التهاب الجلد العصبي: عندما يترجم التوتر إلى هرش فيما مكان في جسمك!

كتبت رباب وهبة

ليس كل مرض جلدي يبدأ من الخارج. أحيانًا يكون الجلد هو المرآة التي تعكس اضطرابات داخلية عميقة، أبرزها القلق والتوتر المزمن. من بين هذه الحالات يبرز التهاب الجلد العصبي، المعروف طبيًا باسم الحزاز البسيط المزمن، وهو مرض جلدي مزعج يتسم بالحكة الشديدة والبقع الجلدية السميكة، وغالبًا ما يرتبط بالحالة النفسية للمريض أكثر من العوامل البيئية أو العدوى.

🧑‍⚕️ رأي الطبيب:

يوضح د. كريم عبد العزيز، استشاري الأمراض الجلدية والتجميل بالليزر، في حديثه لمنصة طب توداي، أن الكثير من مرضى التهاب الجلد العصبي لا يعلمون أن الحكة التي تلازمهم منذ شهور أو سنوات قد تكون نتيجة لتوتر نفسي مزمن أو قلق دفين، ويضيف:

“من المهم أن نتعامل مع هذه الحالات من منظور نفسي وجلدي في آنٍ واحد، لأن الاكتفاء بالكريمات الموضعية وحدها لا يكفي.”


🔹 ما هو التهاب الجلد العصبي؟

هو نوع من الالتهاب المزمن للجلد، يظهر على هيئة بقع سميكة ومتقشرة، تصاحبها حكة شديدة متكررة، ويبدأ غالبًا عند الأشخاص الذين يعانون من ضغط عصبي مزمن، أو لديهم تاريخ من الوسواس أو القلق العام.
وهو مختلف عن الأكزيما أو الصدفية، إذ تتركز البقع في مناطق معينة من الجسم، وتزداد الأعراض كلما زاد التوتر.


🔹 من هم الأكثر عرضة للإصابة؟

  • البالغون من سن 30 إلى 60
  • الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق أو الوسواس القهري
  • من لديهم تاريخ سابق من أمراض جلدية مزمنة
  • أولئك الذين يعانون من نمط حياة مجهد أو قلة النوم

🔹 الأعراض المميزة:

  • حكة مستمرة تزداد في المساء أو مع التوتر
  • بقع جلدية سميكة وداكنة أو متقشرة
  • تكرار حكّ المنطقة المصابة حتى حدوث جروح أو تقرحات
  • ظهور الجلد بمظهر “جلد الفيل” في بعض المناطق
  • المناطق الأكثر إصابة: خلف الرقبة، الرسغ، الكاحل، الذراعين، خلف الركبتين، فروة الرأس أحيانًا

🔹 العلاقة بين الجلد والتوتر

يشير د. كريم عبد العزيز إلى أن التوتر لا يؤدي فقط إلى الشعور بالحكة، بل يُطلق في الجسم مجموعة من المواد الكيميائية (مثل الهستامين والكورتيزول) التي تؤثر على الجلد مباشرة.
كما أن الحكة نفسها تتحول إلى عادة عصبية يصعب السيطرة عليها، ما يؤدي إلى تفاقم الحالة في دائرة مغلقة.


🔹 التشخيص:

  • الفحص السريري كافٍ في معظم الحالات
  • أحيانًا يُطلب أخذ خزعة من الجلد لاستبعاد أمراض أخرى كالأكزيما أو الصدفية
  • تقييم الحالة النفسية للمريض يعتبر جزءًا أساسيًا من التشخيص

🔹 طرق العلاج المتكاملة:

1. العلاج الموضعي:

  • كريمات الكورتيزون القوية لتقليل الالتهاب
  • مراهم مرطبة لحماية الجلد وتقليل الرغبة في الحكّ
  • لصقات تحتوي على أدوية مثبطة للمناعة في الحالات المزمنة

2. العلاج النفسي والسلوكي:

  • جلسات علاج معرفي سلوكي (CBT)
  • أدوية مضادة للقلق أو الاكتئاب إذا استدعى الأمر
  • تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق

3. العلاج بالليزر أو الضوء:

  • العلاج بالأشعة فوق البنفسجية (UVB)
  • ليزر الإكزيمر لتحسين مظهر البقع السميكة

4. تغيير نمط الحياة:

  • تقليل التوتر بممارسة الرياضة أو اليوغا
  • الالتزام بروتين نوم منتظم
  • تقليل الكافيين والمنبهات
  • تجنب حك الجلد أو لمسه قدر الإمكان

🔹 لماذا لا يُشفى بسهولة؟

السبب الرئيسي في تكرار الحالة أو عدم الشفاء الكامل هو أن المسبب الرئيسي—أي التوتر النفسي—لا يُعالج، بحسب د. كريم عبد العزيز. ويضيف:

“نرى مرضى يحكّون الجلد دون وعي أثناء النوم أو أثناء التركيز، مما يدل على أن المشكلة أصبحت جزءًا من الجهاز العصبي”.


🔹 نصيحة د. كريم عبد العزيز عبر “طب توداي”

“لا تخجل من الاعتراف بأن التوتر يؤثر على جلدك. التعامل مع الجلد يبدأ من العقل، والعلاج النفسي قد يكون أهم من الكريمات.”


🟢 الختام:

التهاب الجلد العصبي ليس مجرد مرض جلدي، بل هو رسالة من العقل يخبرنا أن هناك ضغطًا داخليًا يجب أن نتعامل معه. والفهم العميق لهذا التداخل بين الجلد والنفس هو المفتاح الحقيقي للشفاء.


📌 ملاحظة ختامية:

جميع الحقوق محفوظة لمنصة طب توداي، المنصة الأهم والأكبر والأولى في مصر والمنطقة العربية.


 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى