نصائح ذهبية من د. عمرو عبد الوهاب بدير لعلاج الإمساك المزمن عند الأطفال والوقاية منه
كتبت/ مي السايح
الإمساك المزمن عند الأطفال من المشكلات الصحية الشائعة التي يواجهها الأهل في مختلف المراحل العمرية للطفل. وقد يراه البعض أمرًا بسيطًا يمكن أن يزول مع الوقت، لكن الحقيقة أن استمراره لفترات طويلة قد يسبب مشكلات صحية خطيرة تؤثر على الجهاز الهضمي، وعلى الحالة النفسية للطفل، بل وقد تؤثر على نموه وتحصيله الدراسي.
وفقًا لما أوضحه د. عمرو عبد الوهاب بدير – استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة في حديثه لـ”منصة طب توداي”، فإن الإمساك المزمن يعني صعوبة في إخراج البراز أو قلة عدد مرات التبرز بشكل مستمر لأكثر من ثلاثة أشهر، ويصاحبه غالبًا أعراض أخرى مثل الألم، والانتفاخ، وفقدان الشهية.
ويؤكد أن التعامل مع هذه المشكلة يجب أن يتم بشكل علمي ومدروس، بدءًا من التشخيص الدقيق وحتى وضع خطة علاجية متكاملة تراعي الجانب الغذائي والسلوكي والطبي.
تعريف الإمساك المزمن عند الأطفال
يعرف الأطباء الإمساك المزمن بأنه حالة يكون فيها الطفل غير قادر على التبرز بانتظام، أو يخرج برازًا صلبًا وجافًا يسبب له ألمًا، وذلك لفترة تتجاوز 3 أشهر متواصلة. وفي الوضع الطبيعي، يختلف معدل التبرز بين الأطفال حسب العمر والنظام الغذائي، لكن إذا قلت عدد مرات التبرز عن 3 مرات في الأسبوع مع وجود أعراض مزعجة، فإن الحالة تستدعي التقييم الطبي.
انتشار المشكلة وإحصائيات عالمية
تشير الدراسات إلى أن ما بين 3% إلى 5% من زيارات عيادات الأطفال مرتبطة بالإمساك المزمن، وأن هذه المشكلة تؤثر على ما يقرب من 30% من الأطفال في مرحلة ما من حياتهم. وفي بعض الدول العربية، تشير الإحصائيات إلى أن الإمساك المزمن قد يصيب طفلًا واحدًا من بين كل 4 أطفال في سن المدرسة، بسبب العادات الغذائية الخاطئة وقلة النشاط البدني.
كيف يعمل الجهاز الهضمي عند الطفل؟
لفهم أسباب الإمساك المزمن، من المهم معرفة كيف تتم عملية الهضم والإخراج:
- يبدأ الهضم في الفم حيث يتم مضغ الطعام وخلطه باللعاب.
- ينتقل الطعام إلى المعدة حيث يتم تكسيره بواسطة الأحماض والإنزيمات.
- ينتقل بعدها إلى الأمعاء الدقيقة حيث يتم امتصاص معظم المغذيات.
- في الأمعاء الغليظة، يتم امتصاص الماء من الفضلات، ثم تتجمع الفضلات في المستقيم قبل خروجها عبر فتحة الشرج.
عندما يبقى البراز في القولون لفترة أطول من اللازم، يتم امتصاص مزيد من الماء منه، فيصبح أكثر صلابة وجفافًا، مما يصعب إخراجه ويسبب الإمساك.
الأسباب الغذائية للإمساك المزمن
يؤكد د. عمرو عبد الوهاب بدير أن الغذاء يلعب الدور الأكبر في حدوث الإمساك المزمن عند الأطفال. ومن أبرز العوامل الغذائية:
قلة تناول الألياف
الألياف الغذائية الموجودة في الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة تساعد على زيادة حجم البراز وجعله أكثر ليونة، مما يسهل خروجه. نقص الألياف في النظام الغذائي يجعل البراز صلبًا ويبطئ حركة الأمعاء.
الإفراط في الأطعمة المصنعة
الوجبات السريعة، والحلويات، والمخبوزات البيضاء تفتقر للألياف وتحتوي على نسب عالية من الدهون والسكريات، ما يبطئ حركة الأمعاء.
نقص السوائل
قلة شرب الماء والعصائر الطبيعية يؤدي إلى جفاف البراز، مما يزيد من صعوبة إخراجه.
الأسباب السلوكية للإمساك المزمن عند الأطفال
إلى جانب العوامل الغذائية، هناك سلوكيات يومية قد تساهم بشكل كبير في تطور الإمساك المزمن عند الأطفال، كما أوضح د. عمرو عبد الوهاب بدير، وأبرزها:
تجاهل الرغبة في التبرز
كثير من الأطفال، خاصة في سن المدرسة، قد يتجاهلون الإحساس بالحاجة إلى دخول الحمام بسبب الانشغال باللعب أو الحرج من استخدام الحمامات العامة. تكرار هذا السلوك يؤدي إلى بقاء البراز في القولون فترة أطول، فيزداد صلابة وجفافًا.
الخوف من الألم
إذا تعرض الطفل في وقت سابق لألم شديد أثناء التبرز (بسبب الشق الشرجي أو البراز الصلب)، قد يتجنب دخول الحمام خوفًا من تكرار الألم، ما يفاقم المشكلة.
عادات حمام غير منتظمة
غياب الروتين اليومي لدخول الحمام يربك حركة الأمعاء. تدريب الطفل على أوقات محددة للتبرز، مثل بعد وجبة الإفطار، يساعد على تحسين الانتظام.
الأسباب العضوية للإمساك المزمن
رغم أن أغلب حالات الإمساك المزمن وظيفية (مرتبطة بالنظام الغذائي والسلوك)، إلا أن بعض الحالات تكون ناتجة عن مشكلات عضوية تحتاج لتشخيص طبي دقيق:
أمراض الجهاز الهضمي
- مرض هيرشسبرونغ: غياب الخلايا العصبية في جزء من القولون، ما يؤدي لضعف حركته.
- التضيقات الخلقية أو المكتسبة في الأمعاء.
اضطرابات الغدد
- قصور الغدة الدرقية.
- اضطرابات الغدة النخامية النادرة.
مشكلات عصبية
- إصابات الحبل الشوكي.
- عيوب خلقية في العمود الفقري تؤثر على الأعصاب المغذية للأمعاء.
الأعراض المصاحبة للإمساك المزمن
يقول د. عمرو عبد الوهاب بدير إن أعراض الإمساك المزمن لا تقتصر على قلة عدد مرات التبرز، بل تشمل:
- براز صلب وجاف.
- ألم أثناء التبرز.
- انتفاخ البطن.
- فقدان الشهية.
- نزيف شرجي بسيط (بسبب الشقوق).
- سلس البراز في بعض الحالات (تسرب كميات صغيرة من البراز السائل حول البراز الصلب المحتجز).
التشخيص الطبي
التاريخ المرضي
يبدأ التشخيص بأخذ معلومات مفصلة من الأهل حول النظام الغذائي للطفل، وعادات الحمام، وتاريخ ظهور الأعراض، وأي أمراض سابقة.
الفحص السريري
يقوم الطبيب بفحص البطن للكشف عن أي كتل برازية أو انتفاخ، وفحص منطقة الشرج للتحقق من وجود شقوق أو بواسير.
الفحوصات المطلوبة
في الحالات التي لا تتحسن بالتدخلات الأولية، قد يطلب الطبيب فحوصات إضافية:
- الأشعة السينية على البطن: للكشف عن كمية البراز المتراكم.
- تحاليل الدم: لفحص الغدة الدرقية، ونسبة الكالسيوم.
- اختبارات وظائف القولون: لقياس حركة الأمعاء.
- منظار القولون: في حالات الاشتباه بمرض عضوي أو التهاب مزم
مضاعفات الإمساك المزمن عند الأطفال
يؤكد د. عمرو عبد الوهاب بدير أن إهمال علاج الإمساك المزمن قد يؤدي إلى سلسلة من المضاعفات، بعضها مؤلم وبعضها قد يهدد صحة الطفل على المدى البعيد:
الشق الشرجي
تمزق صغير في بطانة فتحة الشرج نتيجة مرور براز صلب، يسبب ألمًا شديدًا ونزيفًا بسيطًا، وقد يجعل الطفل أكثر خوفًا من التبرز.
البواسير
تورم في الأوردة المحيطة بفتحة الشرج بسبب الإجهاد المتكرر أثناء التبرز.
سلس البراز
في الحالات الشديدة، قد يتسرب البراز السائل حول الكتلة البرازية الصلبة المحتجزة، ما يسبب تلوث الملابس الداخلية للطفل وإحراجًا اجتماعيًا.
انسداد الأمعاء
تراكم البراز بكميات كبيرة قد يؤدي إلى انسداد معوي يستدعي التدخل الطبي الفوري.
الفرق بين الإمساك الوظيفي والعضوي
الإمساك الوظيفي
- يشكل حوالي 90–95% من الحالات.
- سببه الغذاء والسلوكيات.
- لا توجد مشكلة تشريحية أو مرض عضوي في الأمعاء.
الإمساك العضوي
- أقل شيوعًا.
- ناتج عن مرض أو تشوه هيكلي أو عصبي.
- يحتاج لفحوصات متقدمة وعلاج متخصص.
الإمساك عند الرضع
- غالبًا يكون مرتبطًا بالتغذية الصناعية.
- حليب الأم الطبيعي يقلل احتمالية الإمساك.
- في حالة الرضع، يجب مراجعة الطبيب فورًا إذا استمر الإمساك أو صاحبه قيء وانتفاخ شديد.
الإمساك عند أطفال المدرسة
- الانشغال بالدراسة أو اللعب يجعل الطفل يتجاهل الرغبة في دخول الحمام.
- أحيانًا يرفض الأطفال استخدام حمامات المدرسة لعدم نظافتها.
الإمساك عند المراهقين
- التغيرات الهرمونية، وقلة الحركة، والأنظمة الغذائية السيئة، من العوامل المؤثرة.
- الضغوط الدراسية والنفسية قد تزيد الأمر سوءًا.
خطة العلاج – تعديل النظام الغذائي
يقول د. عمرو عبد الوهاب بدير إن التغذية هي خط الدفاع الأول:
- إضافة الخضروات والفواكه الطازجة في كل وجبة.
- اختيار الحبوب الكاملة بدل المكررة.
- زيادة شرب الماء والعصائر الطبيعية.
- تقليل الأطعمة الدهنية والمقلية.
خطة العلاج – التعديلات السلوكية
يشدد د. عمرو عبد الوهاب بدير على أن تغيير السلوكيات اليومية قد يكون بنفس أهمية تعديل الغذاء:
تحديد أوقات منتظمة لدخول الحمام
يفضل أن يجلس الطفل على المرحاض بعد وجبات الطعام بـ 10–15 دقيقة للاستفادة من زيادة حركة الأمعاء بعد الأكل.
توفير بيئة مريحة
يجب أن يكون الحمام مهيأ للطفل، مع مقعد مناسب ودعامة للقدمين إذا لزم الأمر، حتى يشعر بالأمان والاستقرار.
المكافأة الإيجابية
استخدام نظام المكافآت (مثل الملصقات أو النقاط) لتشجيع الطفل على الانتظام في دخول الحمام.
خطة العلاج – العلاج الدوائي
يتم اللجوء للأدوية في الحالات التي لا تستجيب للتغييرات الغذائية والسلوكية، ويجب أن يكون تحت إشراف الطبيب:
الملينات الآمنة للأطفال
- لاكتولوز (Lactulose)
- بولي إيثيلين جلايكول (PEG)
أدوية تحفيز حركة الأمعاء
تستخدم لفترة قصيرة إذا لزم الأمر.
العلاجات المنزلية الآمنة
- تدليك بطن الطفل بحركات دائرية خفيفة.
- تشجيع الطفل على ممارسة تمارين بسيطة لتحفيز الأمعاء.
- إضافة زيت الزيتون بكمية صغيرة للطعام لتحسين ليونة البراز.
دور النشاط البدني
النشاط الحركي المنتظم يساعد على تنشيط حركة الأمعاء وتقليل الإمساك، حتى المشي أو اللعب النشط لمدة 30 دقيقة يوميًا يحدث فرقًا كبيرًا.
الوقاية من الإمساك المزمن عند الأطفال
يؤكد د. عمرو عبد الوهاب بدير أن الوقاية تبدأ منذ السنوات الأولى من حياة الطفل:
غذاء متوازن
- إدخال الألياف مبكرًا في طعام الطفل.
- تقليل السكريات والأطعمة المصنعة.
ترسيخ عادات حمام صحية
- تدريب الطفل على الاستجابة فورًا لشعور الحاجة للتبرز.
- تعليم الطفل الجلوس بطريقة صحيحة على المرحاض.
شرب الماء بانتظام
- جعل الماء متاحًا دائمًا للطفل.
- تشجيع الطفل على شرب السوائل في فترات متقاربة.
أحدث الأبحاث العلمية في علاج الإمساك المزمن
تشير الدراسات الحديثة إلى أن:
- 70% من الحالات تتحسن خلال 6 أشهر من العلاج الغذائي والسلوكي.
- المكملات البروبيوتيكية قد تساعد على تحسين حركة الأمعاء.
- العلاج السلوكي المدعوم بالتكنولوجيا (مثل التطبيقات التعليمية) يعطي نتائج أفضل مع الأطفال الأكبر سنًا.
الإمساك عند الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
الأطفال الذين يعانون من إعاقات حركية أو عصبية معرضون أكثر للإمساك المزمن بسبب قلة الحركة أو ضعف الإحساس بالرغبة في التبرز.
- يتطلب الأمر متابعة طبية مكثفة.
- غالبًا ما تحتاج هذه الحالات إلى خطة علاجية أكثر تخصيصًا.
نصائح د. عمرو عبد الوهاب بدير للأهالي
- لا تهملوا أي أعراض مستمرة.
- لا تستخدموا الملينات دون استشارة الطبيب.
- وفروا بيئة داعمة للطفل بدون ضغط أو عقاب.
- اهتموا بالنشاط البدني اليومي.
لزيارة صفحة الدكتور عمرو عبد الوهاب بدير …اضغط هنا
دكتور عمرو عبد الوهاب بدير، دكتور عمرو عبد الوهاب، أحسن دكتور أطفال في فيصل، أحسن دكتور أطفال في حدائق الأهرام، دكتور عمرو عبد الوهاب أحسن دكتور أطفال في فيصل، دكتور عمرو عبد الوهاب أحسن دكتور أطفال في حدائق الأهرام، أحسن دكتور أطفال في حدائق الأهرام دكتور عمرو عبد الوهاب، أحسن دكتور أطفال في فيصل دكتور
