خمول الغدة الدرقية.. لماذا لا تتحسن الأعراض رغم تناول العلاج؟

كتبت/ مي السايح

تُعد مشكلات الغدة الدرقية من أكثر الاضطرابات الهرمونية شيوعًا، وخاصة بين النساء. ورغم أن العلاج الدوائي يساعد كثيرًا في تعويض نقص الهرمونات، فإن عددًا كبيرًا من المريضات يظللن يعانين من أعراض مزمنة مثل زيادة الوزن والإرهاق وتساقط الشعر. والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا تتحسن الأعراض رغم الانتظام على العلاج؟

تشير الدراسات الطبية إلى أن أكثر من 90% من حالات خمول الغدة الدرقية ناتجة عن مرض مناعي يُعرف باسم هاشيموتو أو التهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي. في هذا المرض يهاجم جهاز المناعة خلايا الغدة، مما يؤدي إلى تدميرها التدريجي وعدم قدرتها على إفراز الهرمونات بالكمية الكافية.

منتشر ويصيب الأطفال من عمر 6 أشهر.. تعرفي إيه عن فيروس “الخناق”

الفرق بين القصور العادي وهاشيموتو

في القصور العادي للغدة، يكون السبب غالبًا نقصًا في الهرمون نتيجة عوامل مثل سوء التغذية أو مشكلات صحية أخرى، وبالتالي يُعوض الدواء هذا النقص مباشرة.

لكن في حالة هاشيموتو، فإن المشكلة الأساسية ليست فقط نقص الهرمون، بل وجود أجسام مضادة مناعية تستمر في مهاجمة الغدة. وهنا، حتى مع تناول الدواء، قد تظل الأعراض قائمة.

الأعراض التي لا يفسرها العلاج الدوائي وحده

من أبرز الأعراض التي تلاحظها النساء رغم تناول الدواء:

  • زيادة الوزن وصعوبة فقدانه.
  • تساقط الشعر وضعف الأظافر.
  • آلام المفاصل والعضلات.
  • الإرهاق المستمر والشعور بكسل شديد.
  • القلق والتوتر واضطرابات النوم.
  • ضعف التركيز أو ما يُعرف بـ Brain Fog.

هذه الأعراض ترجع بشكل كبير إلى النشاط المستمر للأجسام المضادة المناعية، وليس إلى نقص الهرمون فقط.

الترهلات بعد الدايت… متى تحتاج إلى تدخل تجميلي؟

كيف يمكن السيطرة على الأعراض؟

يشدد الأطباء على أن التعامل مع مرض هاشيموتو يجب أن يكون شاملاً، فلا يقتصر على تناول الدواء فقط. ومن بين الخطوات الفعالة:

  1. التغذية السليمة:
    اتباع نظام غذائي يقلل من الالتهابات ويدعم صحة المناعة، مثل الإكثار من الخضروات والفواكه الغنية بمضادات الأكسدة، وتجنب الأطعمة المصنعة.
  2. المكملات الغذائية:
    بعض العناصر مثل السيلينيوم والزنك وفيتامين “د” قد تساهم في تحسين عمل الغدة ودعم الجهاز المناعي، لكن يجب تناولها تحت إشراف طبي.
  3. التمارين الرياضية المنتظمة:
    تساعد التمارين الخفيفة إلى المتوسطة مثل المشي أو اليوغا في تحسين الدورة الدموية، تقليل التوتر، ودعم عملية الأيض.
  4. المتابعة الطبية المستمرة:
    إجراء تحاليل دورية لمستويات هرمونات الغدة والأجسام المضادة يساعد على متابعة تطور الحالة وتعديل الخطة العلاجية.
  5. الاهتمام بالصحة النفسية:
    التوتر المزمن قد يزيد من نشاط المناعة بشكل سلبي، لذلك يُنصح بتمارين الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق.

الأمل في تحسن الأعراض

رغم أن مرض هاشيموتو يُعد من الأمراض المزمنة، فإن السيطرة على الأعراض ممكنة. الجمع بين العلاج الدوائي والتغييرات في نمط الحياة يُعد خطوة أساسية نحو تحسين جودة الحياة والقدرة على استعادة النشاط.

ولذلك، لا ينبغي الاعتماد فقط على دواء الغدة، بل يجب النظر إلى الصورة الكاملة للجسم والمناعة. الفهم الصحيح للمرض واتخاذ خطوات عملية للتعامل معه يمكن أن يخفف من الأعراض بشكل كبير، ويعيد التوازن الهرموني الطبيعي للجسم

شاهد ايضًا:

في اليوم العالمي للغدة الدرقية.. د. مروة صبري توصي بنظام غذائي متوازن لحماية الغدة

لو عندك خمول وزيادة وزن غير مبرر.. دكتور حفصة المحجوب توضح الفرق بين كسل الغدة الدرقية ومرض هاشيموتو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى