د. أحمد عبد اللطيف يوضح: ما الأسباب الخفية لتيبّس الرقبة الصباحي؟

كتبت - شيماء سالم

تيبّس الرقبة عند الاستيقاظ مشكلة شائعة تُصيب كثيرين دون إنذار، وقد تكون نتيجة أوضاع نوم خاطئة، أو مؤشراً على إصابة عضلية أو مشكلة في العمود الفقري. سألنا د. أحمد عبد اللطيف، استشاري جراحة العظام والمفاصل، عن الأسباب الدقيقة لهذه الظاهرة، وطرق الوقاية منها، وما إذا كانت تستدعي تدخلاً طبياً.

أوضاع النوم الخاطئة: أول وأهم الأسباب

تشير دراسات كثيرة إلى أن النوم في وضعية غير مريحة، خصوصًا باستخدام وسادة عالية أو منخفضة جدًا، يؤدي إلى شد عضلي غير متوازن في منطقة الرقبة. ويوضح د. أحمد عبد اللطيف أن إبقاء الرقبة في وضع مائل طوال الليل يُجهد عضلاتها، ما يتسبب في تيبّسها صباحًا.

النوم على البطن: عدو الرقبة الصامت

النوم على البطن مع لف الرأس لأحد الجانبين يشكّل ضغطًا مستمرًا على الفقرات العنقية. وفقًا لد. عبد اللطيف، هذه الوضعية تعتبر الأسوأ لأنها لا تتيح للرقبة أي راحة فعلية أثناء النوم، وتؤدي مع الوقت لتآكل في المفاصل الدقيقة أو انزلاقات غضروفية صغيرة.

الوسادة غير المناسبة: دعم مفقود يسبب الألم

اختيار الوسادة أمر بالغ الأهمية. الوسائد شديدة الصلابة أو الناعمة جدًا تخل بتوازن الرأس والعنق. د. أحمد عبد اللطيف يوصي باستخدام وسادة طبية متوسطة الصلابة، تتماشى مع انحناءات الرقبة الطبيعية وتمنحها الدعم اللازم.

قلة الحركة خلال النهار

في عالم العمل المكتبي، يعاني كثيرون من قلة الحركة لفترات طويلة. الجلوس أمام الحاسوب أو الهاتف لساعات يضع ضغطًا دائمًا على الرقبة، ما يؤدي إلى تيبّسها صباحًا بعد فترة راحة ليلية غير كافية. لذلك، يُشدد د. أحمد عبد اللطيف على أهمية تحريك الرقبة والكتفين كل ساعة خلال النهار.

التوتر النفسي والشد العضلي

الضغوط النفسية والتوتر يمكن أن تُظهر نفسها على هيئة انقباض عضلي، خاصة في منطقة الكتفين والرقبة. في كثير من الحالات، يكون تيبّس الرقبة الصباحي نتيجة مباشرة للتوتر المتراكم، كما يوضّح الطبيب المختص.

مشاكل في العمود الفقري العنقي

أحيانًا لا يكون السبب بسيطًا. إذ قد يكون تيبّس الرقبة علامة على مشاكل هيكلية مثل خشونة الفقرات أو انزلاق غضروفي بسيط. هذه الحالات تحتاج إلى تقييم دقيق، وربما صور أشعة أو رنين مغناطيسي لتحديد السبب الحقيقي.

التهابات عضلية أو فيروسية

يضيف د. أحمد عبد اللطيف أن بعض الإصابات الفيروسية مثل الإنفلونزا قد تؤدي إلى التهاب عضلي مؤقت، خاصة عند الأطفال والشباب، مما يؤدي إلى تصلب الرقبة وألمها في الصباح.

النوم في بيئة باردة دون تغطية كافية

التعرض لهواء بارد مباشرة على الرقبة خلال الليل قد يؤدي إلى شد عضلي مفاجئ، يتسبب في تيبّس مؤلم عند الاستيقاظ. وهذا يحدث كثيرًا في فصل الشتاء أو في غرف مكيفة دون تدفئة جيدة.

متى يستدعي تيبّس الرقبة زيارة الطبيب؟

يحذر د. أحمد عبد اللطيف من تجاهل الأعراض التي تستمر لأكثر من يومين أو تترافق مع:

  • صداع مستمر
  • ألم ينتقل إلى الذراع
  • تنميل أو خدر في الأطراف
  • حمى أو أعراض عامة

في هذه الحالات، قد تكون المشكلة أعمق من مجرد شد عضلي، وقد تدل على إصابة في الأعصاب أو الفقرات.

طرق الوقاية من تيبّس الرقبة

تمرينات بسيطة قبل النوم

ينصح الطبيب بعمل تمارين استطالة خفيفة للرقبة والكتفين قبل النوم، ما يخفف من أي شد متراكم طوال اليوم، ويهيئ الجسم لنوم صحي.

استخدام وسادة طبية مناسبة

احرص على اختيار وسادة تدعم تقوس الرقبة الطبيعي، وتجنّب الوسائد العالية جدًا أو المنخفضة التي تخل بتوازن الرقبة.

تجنّب النوم على البطن

النوم على الظهر أو الجانب هو الوضع الأفضل للرقبة، على أن تكون الوسادة موضوعة بطريقة صحيحة تمنح الرقبة راحة واستقامة.

تنظيم وقت النوم والتقليل من التوتر

الراحة الكافية والنوم العميق، إلى جانب تجنّب الضغوط النفسية قبل النوم، تلعب دورًا كبيرًا في منع التصلب الصباحي.

الحركة خلال اليوم

لا تهمل أهمية الحركة. خصص دقيقة واحدة كل ساعة لتدوير الرقبة وتحريك الكتفين وتخفيف الضغط المتراكم بسبب العمل المكتبي.


🔹 حقوق النشر والطبع محفوظة لمنصة طب توداي.
🔹 منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى