p { text-align: justify; }

انتباهك في خطر.. كيف تسرقك الفيديوهات القصيرة دون أن تشعر؟

كتبت/ مي السايح

في عصر السرعة والمحتوى اللحظي، أصبحت الفيديوهات القصيرة على منصات مثل Reels وتيك توك جزءاً أساسياً من روتين ملايين المستخدمين.

دقائق قليلة على الهاتف قد تتحول إلى ساعات من التمرير اللانهائي، تحت شعار “هتسلى شوية”، لكن ماذا لو كانت هذه الدقائق تسرق منّا ما هو أكبر بكثير من الوقت؟

تأثير مشاهدة الفيديوهات القصيرة على الإنسان

1. تدمير التركيز:
دراسة من جامعة هارفارد أشارت إلى أن الأشخاص الذين يستهلكون الفيديوهات القصيرة بكثافة تقل لديهم قدرة التركيز بنسبة 25%، بمعدل مشاهدة يومي يصل إلى 2.6 ساعة دون إدراك حقيقي لحجم الوقت المهدور.

2. برمجة الدماغ على “الجرعة السريعة”:
الفيديوهات القصيرة تبرمج المخ على تلقي مكافآت سريعة (ضحكة، مفاجأة، معلومة)، مما يجعل المهام الجادة كقراءة كتاب أو إنجاز عمل مركز تبدو مملة وغير مشجعة، بسبب غياب الإثارة اللحظية.

3. تراجع الانتباه:
بحسب دراسة من شركة مايكروسوفت، أصبح متوسط انتباه الإنسان لا يتجاوز 8 ثوانٍ، أي أقل من السمكة الذهبية التي يصل انتباهها إلى 9 ثوانٍ! والمحتوى السريع هو السبب الأساسي في هذا التدهور.

4. اضطرابات النوم:
الفيديوهات القصيرة قبل النوم تقلل إفراز هرمون النوم (الميلاتونين) بنسبة تصل إلى 37%، ما ينعكس سلباً على جودة النوم والإحساس بالراحة الذهنية.

هذه الحقائق تكشف جانباً خفياً من إدمان الفيديوهات القصيرة، التي تبدأ كوسيلة للترفيه، وتنتهي بخلخلة النظام النفسي والعقلي للمستخدم. والأخطر أنها لا تبدو ضارة على السطح، بل “مسلية” و”خفيفة”، لكنها تستهلك طاقتنا الذهنية على المدى الطويل دون أن نشعر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى