بريطانيا تقترب من القضاء على الإيدز خلال 5 سنوات بلقاح ثوري جديد

كتبت/ مي السايح

في خطوة وُصفت بأنها ثورة طبية في مجال مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، تستعد هيئة الخدمات الصحية البريطانية لإطلاق لقاح جديد يمنح العالم أملاً حقيقياً في القضاء على الفيروس خلال السنوات الخمس المقبلة، بحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية.

اللقاح الجديد، الذي يحمل اسم كابوتيجرافير (CAB-LA)، يُعطى عن طريق الحقن مرة واحدة كل شهرين فقط، ويتميز بفعالية تصل إلى 100% تقريبًا في الوقاية من العدوى. ومن المنتظر أن يتوفر العلاج في عيادات الصحة الجنسية في إنجلترا وويلز خلال الأشهر القادمة، بعد موافقة المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية (NICE).

ويعمل اللقاح من خلال تعطيل إنزيم رئيسي يحتاجه الفيروس ليتكاثر داخل الجسم، مما يمنع انتشاره بالكامل. ويُعد هذا تطورًا كبيرًا مقارنة بعقار الوقاية التقليدي المعروف باسم PrEP، الذي يُؤخذ يوميًا على هيئة أقراص.

شاهد أيًضا: لماذا يجب على مريض الإيدز إبلاغ المستشفى قبل أي فحص طبي؟.. نصائح مهمة لتجنب العدوى

نقابة الأطباء تشيد بجهود الفريق الطبي في مستشفى قنا العام خلال إجراء ولادة قيصرية لسيدة مصابة بالإيدز

وذكرت الصحيفة أن نحو 1000 شخص في إنجلترا لا يستطيعون تناول أقراص الوقاية لأسباب طبية أو اجتماعية، مثل صعوبة البلع أو ظروف المعيشة غير المستقرة، مما يجعل الحقنة الجديدة خيارًا مثاليًا لهم.

وقالت هيلين نايت، مديرة تقييم الأدوية في المعهد الوطني للرعاية الصحية:

“فيروس نقص المناعة ما زال تحديًا للصحة العامة، لكننا اليوم نمتلك أدوات قوية لمنع الإصابات الجديدة.”

من جانبه، أكد الدكتور مايكل برادي، المستشار الوطني لهيئة الخدمات الصحية البريطانية، أن الحقنة طويلة المفعول تمثل “إضافة مهمة لاستراتيجيات الوقاية”، فيما وصف وزير الصحة البريطاني ويس ستريتنج الخطوة بأنها “تغيير جذري” في الحرب ضد الإيدز.

وأشار الوزير إلى أن إنجلترا تسير بخطى ثابتة نحو أن تصبح أول دولة في العالم تنجح في القضاء على انتقال فيروس نقص المناعة البشرية بحلول عام 2030، مؤكدًا أن هذا اللقاح الرائد يمثل “سلاحًا قويًا في ترسانة الوقاية والعلاج”.

ووفقًا لتقارير وكالة الأمن الصحي البريطانية، استفاد أكثر من 111 ألف شخص من خدمات الوقاية قبل التعرض خلال عام 2024، بزيادة 7% عن العام السابق، كما تم توسيع نطاق فحوصات الكشف المبكر داخل أقسام الطوارئ في 89 مستشفى لتشخيص الحالات الجديدة أو غير المكتشفة سابقًا.

ويُنتج اللقاح الجديد بواسطة شركة ViiV Healthcare في مقرها بمدينة بارنارد كاسل البريطانية، وأكدت جولي جاست، المديرة العامة للشركة، أن “كابوتيجرافير هو أول علاج طويل المفعول للوقاية من فيروس الإيدز في المملكة المتحدة، ويوفر حماية فعالة وشاملة للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة.”

وقد أشادت الجمعيات الخيرية المعنية بمكافحة الإيدز باللقاح الجديد، واعتبرته خطوة حيوية نحو تعزيز المساواة الصحية وضمان الوصول العادل للعلاج والوقاية في المجتمعات كافة.

التطعيمات الوقائية… سلاح البشرية ضد الأوبئة

يثبت هذا الإنجاز الطبي أن التطعيمات الوقائية ليست مجرد وسيلة علاجية، بل استثمار في مستقبل أكثر أمانًا وصحة. فكما نجح العالم في القضاء على الجدري والحد من انتشار شلل الأطفال، فإن تطوير لقاح فعال ضد الإيدز يعزز الأمل في أن يكون المستقبل خاليًا من الأمراض الفيروسية القاتلة.

إن مواصلة الأبحاث، وتوسيع نطاق الوعي الصحي، وتسهيل الوصول إلى اللقاحات، تبقى ركائز أساسية في حماية الإنسان من الأوبئة، وضمان أن يظل الطب في خدمة الحياة.

شاهد أيًضا: رغم دعمه إبادة أطفال فلسطين .. 912 مليون دولار من “جيتس” لمكافحة الإيدز والملاريا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى