لماذا نشعر بصدمة كهربائية عند ملامسة الآخرين؟ وهل هذا يدل على مرض خطير ؟

كتبت منى شوقي

في لحظة عابرة، تقترب من صديقك، تلامس يده أو كتفه، وفجأة… تشعر بلسعة كهربائية صغيرة! تتراجع بسرعة وتتساءل بدهشة: “إيه ده؟! ليه أنا اتكهربت؟” هذا الموقف يتكرر يوميًا مع ملايين الناس حول العالم، خاصة في أوقات معينة من السنة. فهل هي كهرباء فعلًا؟ وهل تمثل خطرًا؟ ولماذا يشعر بها البعض أكثر من غيرهم؟ في هذا التقرير من “طب توداي”، نكشف لك أسرار هذه الظاهرة المدهشة من منظور علمي وإنساني.


الفصل الأول: الكهرباء التي تولدها أجسامنا

ما يحدث فعليًا ليس “كهرباء” بالمعنى المتعارف عليه من الأسلاك والأجهزة، بل هو نوع من الكهرباء الساكنة. هذه الشحنة تتولد عندما يحتك جسم الإنسان بأسطح أو مواد معينة (كالملابس الصوفية أو المقاعد البلاستيكية)، فينتج فرق في الشحنة الكهربائية بينك وبين الشخص الآخر. وعند التلامس، تقفز الشحنة لتتعادل، ما يُحدث “اللسعة” الكهربائية.


الفصل الثاني: لماذا نشعر بها أكثر في الشتاء؟

الطقس الجاف في الشتاء يضاعف هذه الظاهرة. فالهواء الرطب يقلل من تراكم الشحنات، بينما في الشتاء، ومع ارتداء ملابس متعددة من مواد مختلفة، تتكون شحنات كثيرة لا تجد منفذًا إلا في أول فرصة تلامس.


الفصل الثالث: المواد التي ترفع أو تقلل من الصدمة

بعض الخامات تزيد من احتمال حدوث هذه الكهرباء، مثل:

  • الصوف

  • البوليستر

  • البلاستيك
    بينما القطن والحرير يقللان من الشحنة.

أيضًا، الأرضيات المصنوعة من البلاط أو السيراميك تساعد على التفريغ، بينما السجاد يزيد التراكم.


الفصل الرابع: هل هي خطيرة؟

الجواب المختصر: لا، لكنها مزعجة.
الكهرباء الساكنة لا تؤذي الجسم داخليًا، لأنها ضعيفة جدًا ولا تؤثر على القلب أو الدماغ. لكن في بعض الحالات، قد تسبب ألمًا خفيفًا أو تثير القلق لدى البعض، خاصة الأطفال.


الفصل الخامس: تكنولوجيا وعادات تزيدها

الجلوس لفترات طويلة على كراسي بلاستيكية، استخدام الهواتف أثناء المشي، وحتى الاحتكاك الدائم بالأسطح الصناعية في أماكن العمل، كلها ترفع احتمالية التعرض لصدمات الكهرباء الساكنة.


الفصل السادس: لماذا بعض الناس يصعقون أكثر من غيرهم؟

الاختلاف في نوع البشرة، الملابس، ونمط الحياة له دور كبير. من لديهم جفاف في الجلد أو يتعرّضون لأجهزة إلكترونية لفترات طويلة يشعرون بها أكثر. حتى طبيعة الجسم الكيميائية قد تجعل شخصًا أكثر “كهربية” من غيره.


الفصل السابع: هل يمكن الوقاية منها؟

بالتأكيد. إليك بعض النصائح البسيطة:

  • ترطيب الجلد بانتظام.

  • ارتداء ملابس قطنية.

  • تجنب الاحتكاك المفرط بالأسطح الصناعية.

  • لمس معدن قبل مصافحة الآخرين لتفريغ الشحنة.


الفصل الثامن: الجانب النفسي والاجتماعي

بعض الناس يربطون هذا الشعور بالكهرباء بمشاعر داخلية، كأن يقول أحدهم “دي كأنها شرارة إعجاب!” أو “حسيت بحاجة مش طبيعية!”. في حين أن السبب علمي تمامًا، فإن ردة الفعل النفسية تختلف حسب الشخص والموقف.


الخاتمة: العلم في خدمة الوعي اليومي

الآن بعد أن عرفت السبب الحقيقي وراء هذا الشعور، لن تُفاجأ به مجددًا، بل ربما تبتسم في كل مرة يحدث فيها، لأنك أصبحت تدرك أن جسدك ليس فقط آلة بيولوجية، بل أيضًا بطارية صغيرة تمشي على الأرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى