دراسة صادمة| الهواتف الذكية تدفع الأطفال نحو الاكتئاب والانفصال الاجتماعي وقد تقود إلى الانتحار

كتبت/ مي السايح

تشير دراسة علمية حديثة إلى أن الاستخدام المفرط للهواتف الذكية بين الأطفال يُمثل خطرًا متزايدًا على صحتهم النفسية والسلوكية، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى مستويات من العزلة الاجتماعية تدفع نحو الاكتئاب والأفكار الانتحارية.

يمكنك قراءة هذا أيضًا : أعراض تأخر الكلام المرتبط بالشاشات؟

التأثير على النمو الانفعالي والمعرفي

ومع تزايد اعتماد الأجيال الصغيرة على الشاشات في سن مبكرة، أصبح القلق يدور حول تأثير العالم الرقمي على النمو الانفعالي والمعرفي للطفل.

الحساسية عند الأطفال.. د. عمرو عبد الوهاب: التشخيص ممكن من عمر 4 شهور

علامات اضطراب نفسي واضحة

خلصت الدراسة، التي أجريت على أكثر من 5000 طفل تتراوح أعمارهم بين 8 و14 عامًا، إلى أن أكثر من نصف الأطفال الذين يستخدمون الهواتف الذكية لأكثر من ثلاث ساعات يوميًا أظهروا علامات واضحة على اضطرابات نفسية، من بينها: نوبات قلق، وانسحاب اجتماعي، وتقلبات مزاجية حادة. بينما أبلغ 13% من المشاركين عن تفكيرهم في إيذاء أنفسهم أو الانتحار، خاصة مع تعرضهم المستمر للتنمر الإلكتروني.

المحتوى الرقمي.. خطر غير مباشر

ويؤكد الباحثون أن الهواتف الذكية لا تُسبب هذه الأضرار بشكل مباشر، بل تسمح بوصول الطفل إلى كم هائل من المؤثرات والتطبيقات والمحتويات التي تعزز السلوكيات السلبية، خاصة إذا لم تكن هناك رقابة أو توجيه من الأسرة.

عزلة عن الواقع وضعف في المهارات الاجتماعية

يضاف إلى ذلك أن اللعب الإلكتروني ومتابعة مواقع التواصل جعلت الكثير من الأطفال يفضلون العالم الافتراضي ويتجنبون التفاعل الواقعي، مما يؤدي إلى ضعف المهارات الاجتماعية والعزلة والانفصال عن الأسرة.

الاستخدام الليلي.. بوابة للاكتئاب

كما حذرت الدراسة من أن الاستخدام الليلي للهاتف يؤدي إلى اضطراب النوم، ما يؤثر على نمو الدماغ، والتحصيل الدراسي، ويفاقم مشاعر القلق والتوتر.

وبيّنت النتائج أن كل ساعة إضافية يقضيها الطفل على الهاتف بعد الساعة الثامنة مساءً تزيد من احتمالات الإصابة بالاكتئاب بنحو 21%.

تنمر رقمي ومحتوى محفز على الانتحار

ويقول الأطباء إن أخطر ما في الهواتف الذكية هو وصول الطفل دون وعي إلى محتوى عنيف أو جنسي أو محفز لسلوكيات إيذاء النفس، إلى جانب التعرّض للتنمر الرقمي.

وقد شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الانتحار بين الأطفال والمراهقين على خلفية تلك العوامل، وسط تحذيرات من تحوّل الهواتف إلى «قنبلة موقوتة» داخل المنازل.

كيف نحمي الأطفال من الخطر؟

وتقترح الدراسة أن الحل يكمن في إشراف الوالدين وتحديد عدد ساعات استخدام الهاتف، إلى جانب تشجيع الطفل على الأنشطة الواقعية كالرياضة والهوايات الاجتماعية، مع فتح حوار دائم حول المشكلات التي يواجهها على الإنترنت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى