“الفخار بين التراث والخطر: هل أواني الفخار مضرة أم صحية؟”

كتبت - رقية جمال

تُعد الأواني الفخارية من أقدم أدوات الطهي والتخزين التي استخدمها الإنسان، وهي جزء من التراث الثقافي في العديد من البلدان، خاصة في الوطن العربي. لكن مع العودة إلى “الطبيعة” والانبهار بكل ما هو تقليدي، عاد سؤال مهم إلى الواجهة:
هل الأواني الفخار آمنة فعلاً؟ أم يمكن أن تشكل خطرًا على الصحة؟
في هذا التقرير الصحفي، نستعرض الفوائد والمخاطر، ونوضح الفرق بين الأنواع الصحية والخطرة من الفخار، بناءً على أبحاث علمية وآراء خبراء.


الفخار: تعريف سريع وعودة قوية

الفخار هو نوع من السيراميك يُصنع من الطين ويُشكل ويُجفف ثم يُحرق في أفران بدرجات حرارة عالية. يُستخدم الفخار في صناعة الأواني المنزلية، خاصة للطهي وتخزين المياه والطعام.
ومع انتشار موضة “العودة إلى الطبيعة”، بدأت الأواني الفخارية تغزو الأسواق مرة أخرى، بحجة أنها أكثر أمانًا من البلاستيك والمعادن.


لماذا يحب الناس استخدام الفخار؟

هناك عدة أسباب تجعل الناس يُفضلون استخدام الأواني الفخارية، ومنها:

  • الحفاظ على الطعم الأصيل: الفخار لا يتفاعل مع الطعام، فيُقال إنه يحافظ على نكهة الأطعمة الطبيعية.
  • تبريد طبيعي للماء: أواني الفخار تبرد الماء طبيعيًا دون الحاجة للثلاجة.
  • طهي بطيء وصحي: الفخار يُوزع الحرارة بالتساوي مما يساعد على نضج الطعام دون حرق.
  • شكل جمالي: الأواني الفخارية تضيف لمسة تراثية جذابة على المطبخ.

لكن هل هذه الفوائد كافية لتبرير استخدامها الدائم؟ أم أن هناك جانبًا مظلمًا في الموضوع؟


الوجه الآخر: متى تصبح أواني الفخار خطرًا؟

رغم جمالها وفوائدها، إلا أن بعض الأواني الفخارية قد تكون مضرة بالصحة لعدة أسباب:

1. احتواء بعض الأواني على الرصاص

في بعض الدول، خاصة التي لا تُطبق رقابة صارمة على المنتجات، تُستخدم مواد تحتوي على الرصاص أو الكادميوم في طلاء الأواني الفخارية لتلميعها ومنحها ألوانًا زاهية.
هذه المواد قد تتسرب إلى الطعام أو الماء، خاصة مع الحرارة أو الأطعمة الحمضية، مسببة:

  • تسممًا مزمنًا.
  • مشاكل في الجهاز العصبي.
  • تلف الكلى والكبد.
  • خطر كبير على الأطفال والحوامل.

2. استخدام فخار غير محروق جيدًا

الطين غير المحروق جيدًا قد يمتص الماء والطعام، ما يسمح بنمو البكتيريا والفطريات. وهذه الميكروبات يمكن أن تُسبب تسممات غذائية وأمراضًا في الجهاز الهضمي.


الفرق بين الفخار الآمن والخطر: كيف تفرق؟

لحسن الحظ، ليس كل فخار خطرًا. يمكن التمييز بين الآمن والضار باتباع بعض النصائح:

اسأل عن مصدر الأواني:

ابتعد عن الأواني مجهولة المصدر، خاصة تلك التي تُباع في الأسواق الشعبية دون شهادة صحية.

تأكد من أنها خالية من الرصاص:

اختر أواني مخصصة للطهي وتخضع لمعايير الجودة، ويُكتب عليها أنها “خالية من الرصاص” (Lead-Free).

افحص الطلاء الخارجي:

إذا لاحظت تشققات أو قشور على سطح الطلاء، فهذا مؤشر خطر، لأن هذه التشققات تُزيد من فرصة تسرب المواد الكيميائية أو نمو البكتيريا.

تجنب استخدام الفخار المزخرف للأكل:

بعض الأواني تكون مخصصة للزينة فقط وليست للطهي أو حفظ الطعام.


الفخار والطهي: هل يغير خصائص الطعام؟

عند استخدام الفخار النقي (بدون طلاء كيميائي)، لا يتفاعل مع الطعام ولا يغير طعمه أو مكوناته. بل على العكس:

  • يُحافظ على الفيتامينات.
  • يُقلل الحاجة للدهون والزيوت.
  • يُوزع الحرارة بشكل مثالي للطهي المتوازن.

لكن المشكلة تكمن في الطلاء أو الإضافات الكيميائية التي تدخل في عملية التصنيع، وليس الفخار نفسه.


ما رأي الطب في استخدام الفخار؟

بحسب دراسات عدة منها تقارير لـمنظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، تم التحذير من استخدام أواني فخارية غير مطابقة للمواصفات، خصوصًا تلك التي تحتوي على طلاء معدني.

أما الفخار الخالي من الرصاص والمطابق للمواصفات، فلا خطر منه، بل يُعد خيارًا جيدًا وصحيًا عند الطهي أو تخزين المياه.


ماذا عن فخار المياه الذي نشرب منه في الصعيد والريف؟

في مصر، لا تزال القُلل والأزيار الفخارية تُستخدم بكثرة لتخزين المياه، خاصة في المناطق الريفية.
وهنا النقطة المهمة:
إذا كانت مصنوعة من طين نقي ومحروقة جيدًا وخالية من أي طلاء، فهي آمنة. بل إنها تعمل على تبريد الماء بشكل طبيعي وتمد الجسم بعناصر معدنية مفيدة.

لكن إذا كانت مصنوعة بطريقة غير صحية أو معاد تدويرها، فقد تُصبح خطرًا صامتًا داخل البيت.


بدائل آمنة للفخار التقليدي

لو أردت الاستفادة من مزايا الفخار دون القلق، إليك بعض البدائل:

  • الفخار المصنع تحت رقابة صحية: متوفر في بعض الماركات العالمية والمحلية الموثوقة.
  • الزجاج البيركس: آمن للطهي ولا يتفاعل مع الطعام.
  • الستانلس ستيل النقي: بديل قوي ومتين.
  • أواني السيراميك الطبية: تجمع بين الشكل والفائدة.

نصائح طب توداي: كيف تستخدم الفخار بأمان؟

  1. لا تطبخ في فخار غير مخصص للطهي.
  2. لا تحفظ الطعام الحمضي مثل الطماطم أو الليمون في الفخار الملون.
  3. اغسل الأواني الفخارية جيدًا وجففها لتجنب العفن.
  4. استبدل الفخار المتشقق أو المتآكل فورًا.
  5. اقرأ المُلصقات وتأكد من أنها خالية من الرصاص.

خلاصة الموضوع: بين الحب والخوف!

الأواني الفخارية ليست كلها خطرة، كما أنها ليست كلها آمنة.
المفتاح في المصدر والتركيب.
الفخار الطبيعي غير المطلي هو من أقدم وأفضل أدوات الطهي والتخزين. أما الفخار الذي يدخل فيه الرصاص أو المواد الضارة، فهو قنبلة موقوتة على مائدة الطعام.

ابق ذكيًا في اختياراتك، واجعل الفخار جزءًا صحيًا من مطبخك، لا سببًا في مشكلات صحية.


الكلمات الدلالية:

الفخار، أواني الفخار، ضرر الفخار، طهي بالفخار، الرصاص في الفخار، فخار صحي، القلل الفخارية، الفخار التقليدي، أواني الطهي، أمان الأواني، بدائل الفخار، الفخار والماء، فخار بدون رصاص، مخاطر الطلاء، طب توداي، نصائح طب توداي، فخار آمن، الصحة والفخار، أدوات مطبخ صحية، تلوث الطعام بالفخار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى