كيف يكشف مسلسل “ما نراه ليس كما يبدو” الفارق بين الشخصية الأنانية والنرجسية؟

كتبت/ مي السايح

في كثير من العلاقات الإنسانية، تختلط الأمور على الناس بين “الأنانية” و”النرجسية”، وقد يظن البعض أن كلاهما وجهان لعملة واحدة، بينما في الحقيقة هناك اختلاف جوهري بينهما. هذا ما طرحه مسلسل “ما نراه ليس كما يبدو” من خلال شخصية يوسف وهنا، مقدماً للجمهور صورة واقعية عن قسوة النرجسي وخطورة الانغماس في علاقة غير صحية.

التشخيص والعلاج لإضطراب الشخصية النرجسية.. نصائح علاجية من د. سالي غلوش

كيف يعزز العطاء والعمل الخيري في رمضان الصحة النفسية والشعور بالسعادة؟

الأناني… وحب الذات المفرط

الأناني شخص يُفضل نفسه دائمًا، يسعى لتحقيق مصالحه دون النظر كثيرًا إلى مشاعر الآخرين، لكنه لا يتعمد بالضرورة إلحاق الأذى بمن حوله. قد يُرهق المحيطين به، لكنه يظل في النهاية مدفوعًا برغبة ذاتية في الراحة أو المكسب الشخصي.

النرجسي… سجن نفسي لضحاياه

أما النرجسي فهو يتغذى على أوجاع الآخرين، ويجد في السيطرة والإيذاء العاطفي وسيلة لتعزيز ذاته. فهو لا يكتفي بتجاهل مشاعر الطرف الآخر، بل يسعى عمدًا لتقليله، عزله عن أهله وأصدقائه، وتحطيم ثقته بنفسه.

في المسلسل، جسّد يوسف هذا النموذج بامتياز:

  • قلّل من كل ما تفعله هنا.
  • أبعدها عن أهلها ومصادر الدعم.
  • حتى في أصعب لحظاتها لم يظهر أي تعاطف.

هنا… ضحية طفولة مثقلة بالفراغ

لم يكن استسلام هنا ضعفًا بقدر ما كان انعكاسًا لطفولة صعبة؛ فقد كبرت يتيمة، وتلقت من المحيطين إحساسًا بالشفقة أكثر من الحب، مما تركها عطشى لأي اهتمام. ومع انتقالها بين بيوت متعددة بلا أمان، صدقت أي اهتمام على أنه حب، وبنت قصورًا من أوهام عن شقة مزيفة، مستقبل غير موجود، وحياة عاطفية قائمة على السراب.

من الفن إلى الفتن.. كيف هدمت المسلسلات والأفلام قيم المجتمع؟!

لصحة الجنين وسلامة الأم.. حالات تمنع الحامل من الذهاب إلى المصيف!

تعليق الخبيرة النفسية: الفرق ليس مجرد تفاصيل

توضح الدكتورة هبة صالح، استشارية الصحة النفسية، أن الفارق بين الأناني والنرجسي “ليس مجرد درجات متقاربة، بل هو اختلاف نوعي”. وتضيف:

“الأناني قد يُرهق شريك حياته، لكنه في النهاية يركز على ذاته دون نية لإيذاء الآخرين. أما النرجسي، فهو يستمد قوته من إضعاف الطرف الآخر والسيطرة عليه، ويستخدم التقليل والانعزال النفسي كوسائل للهيمنة”.

وتؤكد صالح أن أخطر ما في العلاقات النرجسية هو أنها “تسجن الضحية نفسيًا، وتجعلها تفقد ثقتها بنفسها، وهو ما يتطلب أحيانًا علاجًا نفسيًا لاستعادة التوازن والقدرة على بناء علاقة صحية لاحقًا”.

د. محمد ثروت عمارة: ضعف الانتصاب مؤشر مبكر لأمراض القلب

الدرس الأهم… وجرس إنذار قبل الزواج

الأنانية قد تُحتمل أحيانًا، لكن النرجسية تترك جروحًا أعمق؛ فهي تكسر الروح قبل أن تكسر القلب.

رسالة المسلسل –كما رآها كثير من المتابعين– أن تجاهل مؤشرات الخطر قبل الزواج خطأ فادح.

من المهم أن يعي الشباب والفتيات أن الحب ليس تنازلًا عن الذات ولا استسلامًا للسيطرة، بل مشاركة قائمة على الاحترام المتبادل.

الدعم النفسي ضرورة لا رفاهية

في النهاية، لا عيب في طلب المساعدة من مختص نفسي لمواجهة آثار علاقة سامة أو لتقوية الذات بعد تجربة مريرة. فالوعي والعلاج النفسي هما خط الدفاع الأول ضد السقوط في فخ العلاقات النرجسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى