p { text-align: justify; }

إهدار الطعام في رمضان: أزمة متفاقمة في المجتمعات العربية.. كيف نقلل الفاقد ونحافظ على نعمة الغذاء؟

كتبت ريم فؤاد

يعد شهر رمضان المبارك فرصة لتعزيز العادات الغذائية الصحية، إلا أنه يشهد للأسف ظاهرة سلبية متزايدة، وهي إهدار الطعام. تتكدس الموائد بالأطعمة الفاخرة، ومع ذلك، ينتهي الأمر بكميات كبيرة منها في سلال القمامة، ما يشكل خسارة اقتصادية وبيئية كبيرة. يعود هذا السلوك إلى عدة عوامل، منها الإسراف في تحضير الطعام، وعدم التخطيط الجيد للوجبات، وضعف ثقافة الاستهلاك المسؤول. في ظل هذه الظاهرة، يصبح من الضروري التوعية بطرق الحد من الهدر وتعزيز السلوكيات الغذائية الرشيدة.

يستعرض لكم طب توداي في هذا التقرير أهم النصائح لتقليل إهدار الطعام في رمضان، وكيفية الاستفادة القصوى من الموارد الغذائية المتاحة.

إهدار الطعام في رمضان: أزمة متفاقمة في المجتمعات العربية

يعتبر إهدار الطعام في رمضان مشكلة متنامية، خصوصًا في الدول العربية التي تتسم بعادات غذائية تتسم بالكرم والضيافة. وفقًا لتقارير منظمات الأغذية العالمية، فإن نسبة هدر الطعام ترتفع بشكل ملحوظ في هذا الشهر، حيث يتجاوز الفاقد الغذائي ملايين الأطنان سنويًا. يعود هذا إلى المبالغة في تحضير الأطعمة، خاصة في وجبتي الإفطار والسحور، وعدم الاستفادة الكاملة من فائض الطعام.

أسباب إهدار الطعام في رمضان

  1. الإسراف في تحضير الطعام
    يعتقد الكثيرون أن إعداد كميات كبيرة من الطعام يعكس الكرم، لكن ذلك يؤدي إلى فائض غير مستهلك يُلقى في القمامة.

  2. الإعلانات الترويجية وعروض السوبرماركت
    تستغل المتاجر الكبرى موسم رمضان لتقديم العروض والتخفيضات، مما يدفع المستهلكين إلى شراء كميات تفوق حاجتهم الفعلية.

  3. التنوع المبالغ فيه على الموائد
    يسعى البعض إلى إعداد أصناف متعددة من الأطعمة يوميًا، مما يجعل بعض الأصناف غير مرغوبة بعد يوم أو يومين.

  4. ضعف التخطيط الغذائي
    غياب التخطيط المسبق لوجبات الأسبوع يؤدي إلى تحضير كميات غير مدروسة، ما يزيد من نسبة الفاقد.

  5. عدم تخزين الطعام بشكل صحيح
    يؤدي سوء تخزين الطعام إلى تلفه بسرعة، ما يضطر الأسر إلى التخلص منه.

الآثار السلبية لإهدار الطعام

  • اقتصاديًا: يؤدي الهدر الغذائي إلى خسائر مالية ضخمة، سواء على مستوى الأسر أو الدول.
  • بيئيًا: تتحول كميات الطعام المهدرة إلى نفايات تساهم في التلوث البيئي وزيادة انبعاثات الغازات الدفيئة.
  • اجتماعيًا: رغم وفرة الطعام في بعض المجتمعات، تعاني أخرى من الجوع وسوء التغذية، ما يعكس عدم التوازن في توزيع الموارد.

نصائح لتقليل إهدار الطعام في رمضان

  1. وضع قائمة طعام أسبوعية لتحديد الكميات المناسبة للطهي.
  2. شراء الاحتياجات الفعلية فقط دون التأثر بالعروض المغرية.
  3. تحضير وجبات بكميات معتدلة تتناسب مع عدد أفراد الأسرة.
  4. استخدام بقايا الطعام بطرق مبتكرة مثل إعادة تحضيرها في أطباق جديدة.
  5. التبرع بالفائض من الطعام للجمعيات الخيرية أو المحتاجين.
  6. حفظ الطعام بطريقة صحيحة باستخدام الثلاجة والفريزر للحفاظ عليه لفترة أطول.
  7. تحفيز أفراد الأسرة على ثقافة الاستهلاك الرشيد وتعليم الأطفال أهمية عدم التبذير.

كيف تسهم المؤسسات والمطاعم في الحد من الظاهرة؟

  • تبني برامج إعادة التوزيع لتوجيه الفائض إلى المحتاجين.
  • تحفيز المستهلكين على طلب كميات معتدلة في المطاعم بدلاً من تقديم أطباق ضخمة لا تُستهلك بالكامل.
  • استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتطبيقات الذكية لمراقبة الاستهلاك وتقديم نصائح لتقليل الفاقد.

إهدار الطعام في رمضان قضية تحتاج إلى وعي جماعي وجهود من الأفراد والمجتمع. من خلال تغيير عاداتنا الغذائية، يمكننا تقليل الفاقد، والحفاظ على مواردنا، وضمان استفادة أكبر عدد ممكن من الناس من نعمة الغذاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى