تحديد نوع الجنين .. متى يكون حلالا ومتى يكون حراما الشيخ ياسر برهامي يوضح

كتبت نهال حمدي

أثار سؤال أحد الأزواج الذي أنجب خمس بنات ويرغب في إنجاب ولد ذكر جدلًا اجتماعيًا ودينيًا. فقد تساءل: “هل يجوز لي اللجوء إلى عملية الحقن المجهري لتحديد نوع الجنين حتى أنجب ولدًا؟ وهل يُعد ذلك اعتراضًا على قضاء الله وقدره؟”

وقد أجاب عن هذا السؤال الشيخ الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، موضحًا الرأي الشرعي في هذه المسألة التي تهم الكثير من الأسر.

الشيخ ياسر: الطريقة الأولى محرمة شرعًا

قال الشيخ ياسر برهامي إن هناك طريقتين طبيتين لتحديد نوع الجنين:

  1. الطريقة الأولى (محرمة):
    أوضح الشيخ ياسر أن هذه الطريقة تعتمد على حقن عدة بويضات داخل رحم الأم، ثم انتظار نمو الأجنة واختيار النوع المطلوب، والتخلص من بقية الأجنة.
    وأضاف الشيخ ياسر: “هذه الطريقة محرمة شرعًا لأنها تتضمن الإجهاض بعد بدء التخليق، والذي لا يظهر إلا بعد الأربعين يومًا، وبالتالي فهي جناية محرمة شرعًا”.

الطريقة الثانية جائزة ولا تعارض مع القضاء

أما الطريقة الثانية، فأشار الشيخ ياسر برهامي إلى أنها تتم من خلال التلقيح خارج الرحم، حيث تُخصب البويضات في المختبر، ثم تُفحص الخلايا في مرحلة مبكرة جدًا – قبل اكتمال التخليق – لمعرفة نوع الجنين، ثم يُزرع الجنين المطلوب داخل الرحم.
وأضاف الشيخ ياسر: “هذه الطريقة جائزة شرعًا لأنها لا تتضمن أي محرمات ولا تؤدي إلى إجهاض جنين مكتمل، وإن كانت تحتاج إلى تكاليف مالية عالية”.

الأخذ بالأسباب لا يناقض الإيمان بالقضاء

وأكد الشيخ ياسر أن لجوء الزوجين لهذه الوسيلة ليس اعتراضًا على قضاء الله وقدره، بل يدخل ضمن الأخذ بالأسباب المشروعة، موضحًا أن النتيجة النهائية تبقى بيد الله عز وجل.

نصيحة طبية ودينية

ينصح الأطباء عبر منصة طب توداي كل من يفكر في هذه الخطوة بضرورة استشارة استشاريي العقم وأطفال الأنابيب لتحديد مدى جدوى الإجراء وأمانه الصحي، إلى جانب استشارة العلماء الموثوقين لضمان التوافق مع الأحكام الشرعية.
كما يشدد الخبراء على أن تحديد نوع الجنين ليس ضرورة طبية في معظم الحالات، بل خيار شخصي يحتاج إلى تفكير عميق في أبعاده الأخلاقية والاجتماعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى