p { text-align: justify; }

 دليلك الكامل لحماية الصدر والأنف والعين من الأتربة والغبار

كتبت - هند الضوي

مع بداية فصل الربيع، تبدأ الأجواء في التحول من برودة الشتاء إلى دفء الشمس، لكن مع هذا التحول الذي يبدو مبهجًا، تهب على المدن العربية رياح محملة بالغبار والأتربة، لتتحول السماء الزرقاء إلى سحابة ترابية تُرهق الصدر والعين.

هذا الطقس المتقلب بات من السمات المتكررة في منطقتنا، ويشكّل تحديًا صحيًا كبيرًا، خاصةً لمرضى حساسية الصدر والأنف والعين، إذ يؤدي تزايد نسبة الغبار إلى تفاقم الأعراض التنفسية والعينية، ويزيد من احتمالات التوجه للمستشفيات.


لماذا تزداد الأتربة في الربيع؟

الربيع معروف برياحه الموسمية الجافة، وخاصة في الدول العربية، حيث تتحرك كتل هوائية ساخنة من الصحراء محملة بكميات كبيرة من الأتربة والرمال الدقيقة. ومع التغيرات المناخية، أصبح تكرار هذه العواصف أكثر من ذي قبل.

وتشير بيانات الأرصاد الجوية إلى أن الهواء في مثل هذه الأوقات يكون غنيًا بجسيمات دقيقة للغاية مثل (PM10 وPM2.5) التي يمكنها التوغل عميقًا في الرئتين، مسببة التهابات ومضاعفات لدى الأشخاص الحساسين.


من هم الأكثر عرضة للخطر؟

وفقًا لخبراء “طب توداي”، فإن الفئات التالية هي الأكثر تأثرًا خلال نوبات الغبار:

  • مرضى الربو الشعبي المزمن.

  • مرضى الحساسية الموسمية.

  • المصابون بالتهاب الجيوب الأنفية.

  • مرضى التهاب العين التحسسي (الملتحمة).

  • كبار السن والأطفال.

  • مرضى القلب والأمراض التنفسية المزمنة.


الكمامات: درع وقائي في وجه الأتربة

الكمامة لم تعد مقتصرة على الوقاية من الفيروسات. إذ يقول د. هاني شكري، استشاري أمراض الجهاز التنفسي:

“الكمامة، خاصة من نوع N95 أو الجراحية المحكمة، تحمي من الجسيمات الدقيقة التي تثير الجهاز التنفسي، ولذلك نوصي بها بشدة خلال موجات الأتربة.”

الكمامات عالية الجودة تعمل كفلتر يحبس الغبار قبل أن يصل إلى الجهاز التنفسي، ما يجعلها أداة فعالة جدًا لمرضى الحساسية.


نصائح طب توداي لمرضى حساسية الصدر

إليك مجموعة من التوصيات الطبية المهمة:

  1. عدم الخروج إلا للضرورة:
    يُفضّل البقاء في المنزل أثناء العواصف الترابية، خصوصًا خلال ذروتها في فترة ما بعد الظهيرة.

  2. ارتداء كمامة محكمة عند الخروج:
    يُوصى باستخدام كمامات من نوع N95 أو كمامات طبية ذات جودة عالية.

  3. إغلاق النوافذ في المنازل والسيارات:
    وتشغيل فلاتر الهواء أو استخدام أجهزة تنقية الهواء إن وُجدت.

  4. الالتزام بالأدوية والبخاخات الوقائية:
    مثل الكورتيزون والبخاخات الموسعة للشعب الهوائية حسب وصف الطبيب.

  5. الاحتفاظ بالبخاخ الإسعافي في متناول اليد:
    مثل بخاخ سالبوتامول، لعلاج النوبات الطارئة.


ماذا عن مرضى حساسية الأنف؟

الأتربة تؤدي إلى انسداد الأنف، العطاس المستمر، الحكة، والشعور بالاحتقان. ولتخفيف الأعراض:

  • استخدام غسول الأنف بالمحلول الملحي مرة أو مرتين يوميًا.

  • الاستحمام وتغيير الملابس فور العودة للمنزل.

  • تجنّب الأماكن المفتوحة والمناطق الزراعية المليئة بالحبوب اللقاحية.

  • الرجوع للطبيب في حال استمرار الأعراض للحصول على أدوية مضادة للهستامين أو بخاخات أنفية موضعية.


تهيج العين: أحد الآثار الصامتة للأتربة

الأتربة تؤدي إلى ما يُعرف بالتهاب الملتحمة التحسسي، ويشكو المريض من:

  • احمرار العين.

  • الحكة.

  • الدموع الزائدة.

  • الشعور بجسم غريب في العين.

ويقول د. عمرو جلال، أخصائي أمراض العيون:

“ننصح المرضى باستخدام نظارات واقية عند الخروج، وتجنّب فرك العين مهما كانت الحكة مزعجة، واستخدام قطرات مضادة للتحسس تحت إشراف الطبيب.”


هل تحمي جميع الكمامات من الغبار؟

الجواب: لا.

الكمامات القماشية أو الرديئة لا توفر الحماية الكافية من الجسيمات الدقيقة، وقد تعطي إحساسًا زائفًا بالأمان. لذلك، يُشدد د. محمد عز الدين، استشاري المناعة والحساسية، على أهمية استخدام كمامات موثوقة ومرخصة طبيًا، خصوصًا لمن يعانون من مشاكل مزمنة في التنفس.


تقوية المناعة خلال موسم الغبار

لتقليل فرص الإصابة أو تفاقم الأعراض، يُنصح بـ:

  • تناول الأطعمة الغنية بفيتامين C مثل البرتقال والفراولة والفلفل.

  • شرب كميات كافية من المياه لترطيب الشعب الهوائية.

  • الحصول على قسط كافٍ من النوم.

  • الابتعاد عن التدخين تمامًا لأنه يضاعف التأثير الضار للأتربة.


متى يجب التوجه إلى المستشفى؟

يجب الاتصال بالطوارئ فورًا عند ظهور الأعراض التالية:

  • ضيق تنفس شديد لا يتحسن باستخدام البخاخ.

  • ازرقاق في الشفاه أو الأظافر.

  • نوبات سعال مستمرة تؤثر على القدرة على الكلام أو الأكل.

  • فقدان الوعي أو الشعور بالإعياء الشديد.


في الختام: الوقاية سلاحك الأقوى

العواصف الترابية أصبحت أمرًا معتادًا في مناخنا، وتحتاج إلى استعداد جيد خاصة من أصحاب الأمراض المزمنة. لا تستهين بالأعراض، ولا تتردد في التوجه للطبيب إذا لاحظت تدهورًا.

وتذكّر: الكمامة ليست فقط للحماية من الفيروسات، بل هي خط دفاع فعّال ضد التلوث الهوائي. ومع الالتزام بالإرشادات الصحية المقدمة من “طب توداي”، يمكنك قضاء موسم الربيع بأمان، دون مضاعفات صحية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى