الأهرام تنشر أجرأ تحقيق عن كوارث إطعام كلاب الشوارع .. هاجر صلاح فتحت الملف المسكوت عنه بالعلم والأدلة والمنطق
كتبت - مي السايح

في محاولة جادة لتسليط الضوء على واحدة من أكثر العادات إثارة للجدل في المدن الجديدة، أعدّت الكاتبة الصحفية هاجر صلاح تحقيقًا ميدانيًا يكشف الوجه الآخر لما يُعرف بـ ”طقس الخير اليومي” المتمثل في إطعام القطط والكلاب الضالة.
التحقيق لا يكتفي بالرصد، بل ينقل آراء الأطباء البيطريين والخبراء البيئيين الذين حذروا من أن هذا السلوك العشوائي قد يحوّل ما يُعتقد أنه رحمة إلى مصدر خطر على الإنسان والحيوان معًا، ويهدد بـ تقويض التوازن البيئي في المناطق السكنية الحديثة.
ويُحسب للصحفية هاجر صلاح أنها طرحت هذا الملف بجرأة ومهنية، وفتحت نقاشًا عامًا حول قضية مسكوت عنها لسنوات، لتكشف بالأرقام والشهادات العلمية حجم التحديات الصحية والاجتماعية الناجمة عن هذه الممارسات دون ضوابط أو تشريعات واضحة.
أثر الظاهرة على التوازن البيئي
تناول التحقيق معلومات مهمة كشفها الأطباء حول أن السلوك المبالغ فيه في إطعام الحيوانات الضالة يغير طبيعتها الفطرية، ويؤدي إلى فقدان التوازن البيئي، خاصة في المناطق المحاطة بالصحراء والمجمعات السكنية الحديثة.
اقرأ..وكيل البيطريين يحذر: الكلاب الضالة تهدد سلامة المواطنين

المخاطر الصحية للإنسان والحيوان
يشير الخبراء إلى أن الحيوانات الضالة وفضلاتها تشكل بيئة خصبة للأمراض المختلفة، بما في ذلك:
- أمراض فيروسية
- أمراض بكتيرية
- أمراض طفيلية
- أمراض فطرية
كلها أمراض يمكن أن تنتقل إلى الإنسان بسهولة، خاصة عند التعامل المباشر مع الحيوانات أو مخلفاتها.
كما يحذر المتخصصون من تقديم مخلفات المجازر أو الدواجن النيئة للحيوانات، لما يؤدي إليه ذلك من تشريس الكلاب وتحويلها إلى حيوانات عدوانية تشكل خطرًا على السكان.

دعوة لتوجيه التبرعات بمسؤولية
يدعو الخبراء محبي الحيوانات إلى توجيه تبرعاتهم للهيئات البيطرية والجمعيات المرخصة، التي تقوم بدورها في رعاية الحيوانات بطريقة منظمة وآمنة، بعيدًا عن المخاطر الصحية والاجتماعية الناجمة عن الإطعام العشوائي في الشوارع.

غياب التشريعات والرقابة
أكد التحقيق أنه لا يوجد تشريع ينظم إنشاء “الشلاتر” أو ملاجئ الحيوانات في مصر، وأن أصحاب هذه الملاجئ يجمعون تبرعات هائلة بلا رقابة، مما يفتح الباب أمام سوء الإدارة أو إساءة استخدام الموارد، ويُفقد هذه الجهود الهدف الإنساني والبيئي الصحيح.
شاهد: فيديو مؤلم| مجموعة من كلاب الشوارع تهاجم طفلا وتتركه بعد أن نطق الشهادتين
انتشار العادة في أماكن غير متوقعة
يلاحظ المتخصصون أن عادة إطعام الحيوانات الضالة لم تعد مقتصرة على الشوارع، بل امتدت إلى:
- العمارات السكنية
- النوادي الرياضية
- الجامعات
- مقار العمل
وأصبح البعض يعتبرها نشاطًا يوميًا، بل يجمعون التبرعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار الرحمة والعطف على الحيوان، دون إدراك ما قد يترتب على ذلك من مخاطر بيئية وصحية.
اقرأ: الداعية الإسلامي عبد الله رشدي: لحد امتى هتفضل كلاب الشوارع تإذينا
العلم يقول: لا
يؤكد الخبراء أن القاعدة تقول: “كل شيء إذا زاد عن حده انقلب ضده”.
فالإفراط في إطعام الحيوانات يؤدي إلى:
- تشويه السلوك الطبيعي للحيوانات الضالة
- زيادة أعداد الكلاب والقطط في الشوارع بشكل غير متحكم فيه
- ارتفاع مخاطر الحوادث والهجمات على البشر
- انتشار الأمراض المعدية بين الحيوان والإنسان.
شاهد فيديو صادم.. هجوم كلب على طفلين وتدخلات الأهالي لإنقاذهم
التجارب الدولية
يشير الخبراء إلى أن العديد من الدول، مثل:
- الإمارات
- المغرب
- تركيا
- الهند
- وعدد من دول أوروبا وأمريكا
قد اعتمدت قوانين تجرّم الإطعام العشوائي للحيوانات الضالة، مع فرض سياسات للرعاية المنظمة من خلال الجمعيات الرسمية، بما يحافظ على التوازن البيئي ويحمي الإنسان والحيوان في آن واحد.




