في عمر الستين.. لماذا ما زالت دينا ترقص على المسرح بدلاً من أن ترقد في السرير؟
كتبت سالي صلاح

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات ظهرت فيها الراقصة دينا على المسرح وهي في عمر الستين، ترقص بخفة وكأنها ما زالت في العشرين. المشهد لم يكن مجرد عرض فني، بل فتح بابًا للتساؤل: لماذا ما زالت دينا في كامل لياقتها بينما يعاني كثيرون من أمراض تجعلهم أسرى السرير؟
الحركة سر الشباب
يؤكد الأطباء أن الحركة اليومية هي المفتاح الذهبي للحفاظ على الصحة. الرقص، مثل المشي والسباحة، يحافظ على قوة العضلات ويمنع تيبس المفاصل. دينا نموذج حي أن الاستمرارية في النشاط تجعل الجسد يقاوم الزمن.
الوزن الصحي يحمي من الأمراض
الرقص لا يمنح المتعة فقط، بل يحرق سعرات حرارية كبيرة، مما يساعد على تجنب السمنة، ويقلل من مخاطر الضغط والسكري. الحفاظ على وزن متوازن بعد سن الخمسين يساوي وقاية من عشرات الأمراض.
السعادة علاج طبيعي
الرقص يفرز هرمونات السعادة مثل الإندورفين والسيروتونين، التي تحارب الاكتئاب وتمنح الجسم طاقة إيجابية. الأطباء يصفون الصحة النفسية بأنها “درع خفي” يحمي الإنسان من الشيخوخة المبكرة.
الغذاء المتوازن أساس القوة
وراء أي جسد قوي في عمر متقدم نظام غذائي سليم. الاعتماد على الخضروات والفواكه والبروتينات الخفيفة، وتجنب الدهون المشبعة والسكريات، يضمن بقاء الجسم في حالة نشاط.
التدريب المستمر يصنع الفارق
اللياقة لا تأتي فجأة، بل هي نتيجة الاستمرارية. دينا واظبت على الرقص لعقود، فجعلت جسدها معتادًا على النشاط. التوقف عن الحركة لسنوات طويلة هو ما يجعل العودة إليها شبه مستحيلة في الكبر.
تعليق طبي مع د. أحمد الشاذلي – استشاري طب الشيخوخة
يوضح د. أحمد الشاذلي أن لياقة دينا في الستين “ليست سحرًا”، بل نتيجة مباشرة لأسلوب حياة صحي. ويضيف:
“الحركة اليومية، حتى لو لم تكن رقصًا، مثل المشي أو السباحة، قادرة على حماية الإنسان من أمراض العظام والمفاصل، كما أن الحفاظ على الصحة النفسية يساهم في تأخير تدهور الجسد.”
ويؤكد أن الاستمرارية في النشاط هي ما يمنع الاعتماد المبكر على الأدوية أو الآخرين.
الصحة نعمة من الله.. كيف نحافظ عليها قبل أن تزول؟
الصحة زينة الإنسان
تُعد الصحة نعمة عظيمة من الله لا يدرك قيمتها كثيرون إلا بعد فقدها. فهي سر الحركة، والقدرة على العمل، والاستمتاع بالحياة. من يمتلك الصحة يمتلك وسيلة قوية للعطاء والنجاح، لكن من يفقدها يصبح أسير الضعف والاعتماد على الآخرين.
استخدام النعمة في ما يرضي الله
الإنسان مُطالب أن يستخدم هذه النعمة في طاعة الله وأعمال الخير، لا في اللهو المبالغ فيه أو ما يخالف القيم. فالطاقة الجسدية هدية يجب أن تُستثمر فيما ينفع الفرد والمجتمع، لا فيما يضيع العمر دون قيمة.
حين تزول الصحة
عندما تضعف العضلات ويذبل الجسد، يجد الإنسان نفسه عاجزًا حتى عن أبسط الأنشطة. عندها يتذكر أن الصحة كانت تاجًا على رأسه لم يشعر به إلا عندما فقده. لذا الحكمة أن نغتنم الصحة قبل المرض، ونستثمرها في ما يقربنا من الله ويضمن لنا سعادة الدنيا والآخرة.
الخاتمة
الصحة ليست مجرد جسد قوي، بل أمانة من الله يجب حفظها. من يقدّر هذه النعمة ويحسن استخدامها، يعيش حياة كريمة مليئة بالعطاء، ومن يفرّط فيها، يعيش مرارة الضعف والذل حين تزول.