التغذية الصحية لمرضى الروماتويد: أسرار تسيطر بها على الألم والالتهاب
كتبت - هدى عبد الجليل

الروماتويد، أو ما يُعرف بالتهاب المفاصل الروماتويدي، ليس مجرد ألم في المفاصل كما يظنه البعض، بل هو مرض مناعي مزمن يمكن أن يؤثر على أجزاء متعددة من الجسم، ويؤدي إلى مضاعفات تؤثر على نوعية الحياة. وبينما تلعب الأدوية دورًا رئيسيًا في السيطرة عليه، فإن التغذية السليمة أصبحت عنصرًا لا يمكن تجاهله في خطة العلاج الشامل.
وقد أوضح الدكتور إيهاب ممدوح، استشاري أمراض الروماتيزم والمناعة، في حديث خاص لمنصة طب توداي، أن التغذية تمثل عاملًا مساعدًا كبيرًا في خفض مستويات الالتهاب، وتحسين استجابة الجسم للعلاج، بل وقد تؤخر تطور المرض في بعض الحالات.
كيف يؤثر الطعام على مرض الروماتويد؟
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن بعض الأطعمة قد تزيد من نشاط الجهاز المناعي بشكل يؤدي إلى تفاقم أعراض الروماتويد، بينما تساهم أخرى في تهدئة الالتهاب وتقوية المفاصل. الأمر لا يقتصر فقط على ما نتناوله، بل يشمل التوازن الكامل بين المغذيات، وتجنب المواد التي تحفّز الاستجابة المناعية الضارة.
يقول د. إيهاب ممدوح: “الغذاء ليس علاجًا مباشرًا للروماتويد، لكنه سلاح مهم في التحكم في شدة الأعراض ومنع تدهور المفاصل على المدى البعيد”.
الأطعمة التي ينصح بها مريض الروماتويد
1. الأسماك الدهنية
مثل السلمون والسردين والماكريل، لاحتوائها على أحماض أوميجا-3 التي تقلل من مستويات الالتهاب في الجسم. ينصح بتناولها مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا.
2. الفواكه والخضروات الطازجة
غنية بمضادات الأكسدة والفيتامينات مثل C و E، وتقلل من تهيّج المفاصل. يُفضل التركيز على التوت، البرتقال، الجزر، البروكلي، والسبانخ.
3. الحبوب الكاملة
مثل الشوفان، والكينوا، والخبز الأسمر، التي تساعد في تنظيم الوزن وتقليل الالتهاب بفضل محتواها من الألياف.
4. زيت الزيتون البكر
يحتوي على مركب “الأوليوكانثال” المشابه لتأثير مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، ويمكن استخدامه في الطهي أو على السلطات.
5. المكسرات والبذور
مثل الجوز واللوز وبذور الكتان، لأنها تحتوي على دهون صحية ومغذيات تقلل من تآكل المفاصل.
أطعمة يجب تجنبها تمامًا
1. السكر الأبيض والمخبوزات الجاهزة
السكر يرفع من مستويات الالتهاب في الجسم، خاصة عند تناوله بكثرة في الحلويات والمشروبات الغازية.
2. اللحوم الحمراء والمصنعة
مثل السجق، والسلامي، واللانشون، حيث تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة والمركبات المسببة للالتهاب.
3. الزيوت المهدرجة والمقليات
مثل البطاطس المقلية ورقائق الشيبس التي تحتوي على دهون غير صحية تؤدي إلى تفاقم الأعراض.
4. منتجات الألبان كاملة الدسم
بعض مرضى الروماتويد يعانون من زيادة في الأعراض بعد تناول الحليب والجبن، خاصة إذا كان كامل الدسم.
5. الملح الزائد
الإفراط في الملح قد يساهم في تدهور صحة العظام وزيادة التورم، لذا يُفضل التقليل منه.
وزن الجسم والروماتويد: العلاقة الحرجة
زيادة الوزن تضع عبئًا إضافيًا على المفاصل، خاصة مفاصل الركبتين والحوض، وتزيد من شدة الأعراض. لذا فإن الحفاظ على وزن صحي هو جزء أساسي من خطة التغذية. يؤكد د. إيهاب ممدوح أن “مجرد خسارة 5 إلى 10% من وزن الجسم قد يؤدي لتحسن ملحوظ في القدرة الحركية وتقليل الألم”.
المكملات الغذائية… هل يحتاجها مريض الروماتويد؟
في بعض الحالات، قد ينصح الطبيب بمكملات غذائية، خاصة إذا كان المريض يعاني من نقص في:
- فيتامين D
- الكالسيوم
- أوميجا-3
- الحديد
- حمض الفوليك (خاصة لمن يتناولون الميثوتركسات)
لكن لا يجب تناول أي مكملات بدون استشارة الطبيب، حيث أن التداخلات الدوائية قد تؤثر سلبًا على المريض.
خطة غذائية يومية مقترحة
إليك مثال على يوم غذائي صحي لمريض الروماتويد:
- الإفطار: شوفان مع حليب قليل الدسم، حفنة من التوت، ملعقة عسل صغيرة
- سناك: حفنة من اللوز أو الجوز
- الغداء: فيليه سمك مشوي، أرز بني، سلطة خضراء بزيت الزيتون
- العشاء: شوربة عدس، شريحة خبز أسمر، شرائح خيار
- قبل النوم: كوب زبادي قليل الدسم مع بذور الكتان
نصائح سريعة من د. إيهاب ممدوح:
- اشرب الكثير من الماء لتقليل الالتهاب
- قلّل الكافيين لأنه قد يفاقم الألم
- اتبع نظامًا متوازنًا بدلًا من الحميات القاسية
- مارس الرياضة بانتظام لتقوية المفاصل وتحسين الهضم
- لا تهمل المتابعة مع الطبيب المختص عند إدخال تغييرات غذائية
ما بين التغذية والدواء: شراكة علاجية لا غنى عنها
رغم أن التغذية لن تعالج الروماتويد بمفردها، إلا أنها تعتبر مكملاً فعالًا للعلاج الدوائي، وتلعب دورًا في تحسين جودة الحياة. من هنا تؤكد منصة طب توداي على أهمية اتباع نظام غذائي مدروس بجانب تناول الأدوية الموصوفة، والمتابعة المستمرة مع الطبيب.
جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لمنصة طب توداي
منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوسط