منصة طب توداي تسأل د. إيمان فوزي: كيف نحمي بشرتنا فعليًا من الشمس؟
بقلم: أمنية طلعت

مع بداية كل صيف، يلاحظ كثير من الناس تغيّر لون بشرتهم بشكل ملحوظ. وقد يعتقد البعض أن استخدام واقي الشمس بشكل يومي كافٍ تمامًا لمنع حدوث هذا التغير، ولكن الحقيقة الطبية أكثر تعقيدًا.
بحسب ما أوضحته د. إيمان فوزي – أخصائية الجلدية والتجميل والليزر – لمنصة طب توداي، فإن التعرض المستمر لأشعة الشمس لا يسبب فقط تغيّرًا في لون البشرة، بل يمكن أن يؤدي إلى فرط التصبغ، والبقع الداكنة، وشيخوخة الجلد المبكرة، وقد يرفع في بعض الحالات خطر الإصابة بسرطان الجلد.
هل يغيّر واقي الشمس لون البشرة؟
تؤكد د. إيمان أن الواقي الشمسي لا يغيّر لون البشرة بنفسه، لكنه قد لا يوفر حماية كافية إذا لم يُستخدم بطريقة صحيحة. “العديد من الأشخاص يستخدمون كمية أقل بكثير من المطلوب، أو ينسون إعادة وضعه كل ساعتين، مما يجعل البشرة عرضة لأشعة UVA وUVB”.
كيف تؤثر الأشعة فوق البنفسجية على الجلد؟
توضح د. إيمان أن هناك نوعين رئيسيين من الأشعة الضارة:
- UVA: تخترق الجلد بعمق وتؤثر على الكولاجين، مما يؤدي إلى شيخوخة الجلد.
- UVB: تسبب حروق الشمس وتزيد من إنتاج الميلانين، مما يؤدي إلى اسمرار البشرة وظهور التصبغات.
والتعرض المتكرر لهذين النوعين من الأشعة بدون حماية فعالة يؤدي إلى تغير دائم في لون الجلد وظهور بقع يصعب علاجها لاحقًا.
الواقي وحده لا يكفي!
رغم أهميته الكبيرة، تؤكد د. إيمان فوزي أن الواقي لا يوفر الحماية الكاملة، وتوصي باتباع إجراءات إضافية، مثل:
- ارتداء قبعة عريضة الحواف ونظارات شمسية.
- استخدام مظلات أو الاحتماء في الظل.
- تجنب الخروج في أوقات الذروة (من 10 صباحًا إلى 4 عصرًا).
- ارتداء ملابس قطنية فاتحة بأكمام طويلة.
ماذا عن كريمات التفتيح بعد الشمس؟
تشير د. إيمان إلى أن استخدام كريمات تفتيح البشرة مباشرة بعد التعرض الطويل للشمس قد يؤدي إلى تحسس الجلد أو تفاقم التصبغات، خاصة إذا احتوت على مكونات مهيجة مثل الهيدروكينون. وتوصي بانتظار تهدئة البشرة ثم استخدام مركبات لطيفة تحتوي على النياسيناميد أو فيتامين C أو الألفا أربوتين.
كيف نفرّق بين الاسمرار الطبيعي وفرط التصبغ المرضي؟
توضح د. إيمان أن الاسمرار الطبيعي يتلاشى خلال أسابيع قليلة عند التوقف عن التعرض للشمس. أما فرط التصبغ المرضي، فهو عبارة عن بقع بنية أو رمادية تظهر غالبًا في مناطق محددة مثل الجبهة، الأنف، أو الخدين، وقد تبقى لعدة أشهر أو سنوات، وتحتاج إلى تقييم طبي.
نصائح د. إيمان فوزي من منصة طب توداي
- استخدم واقي شمس واسع الطيف بعامل حماية SPF لا يقل عن 50.
- ضع كمية مناسبة (ما يعادل ملعقة صغيرة للوجه).
- أعد وضعه كل ساعتين أو بعد السباحة.
- لا تنس الرقبة والأذنين واليدين!
- اتبع وسائل حماية إضافية ولا تعتمد فقط على الكريم.
- استشر طبيب جلدية إذا لاحظت تصبغات غير مبررة أو بقعًا داكنة لا تزول.
في الختام
الشمس قد تكون صديقة في بعض الأوقات، لكنها تصبح خصمًا خطيرًا حين يُستهان بتأثيرها على البشرة. استخدام الواقي خطوة أساسية، لكن الحماية الكاملة تتطلب أكثر من مجرد أنبوب كريم. التوعية، والتكرار، والالتزام بالنصائح الطبية هي المفاتيح الحقيقية للحفاظ على لون بشرتك وصحتها.




