الأمراض المناعية بعد الولادة… متلازمة ما بعد الحمل مع د. هالة محمود استشارية أمراض المناعة
كتب/ كريم مصطفى
 
						بعد الولادة، يمر جسم المرأة بسلسلة من التغيرات الفسيولوجية والهرمونية الهائلة، لا تقتصر على عودة الأعضاء التناسلية إلى وضعها الطبيعي أو استعادة التوازن الهرموني، بل تمتد إلى جهاز المناعة أيضًا.
هذه التغيرات قد تؤدي في بعض الحالات إلى ظهور أو تفاقم أمراض مناعية تعرف بما يسمى متلازمة ما بعد الحمل، وهي حالة طبية تتطلب وعيًا وتشخيصًا مبكرًا لضمان حماية صحة الأم.
وبحسب ما أوضحته د. هالة محمود استشارية أمراض المناعة لمنصة طب توداي، فإن فترة ما بعد الولادة تعتبر من أكثر الفترات حساسية في حياة المرأة، حيث يمكن أن تتأثر مناعتها بشكل يؤدي إلى ظهور أمراض ذاتية المناعة مثل التهاب الغدة الدرقية المناعي، التصلب المتعدد، أو حتى الذئبة الحمراء.
شاهد: هل تؤثر النحافة على فرص الحمل؟.. د. هالة مصطفى تجيب
خطوات فعالة للتغلب على الإمساك خلال الحمل
كيف تؤثر أمراض المناعة على الحمل؟
ما هي متلازمة ما بعد الحمل؟
متلازمة ما بعد الحمل تشير إلى مجموعة من الاضطرابات المناعية التي تظهر أو تتفاقم في الأسابيع أو الأشهر التي تلي الولادة. هذه الحالة قد تكون نتيجة للتغيرات الكبيرة في الجهاز المناعي التي تحدث أثناء الحمل، حيث يكون الجسم في وضع “التسامح المناعي” لحماية الجنين، ثم يعود بعد الولادة إلى حالة النشاط الطبيعي، وأحيانًا إلى فرط النشاط.
التغيرات المناعية أثناء الحمل وبعده
خلال الحمل، يضعف الجهاز المناعي جزئيًا لتجنب مهاجمة الجنين، مما يقلل من نشاط بعض الأمراض المناعية. بعد الولادة، يعود الجهاز المناعي تدريجيًا إلى نشاطه الكامل، وفي بعض الحالات يحدث فرط في النشاط، مما يؤدي إلى مهاجمة الجسم لأنسجته.
أمراض مناعية شائعة بعد الولادة
تشير د. هالة محمود إلى أن هناك أمراضًا معينة ترتبط بشكل واضح بفترة ما بعد الولادة، منها:
- التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة: قد يظهر بعد أسابيع أو أشهر، مسببًا أعراضًا مثل التعب، زيادة أو فقدان الوزن، وتقلبات المزاج.
- التصلب المتعدد: قد تنشط الأعراض أو تتفاقم في الشهور التالية للولادة.
- الذئبة الحمراء: قد تعود الأعراض للظهور بعد تحسنها أثناء الحمل.
- التهاب المفاصل الروماتويدي: يمكن أن يتفاقم بعد الولادة.
الأعراض التي يجب الانتباه لها
- تعب شديد لا يتحسن بالراحة.
- آلام في المفاصل أو العضلات.
- تورم أو تضخم الغدة الدرقية.
- تغيرات في الوزن بدون سبب واضح.
- طفح جلدي أو تساقط شعر غير معتاد.
التشخيص المبكر
التشخيص المبكر يعتمد على التاريخ المرضي والفحص السريري، إضافة إلى فحوصات الدم التي تكشف عن مؤشرات الالتهاب أو الأجسام المضادة المرتبطة بالأمراض المناعية.
دور التغذية في دعم المناعة بعد الولادة
الغذاء المتوازن الغني بالفيتامينات والمعادن يلعب دورًا مهمًا في دعم جهاز المناعة. من الأطعمة المفيدة: الأسماك الغنية بالأوميجا-3، الخضروات الورقية، الفواكه الطازجة، والمكسرات.
الراحة وإدارة التوتر
الضغط النفسي وقلة النوم بعد الولادة يمكن أن يؤثر سلبًا على المناعة. الحصول على قسط كافٍ من الراحة وتلقي الدعم من الأسرة والمحيطين يساعد على تقليل هذه التأثيرات.
العلاجات المتاحة
العلاج يعتمد على نوع المرض المناعي، وقد يشمل:
- أدوية مضادة للالتهاب.
- مثبطات المناعة.
- هرمونات بديلة في حالة أمراض الغدة الدرقية.
- العلاج الطبيعي لدعم الحركة في بعض الأمراض.
أهمية المتابعة الطبية
تؤكد د. هالة محمود على ضرورة متابعة المرأة مع طبيب مختص بعد الولادة، خاصة إذا كانت لديها تاريخ مرضي مع أمراض المناعة، لتفادي المضاعفات واكتشاف أي تغيرات مبكرًا.
متلازمة ما بعد الحمل تمثل تحديًا صحيًا يتطلب وعيًا وتعاونًا بين الأم والطبيب. فهم طبيعة التغيرات المناعية التي تحدث بعد الولادة، والتعامل معها بطرق علمية، يمكن أن يحمي الأم من مضاعفات خطيرة ويضمن لها استعادة صحتها بسرعة.
حقوق الطبع والنشر محفوظة لمنصة طب توداي
منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى




