حرك نفسك.. د. هالة يسري: هل الراحة الزائدة تضعف عضلة القلب؟

كتبت - منى عمار

في زمنٍ تزداد فيه ساعات الجلوس والراحة بحكم التكنولوجيا وأسلوب الحياة، لم يعد غريبًا أن نسمع عن مشاكل في القلب تصيب حتى الشباب. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل قلة الحركة تؤدي فعلًا إلى “كسل” عضلة القلب؟ وهل يمكن أن تتحول الراحة الزائدة من ضرورة إلى خطر حقيقي على صحة القلب؟

تُجيب عن هذه التساؤلات د. هالة يسري، استشارية أمراض القلب والأوعية الدموية، في حوارها مع “طب توداي”، مؤكدة أن “عضلة القلب مثل أي عضلة في الجسم، إن لم تُستَخدم بشكل منتظم، فإنها تضعف تدريجيًا، حتى دون وجود مرض قلبي واضح”.


ما المقصود بـ”القلب الكسول”؟

هو وصف يُطلق على حالة ضعف تدريجي في أداء عضلة القلب بسبب نقص في النشاط البدني المنتظم، ما يؤدي إلى انخفاض في كفاءتها على ضخ الدم بكفاءة، ويزيد من قابلية الجسم للإرهاق، ضيق التنفس، وحتى ارتفاع ضغط الدم.


كيف يؤدي نمط الحياة الخامل إلى إضعاف القلب؟

تشرح د. هالة أن الكسل الجسدي يُسبب سلسلة من التغيرات السلبية تؤثر على القلب:

  • انخفاض لياقة القلب: يقل استيعاب القلب للتمارين، ويصبح غير قادر على الاستجابة للجهد.
  • ضعف الدورة الدموية: يتباطأ تدفق الدم، ويزداد خطر تخثره.
  • زيادة الوزن: يؤدي إلى ضغط إضافي على القلب.
  • ارتفاع الكوليسترول والسكري: وهما من عوامل الخطورة على الشرايين القلبية.

هل هذا ينطبق فقط على كبار السن؟

أبدًا. تقول د. هالة يسري إن كثيرًا من الشباب الذين يعملون لساعات طويلة خلف المكاتب، أو يقضون أوقات فراغهم في مشاهدة الشاشات، أصبحوا معرضين لعلامات “القلب الكسول” رغم صغر سنهم.
وتضيف: “الحركة اليومية مهمة لكل الأعمار، وليس فقط عند وجود مرض”.


أبرز علامات القلب الكسول

  • سرعة التعب عند بذل مجهود بسيط
  • ضيق التنفس حتى عند صعود السلم
  • زيادة ملحوظة في ضربات القلب عند التوتر أو الجهد
  • انتفاخ بسيط في القدمين أو الكاحلين
  • صعوبة في التركيز
  • برودة الأطراف بشكل دائم

الفرق بين الراحة الصحية والخمول الضار

الراحة ضرورية بعد المجهود أو في حالات المرض، لكن:

الراحة الصحية الخمول الضار
مؤقتة ولها هدف مزمنة وتتحول لعادة
تتبع نشاطًا بدنيًا تغيب فيها الحركة نهائيًا
تنشط الاستشفاء تُضعف وظائف الجسم

ماذا يحدث للقلب إذا زادت فترات الجلوس؟

أثبتت دراسات متعددة أن الجلوس لأكثر من 6 ساعات يوميًا دون حركة:

  • يضاعف خطر الإصابة بأمراض القلب
  • يبطئ الدورة الدموية
  • يزيد احتمالية الإصابة بجلطات الأوردة العميقة
  • يقلل استجابة الجسم للأنسولين
  • يزيد تراكم الدهون في الأحشاء

كيف يمكن تنشيط القلب في الحياة اليومية؟

تقترح د. هالة يسري مجموعة من العادات البسيطة لكنها فعالة:

  • المشي السريع 30 دقيقة يوميًا
  • صعود الدرج بدلًا من المصعد
  • أداء تمارين التمدد كل ساعة عند الجلوس الطويل
  • استخدام مكتب واقف جزئيًا
  • ركوب الدراجة الهوائية
  • السباحة مرتين أسبوعيًا إن أمكن

وتشدد: “لا يشترط الذهاب للجيم، المهم هو الحركة المنتظمة”.


متى يتحول كسل القلب إلى مشكلة صحية خطيرة؟

عند تجاهل الأعراض، قد يؤدي ذلك إلى:

  • ضعف مزمن في عضلة القلب
  • فشل قلبي تدريجي
  • ارتفاع ضغط الدم غير المتحكم فيه
  • تصلب الشرايين
  • ضعف في تروية الأعضاء

هل يمكن للقلب أن يستعيد نشاطه؟

نعم. توضح د. هالة أن عضلة القلب تستجيب بشكل مذهل عند بدء ممارسة التمارين بانتظام، حتى بعد سنوات من الخمول، مشيرة إلى أن “التحسن يبدأ تدريجيًا خلال أسابيع قليلة من الالتزام بنمط حياة نشط”.


نصيحة د. هالة يسري من منصة طب توداي:

“اعتبر الحركة دواءً يوميًا لقلبك، تمامًا كالأكل أو النوم. تجاهلها يُكلّفك صحتك، لكن المواظبة عليها تحميك من أخطر الأمراض دون أي تكلفة.”


 

جميع الحقوق محفوظة لمنصة طب توداي.
منصة طب توداي هي المنصة الأهم والأكبر والأولى في مصر والمنطقة العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى