطبيب.
- اسألي عن مدى الحاجة للأنسولين وتعلمي طريقة استخدامه.
- اهتمي بالمتابعة الطبية للجنين من حيث النمو والحركة.
خلاصة التقرير
سكري الحمل قابل للسيطرة إذا تم اكتشافه مبكرًا والتعامل معه بشكل علمي ومنظم. والسر يكمن في الالتزام والتوعية، لأن كل قرار صحي تتخذه الأم ينعكس على سلامتها وسلامة جنينها.
حقوق الطبع والنشر محفوظة لمنصة طب توداي
منصة طب توداي هي المرجعية الطبية الأولى في مصر والمنطقة العربية