الصحة تطرح عيادات مسائية بالمستشفيات.. دعم للأطباء أم تهديد لمجانية العلاج

كتبت/ مي السايح

أثار إعلان وزارة الصحة المصرية عن طرح تأجير العيادات الخارجية بعدد من المستشفيات الحكومية أمام شباب الأطباء، نقاشًا واسعًا داخل الأوساط الطبية والمجتمعية، ففي حين يرى مؤيدو القرار أنه يمثل فرصة ذهبية لدعم الكوادر الطبية الشابة وتوسيع نطاق الخدمة الصحية أمام المواطنين بأسعار مناسبة، يعتبر معارضوه أن هذه الخطوة قد تمس جوهر “مجانية العلاج” الذي تكفله الدولة للمواطنين منذ عقود.

تفاصيل القرار

أوضح مساعد وزير الصحة والمتحدث الرسمي باسم الوزارة، الدكتور حسام عبد الغفار، أن الوزارة تعتزم طرح مزايدة لتأجير العيادات الخارجية في ثلاث مستشفيات تابعة لـ”المؤسسة العلاجية”، هي: مبرة المعادي، وهليوبوليس، ومبرة مصر القديمة. ومن المقرر أن يبدأ التطبيق في أكتوبر المقبل.

وستعمل هذه العيادات خلال الفترة المسائية، بعد انتهاء العمل الرسمي ظهرًا، بما يسمح بإتاحة الخدمة الطبية لفئات أوسع من المرضى، وبأسعار يقول المسؤولون إنها “مناسبة ومنضبطة”، مع وضع لوائح معتمدة من مجلس إدارة المؤسسة العلاجية ومصدق عليها من وزير الصحة.

شاهد أيضًا: وزارة الصحة تعلن عن وظائف جديدة في مجال سلامة المرضى وجودة الرعاية الصحية

المؤسسة العلاجية.. طبيعتها ودورها

تعود جذور المؤسسة العلاجية إلى عام 1964، حين أُنشئت كهيئة اقتصادية تابعة لوزارة الصحة في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، ومنذ تأسيسها، اعتمدت على التمويل الذاتي، ما جعلها تختلف عن المستشفيات الحكومية التقليدية. وتشرف المؤسسة حاليًا على 5 مستشفيات في القاهرة، تقدم خدماتها وفق أسعار خاصة لكنها تظل تحت المظلة الحكومية.

دعم للشباب وتخفيف العبء على المرضى

بحسب وزارة الصحة، فإن الخطوة تهدف إلى معالجة معضلتين أساسيتين:

  1. تيسير ممارسة المهنة أمام شباب الأطباء الذين يواجهون صعوبة في فتح عيادات خاصة بسبب التكاليف المرتفعة.
  2. إتاحة خدمة طبية مسائية بأسعار مناسبة للمرضى، خاصة الموظفين الذين لا تسمح ظروف عملهم بمراجعة العيادات في الفترة الصباحية.

شاهد ايضًا: زيادة احتمالات اصابة الأطفال بالتوحد.. وزارة الصحة تكشف عن المضاعفات التي تهدد صحة الأطفال بعد الولادة القيصرية

نقابة الأطباء تتحفظ

على الجانب الآخر، أبدى نقيب الأطباء المصريين، الدكتور أسامة عبد الحي، تحفظه على القرار، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة قد تخلط بين دور القطاع العام والقطاع الخاص في تقديم الخدمة الطبية.

وقال عبد الحي: “المطلوب هو أن تواصل الدولة تطوير مؤسساتها الصحية الحكومية، مع تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار بشكل مستقل. أما خلط الأدوار داخل نفس المستشفى فقد يخلق ازدواجية تهدد مفهوم الخدمة العامة”، مؤكدًا أن المستشفيات الحكومية يجب أن تظل الضابط الرئيسي لسوق الخدمات الصحية في مصر.

واقترح النقيب بديلًا يتمثل في رفع أسعار الكشف في العيادات الحكومية الصباحية بنسب تتراوح بين 20 و30%، على أن يحصل الطبيب على نسبة من العائد، دون الحاجة إلى إدخال منطق التأجير أو الاستثمارات داخل المستشفيات العامة.

شاهد أيًضا: وزارة الصحة تحذر من مرض قاتل بنسبة 100% حال ظهور الأعراض.. تعليمات وقائية مشددة

بين الجدوى الاقتصادية والاعتبارات الاجتماعية

يرى محللون أن طرح العيادات المسائية يمثل محاولة لتجاوز ضغوط نقص الموارد البشرية والمالية في القطاع الصحي، لكنه في الوقت نفسه قد يفتح باب التساؤلات حول:

  • مدى التزام هذه العيادات بمبدأ المساواة في تقديم الخدمة.
  • إمكانية تأثيرها على جودة الخدمات الصباحية المجانية.
  • خطر تحولها تدريجيًا إلى نموذج استثماري يبتعد عن فلسفة “الرعاية الصحية العامة”

شاهد أيضًا: نصائح ذهبية من وزارة الصحة.. ماذا يجب أن يحمل مريض السكري في حقيبته أثناء الحج؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى