الخبز عدو خفي؟ مرض السيلياك… عندما يتحوّل الجلوتين إلى تهديد صامت للجسم
كتبت مي علوش

قد يبدو رغيف الخبز عنصرًا بريئًا على موائدنا اليومية، لكن بالنسبة للبعض، هو بمثابة عدو خفي يتسبب في أضرار جسيمة داخل الجسم. فهناك أشخاص يُصابون بمرض مناعي مزمن يُعرف باسم “مرض السيلياك“، تتسبب فيه مادة الجلوتين – الموجودة في القمح والشعير – في هجوم مناعي على الأمعاء الدقيقة، مما يؤدي إلى تلف بطانتها وخلل في امتصاص الغذاء.
مرض السيلياك لا يقتصر فقط على الجهاز الهضمي، بل يمتد تأثيره ليشمل أعراضًا مزمنة ومتنوعة، أبرزها: الإسهال أو الإمساك، الانتفاخ، فقدان الوزن، الإرهاق، فقر الدم، هشاشة العظام، وتأخر النمو عند الأطفال. وفي كثير من الحالات، يُشخّص المرض في وقت متأخر بسبب تشابه أعراضه مع أمراض أخرى مثل القولون العصبي أو حساسية الطعام.
ويحذر الأطباء من تجاهل الأعراض أو الاكتفاء بالعلاجات العشوائية، لأن استمرار تناول الجلوتين يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية بشكل تدريجي، وقد يزيد خطر الإصابة بمضاعفات مثل العقم، والأمراض العصبية، أو حتى الأورام المعوية.
ويستعرض لكم موقع “طب توداي” أهم النصائح للوقاية والتعايش مع مرض السيلياك:
الفحص المبكر: في حال وجود تاريخ عائلي أو أعراض مستمرة، يُنصح بإجراء فحوصات دم وخزعة من الأمعاء.
اتباع نظام غذائي خالٍ تمامًا من الجلوتين، وهو العلاج الوحيد الفعّال حتى الآن.
قراءة مكونات المنتجات الغذائية بعناية لتجنب أي أثر للجلوتين.
التواصل مع اختصاصي تغذية لموازنة النظام الغذائي وتجنب النقص الغذائي.
تثقيف الأسرة والمحيطين لتوفير دعم نفسي واجتماعي للمريض، خاصة الأطفال.
مرض السيلياك ليس بسيطًا، لكن الاكتشاف المبكر والالتزام الصارم بالتغذية المناسبة قادران على إعادة التوازن لصحة المريض وحياته.
العيش مع مرض السيلياك لا يقتصر فقط على تغيير نمط التغذية، بل يتطلب أيضًا تكيّفًا نفسيًا واجتماعيًا، خصوصًا في المناسبات والعزائم حيث تنتشر الأطعمة المحتوية على الجلوتين.
وقد يشعر بعض المرضى بالعزلة أو الحرج، خاصة الأطفال والمراهقين، لذلك من المهم إشراك الأسرة والمدرسة والأصدقاء في خطة التعايش مع المرض، وتوفير بدائل غذائية آمنة تُشعر المريض بالاندماج والراحة. كما يمكن للانضمام إلى مجموعات دعم أو مجتمعات إلكترونية متخصصة أن يُشكّل فارقًا في رفع الوعي وتبادل الخبرات والتجارب.