د. حازم فكري: طحن الأسنان أثناء النوم عرض فمرض خفي.. تعرف عليه
كتبت - دعاء شحاتة

الاستيقاظ صباحًا على صداع غامض، أو ألم في الفك، أو حتى تآكل تدريجي في الأسنان… قد تكون علامات على حالة تُعرف باسم “صرير الأسنان الليلي”، وهي عادة لا إرادية يقوم فيها الإنسان بطحن أسنانه بقوة أثناء النوم، وغالبًا دون أن يدري.
تبدو المشكلة بسيطة، لكنها في الواقع قد تؤدي إلى تلف دائم في الأسنان، واضطرابات في المفصل الفكي الصدغي، وحتى مشكلات نفسية وجسدية إذا لم تُشخّص وتُعالج مبكرًا.
🧑⚕️ رأي الطبيب:
يوضح د. حازم فكري، استشاري طب الأسنان واضطرابات مفصل الفك، في حديثه لمنصة طب توداي، أن صرير الأسنان يُعد من أكثر الحالات المهملة لدى البالغين والأطفال على حد سواء، رغم أن أعراضه واضحة وأثره التراكمي خطير. ويضيف:
“أغلب المرضى لا يربطون بين صداعهم المزمن أو ألم الفك وصوت الطحن أثناء النوم، الذي غالبًا ما يلاحظه أحد أفراد الأسرة فقط.”
🔹 ما هو صرير الأسنان الليلي؟
هو حالة لا إرادية من انقباض عضلات الفك وطحن الأسنان، تحدث غالبًا أثناء النوم، وقد تستمر لعدة دقائق أو تتكرر عدة مرات في الليلة الواحدة.
ويُعد من اضطرابات النوم المرتبطة بالقلق والتوتر العصبي، ويصنفه الأطباء بين اضطرابات الحركة المرتبطة بالنوم (Sleep-related movement disorders).
🔹 الأسباب المحتملة:
- القلق والتوتر المزمن
- النوم غير العميق أو المتقطع
- عدم انطباق الأسنان بشكل سليم (Malocclusion)
- الاستخدام المفرط للكافيين أو النيكوتين أو الكحول
- أدوية معينة مثل مضادات الاكتئاب
- اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) لدى الأطفال
🔹 الأعراض المرافقة:
- صداع صباحي متكرر
- ألم في الفك أو الرقبة أو الأذن
- تيبّس في عضلات الوجه عند الاستيقاظ
- تآكل في سطح الأسنان
- تصدّع في الحشوات أو التيجان
- صوت طحن الأسنان أثناء النوم (يلاحظه الشريك أو الأهل)
🔹 كيف يتم التشخيص؟
- فحص إكلينيكي للأسنان والفك
- سؤال تفصيلي عن الأعراض والنوم
- أحيانًا يُطلب تخطيط نوم (Polysomnography) في الحالات الشديدة
- تقييم الحالة النفسية إن وُجدت عوامل قلق أو اكتئاب
🔹 المضاعفات المحتملة:
- تآكل وتكسر الأسنان
- التهاب مفصل الفك (TMJ Disorder)
- ألم مزمن في الوجه والفك والرقبة
- صعوبة في فتح وإغلاق الفم
- اضطرابات نوم لدى الشريك بسبب صوت الطحن
🔹 طرق العلاج الفعالة:
1. واقي الأسنان الليلي (Night Guard)
قطعة بلاستيكية توضع في الفم أثناء النوم لحماية الأسنان وتخفيف الضغط على المفصل.
2. علاج القلق والتوتر
- تمارين الاسترخاء والتنفس العميق
- العلاج المعرفي السلوكي (CBT)
- تقليل محفزات التوتر قبل النوم
3. تصحيح الإطباق السني
- تقويم الأسنان إن لزم
- إعادة بناء الحشوات أو التيجان غير المناسبة
4. أدوية مساعدة
- مرخيات عضلية في بعض الحالات
- حقن البوتوكس في عضلات الفك لتقليل الانقباض
(تُستخدم فقط في الحالات المزمنة وتحت إشراف متخصص)
🔹 هل يصيب الأطفال أيضًا؟
نعم، صرير الأسنان شائع بين الأطفال، وغالبًا ما يرتبط بنمو الأسنان أو القلق من المدرسة أو مشاكل النوم، لكنه غالبًا ما يختفي مع التقدم في العمر.
🔹 نصيحة د. حازم فكري عبر “طب توداي”:
“لا تتجاهل صوت طحن الأسنان… فهو ليس مجرد عادة مزعجة، بل رسالة من الجسم تحتاج إلى فحص وتحليل. التدخل المبكر قد يحمي الأسنان من التآكل، والمفصل من التلف، والنوم من الاضطراب.”
🟢 الختام:
صرير الأسنان الليلي ليس مرضًا نادرًا، بل حالة شائعة ومهملة، تحتاج إلى تدخل طبيب الأسنان والتقييم النفسي أحيانًا. الفهم الجيد للمشكلة هو بداية الطريق نحو علاج ناجح ونوم هادئ… دون طحن.
📌 ملاحظة ختامية:
جميع الحقوق محفوظة لمنصة طب توداي، المنصة الأهم والأكبر والأولى في مصر والمنطقة العربية. اه