ازاي ممكن دودة تدخل جوه عينك.. خطر الطفيليات في العين: ماذا تعرف عن عدوى Loiasis؟
كتب/ مي السايح

قد يبدو الأمر وكأنه قصة من الخيال، لكن الواقع الطبي أثبت أنه ممكن بالفعل: وجود دودة تحت ملتحمة العين، وهي حالة نادرة تعرف باسم داء اللوائيات أو Loiasis، هذا الطفيل يعيش عادة في مناطق استوائية، وينتقل إلى الإنسان عن طريق لدغات ذبابة مصابة بالعدوى. بعد ذلك، تتحرك الديدان البالغة تحت جفن العين، مسببة إحساسًا غريبًا بالحركة، وأحيانًا تهيجًا أو ألمًا للعين.
ليس فقط العين هي المعرضة للخطر، إذ يمكن أن تنتقل الديدان إلى الجلد، مكونة كتلًا مؤقتة أو ما يعرف بـ Calabar swellings. هذه الكتل تظهر وتختفي بشكل متقطع، وقد تكون علامة على هجرة اليرقات تحت الجلد، ما يستدعي الانتباه والفحص المبكر لتجنب انتقال الطفيل إلى أماكن أكثر حساسية في الجسم.
الأعراض التي يجب مراقبتها
- شعور بتحرك شيء تحت جفن العين أو على سطح الجلد.
- احمرار وتورم في العين أو الجلد المحيط.
- حكة مستمرة أو تهيج متكرر.
- صداع أو شعور عام بالتعب إذا كانت العدوى متقدمة.
- في حالات نادرة، يمكن أن يؤثر الطفيل على الرؤية أو يسبب ألمًا شديدًا.
تعد الفحوصات الطبية الدقيقة ضرورة في حال الاشتباه بالإصابة، إذ يمكن للطبيب تشخيص الحالة عن طريق فحص العين والجلد، وأحيانًا فحص الدم للكشف عن وجود اليرقات الطفيلية.
العلاج فعال ومتوفر، ويعتمد بشكل رئيسي على استخدام دواء Diethylcarbamazine (DEC)، الذي يمكن أن يُعطى فمويًا أو موضعيًا حسب حالة المريض. هذا الدواء يعمل على القضاء على الديدان والسيطرة على العدوى بشكل فعال، ويحد من المضاعفات التي قد تنجم عن تأخر العلاج. في بعض الحالات، وخاصة إذا كانت الدودة تحت الملتحمة مسببة ألمًا شديدًا أو تهيجًا مستمرًا، قد يلجأ الطبيب إلى إزالتها جراحيًا بطريقة دقيقة.
الوقاية تبقى دائمًا الخيار الأفضل:
- استخدام الشبكات الواقية من الذباب عند النوم، خصوصًا في المناطق الموبوءة.
- ارتداء ملابس طويلة لتقليل التعرض للذباب.
- مراقبة الجلد وصوابع الأطفال بشكل دوري، والانتباه لأي كتل أو احمرار غير معتاد.
- التوجه للطبيب فور ظهور أي أعراض، خاصة إذا كان الشخص يعيش أو يسافر إلى مناطق استوائية.
رغم ندرة الإصابة، إلا أن داء اللوائيات مثال على خطورة الطفيليات الصغيرة وكيف يمكن أن تسبب مشاكل صحية كبيرة إذا لم تُكتشف مبكرًا. الفحص الدوري والوعي بالأعراض يمكن أن يمنع مضاعفات خطيرة ويحافظ على سلامة العين والجلد، كما يساهم في نجاح العلاج وتقليل المضاعفات المستقبلية.
تجدر الإشارة إلى أن حالات Loiasis ليست مجرد قلق مؤقت، بل تتطلب متابعة دقيقة وفحوصات مستمرة، خصوصًا لدى الأطفال أو المسافرين إلى المناطق التي تنتشر فيها هذه العدوى، حيث تظل الوقاية والمراقبة الطبية عنصرين أساسيين للحماية من هذه الطفيليات المخفية.
شاهد أيضًا: بعد انتشارها في بعض الدول.. دودة الحلزون الطفيلية آكلة اللحوم تهدد البشر: ما هي وكيف نحمي أنفسنا؟




