عينها بطلت تدمع بسبب خطأ دوائي بسيط.. خدوا بالكم من خلط الأدوية| فيديو
كتبت/ مي السايح

ظهرت فتاة في مقطع فيديو على “تيك توك” تروي تجربتها مع حالة طبية نادرة وخطيرة؛ حيث توقفت عيناها تقريبًا عن إفراز الدموع، ما اضطرها للاعتماد على عدسات أو أغشية مرطِّبة خاصة تُستبدل كل نحو نصف ساعة، حتى تتمكن من الرؤية دون ألم حارق مستمر، وصفت إحساسها بجملة موجعة: “حاسّة طول الوقت إن في حمض جوه عيني.”
شاهد الفيديو على تيك توك
حالتها لم تكن خلقية، ولم تُولد “مريضة بالعين”، بل كانت نتيجة خطأ دوائي شائع يمكن أن يقع فيه أي شخص: تناول مضاد حيوي مع مطهر معوي في نفس الفترة، دون إشراف طبي أو متابعة آثار جانبية.

ستيفنز–جونسون.. متلازمة نادرة لكنها مدمّرة
الخلط غير الآمن للأدوية أدى إلى إصابة الفتاة بحالة تُسمى:
متلازمة ستيفنز–جونسون (Stevens–Johnson Syndrome)
وهي تفاعل دوائي مناعي شديد ونادر، لكنه مدمّر، يهاجم فيه الجهاز المناعي الجلد والأغشية المخاطية، ومن أبرز أعراضه:
- طفح جلدي مؤلم يتحول إلى تقرحات وفقاعات.
- تقرّحات في الفم والشفاه والأنف والعينين والأعضاء التناسلية.
- التهابات شديدة في العين قد تؤدي إلى تليف القرنية، وجفاف مزمن، وقد تصل لفقدان البصر تمامًا في بعض الحالات.
- حمى، إرهاق، وصعوبة في الأكل والشرب بسبب التقرحات.
في حالة هذه الفتاة، كانت العين هي الضحية الأكبر؛ إذ تضررت الغدد الدمعية والسطح الأمامي للعين بشكل دائم، ما جعلها تعيش في حالة جفاف حاد ومستمر، تحتاج معه إلى وسائل تعويضية بدل الدموع الطبيعية، مع قيود شديدة على المجهود البدني وطبيعة حياتها اليومية.
خلط الأدوية… “غلط بسيط” قد يدمّر الحياة
الكثيرون لا يدركون أن:
- المضاد الحيوي ليس “دواء عاديًا”، بل دواء قوي يجب أن يُستخدم وفق تشخيص واضح، وجرعة محددة، ومدة معلومة.
- المطهرات المعوية وبعض الأدوية الأخرى قد تحمل مواد فعّالة يمكن أن تتفاعل مع أدوية ثانية، وتزيد من احتمالات حدوث حساسية دوائية خطيرة.
- بعض الناس لديهم استعداد وراثي أو مناعي لتفاعلات حادة مع أدوية معينة، لا يمكن توقعها إلا بالحذر، والالتزام بتعليمات الأطباء.
في ظل ثقافة “خد مضاد حيوي مع أي حاجة”، و”جرّب الدواء ده مش هيضرك”، تتضاعف مخاطر مثل هذه التفاعلات، خاصة مع:
- تناول أكثر من دواء في نفس الوقت دون مراجعة قائمة الأدوية.
- أخذ نصيحة من أقارب أو أصدقاء جربوا “نفس الأعراض”.
- شراء أدوية من الصيدلية بدون روشتة أو بدون شرح كامل للحالة والأدوية الأخرى التي يتناولها المريض.
لماذا تُعد هذه الحالة جرس إنذار للجميع؟
قصة الفتاة ليست مجرد حالة فردية، بل رسالة تحذير قوية:
- أن الخطأ الدوائي لا يعني فقط “مغص بسيط” أو “حساسية جلدية عابرة”، بل قد يصل إلى حالات تهدد الحياة، أو تترك إعاقة دائمة.
- أن “دواءين عاديين” قد يتحولان معًا إلى مزيج خطير إذا كان الجسم لديه استعداد مناعي، أو إذا حدث تفاعل دوائي غير متوقع.
- أن أهم خطوة في علاج أي مرض هي التشخيص الصحيح، وليس “التجربة” في الجسد.
كيف نحمي أنفسنا وأطفالنا من أخطاء الدواء؟
لمنع تكرار مثل هذه المآسي، يؤكد الأطباء والصيادلة على مجموعة من القواعد البسيطة لكنها حاسمة:
- لا تتناول أي مضاد حيوي بدون وصفة طبية واضحة.
المضاد الحيوي ليس مسكنًا، ولا يؤخذ “احتياطًا”. - لا تجمع بين أدوية متعددة من نفسك.
حتى لو كانت “لمعدة” و“لالتهاب”، لا تجمع بينها بدون سؤال طبيب أو صيدلي موثوق، مع شرح كل الأدوية الأخرى التي تتناولها. - اقرأ النشرة الداخلية باهتمام.
خاصة جزء: “الآثار الجانبية” و“التفاعلات الدوائية” و“موانع الاستعمال”. - توقف فورًا عن الدواء إذا ظهرت:
- طفح جلدي مفاجئ مع حكة أو ألم.
- أي تقرحات في الفم أو العينين.
- احمرار حاد أو حرقة في العين بعد بدء دواء جديد.
ثم توجّه للطوارئ فورًا مع ذكر اسم الدواء الذي تناولته.
- التزم بجرعة ومدة العلاج كما وصفها الطبيب.
لا تزود الجرعة “عشان يجيب نتيجة أسرع”، ولا تقطع الدواء فجأة من نفسك. - علّم أطفالك وأهلك:
- أن “زيادة الدواء” ليست علامة على القوة أو الاهتمام.
- وأن سؤال الطبيب ليس “مبالغة”، بل أمان للحياة




