متى تكون اضطرابات القلب بسبب القولون
كتبت – منى الجارحي
يشعر كثيرون بالارتباك عند حدوث ألم في منطقة الصدر أو البطن العلوي، ولا يستطيعون الجزم إن كان ما يمرون به أزمة قلبية أم مجرد نوبة قولون عصبي. ووسط هذا التداخل في الأعراض، تتعاظم المخاطر، خاصة إذا تأخر الشخص في التوجه للطبيب. ولذلك، توضح منصة “طب توداي” بالتعاون مع د. أحمد نبيل، استشاري أمراض القلب، الفروق الدقيقة بين آلام القولون وآلام القلب، وأهم العلامات التي تساعد على اتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب.
آلام القولون: اضطراب شائع يرتبط بالهضم والمزاج
آلام القولون العصبي تظهر غالبًا في شكل تقلصات أو انتفاخات في البطن، ويصاحبها أحيانًا غازات، أو إسهال، أو إمساك. بحسب د. أحمد نبيل، فإن ألم القولون عادة ما يكون متركزًا في أسفل البطن أو على جانبي السرة، وقد يمتد إلى منطقة الصدر بشكل يوحي وكأن الألم قادم من القلب، خاصة عند وجود انتفاخ وضغط على الحجاب الحاجز.
اقرأ أيضا: دستة أمراض يعالجها مسحوق الكاكاو على رأسها أمراض السرطان والقلب
اقرأ أيضا: احذر من غسلها..أطعمة لا يجب عليك غسلها حتى لا تنتشر البكتيريا بالمطبخ
روشتة أدوية كتبها طبيب بخط مقروء تصبح حديث السوشيال ميديا في مصر .. دكتور معاذ عطيتو
ألم القلب: أعراض قد تهدد الحياة
في المقابل، يشير د. أحمد نبيل إلى أن ألم القلب – خصوصًا الناتج عن الذبحة الصدرية أو الجلطة – يتميز بشعور بالضغط الشديد أو الثقل في منتصف الصدر، وقد يمتد إلى الذراع الأيسر أو الفك أو الظهر. كما يصاحبه غالبًا تعرق غزير، وغثيان، وضيق في التنفس. الأهم أن هذا الألم لا يتأثر كثيرًا بالحركة أو الهضم، بل يظهر غالبًا أثناء المجهود أو التوتر العاطفي.
متى يكون ألم القولون مضللًا؟
أحيانًا، تكون نوبات القولون العصبي مصحوبة بتوتر شديد وارتجاع في المريء، ما يجعل المريض يشعر بحرقة أو ضيق في أعلى البطن والصدر. وهنا يقع كثيرون في فخ الاعتقاد أنهم يعانون من مشكلة في القلب، خاصة لو كان الشخص يعاني من قلق مزمن أو مشاكل نفسية. لذلك يؤكد د. أحمد نبيل على أهمية تحليل الأعراض كاملة وعدم التسرع في الحكم.
اقرأ أيضا: متعمليش أكل بيجيب سرطان..أفكار صحية للانشبوكس
اقرأ أيضا: هتخليك تروح الشغل مهيبر..تعرف على أضرار القهوة عند تناولها صباحًا
علامات فارقة: كيف تميز بينهما؟
يعرض د. أحمد نبيل مجموعة من الفروقات التي يمكن الاعتماد عليها بشكل مبدئي:
- موقع الألم: ألم القلب غالبًا ما يكون في منتصف الصدر ويمتد، بينما القولون يتركز في أسفل البطن.
- طبيعة الألم: ألم القلب ثقيل وضاغط، أما القولون فغالبًا يكون على شكل تقلصات أو وخزات.
- الارتباط بالطعام: ألم القولون يتأثر بتناول الطعام، في حين أن ألم القلب لا يتأثر مباشرة بالأكل.
- المدة والتكرار: ألم القولون قد يستمر لفترات طويلة نسبيًا ويخف بعد التبرز، بينما ألم القلب يكون قصيرًا وحادًا في النوبات القلبية.
- الأعراض المصاحبة: الغثيان، العرق البارد، والدوخة أكثر شيوعًا مع ألم القلب.
اختبارات طبية للفصل بين الاثنين
يوضح د. أحمد نبيل أن الطبيب يعتمد على عدد من الفحوصات لتأكيد التشخيص، مثل:
- رسم القلب (ECG): وهو أهم اختبار لتشخيص النوبات القلبية.
- تحليل إنزيمات القلب: والتي ترتفع في حال وجود تلف بعضلة القلب.
- الأشعة التليفزيونية على البطن أو القولون: لتشخيص مشاكل القولون مثل التهابه أو التقلصات.
- المنظار أو تحليل البراز: لاستبعاد قرح المعدة أو مشكلات الجهاز الهضمي.
اقرأ أيضا: متشربش في الكوبايات الورق والتيك أواي.. دستة أمراض بتجيبها على رأسها السرطان
اقرأ أيضا: فوائد لا تعد.. ايه هيحصل لجسمك لما تبطل عيش
اقرأ أيضا: احذر من نقصها.. فيتامينات قلتها تؤدي للإصابة بالسرطان
لا تتجاهل الألم.. وخذ هذه العلامات بجدية
ينبه د. أحمد نبيل إلى أن أي ألم في الصدر يصاحبه ضيق تنفس، تعرق، أو دوار، يجب التعامل معه كحالة طارئة إلى أن يثبت العكس. فمن الأفضل الذهاب إلى الطوارئ حتى وإن تبين لاحقًا أنه مجرد قولون، لأن التأخر في حالات القلب قد يكون قاتلًا.
القولون العصبي.. مرتبط بالمزاج والنمط الغذائي
تؤكد الدراسات أن القولون العصبي يتأثر بالحالة النفسية والتوتر المزمن. ويشدد د. أحمد نبيل على أن كثيرًا من مرضى القولون يعانون من قلق واكتئاب دون أن يدركوا، ما يجعلهم أكثر عرضة لنوبات الألم. وينصح بتقليل الكافيين، وتناول وجبات منتظمة، وتقليل الأطعمة الدسمة أو الحارة، وممارسة الرياضة الخفيفة بانتظام.
نمط الحياة للقلب السليم والقولون الهادئ
يوضح د. أحمد نبيل أن هناك تداخلًا في النصائح الصحية المفيدة لكلا الحالتين، منها:
- الإقلاع عن التدخين.
- تناول وجبات صحية منخفضة الدهون.
- النوم الجيد لساعات كافية.
- تقليل التوتر عبر تمارين الاسترخاء أو اليوغا.
- الابتعاد عن المجهود الزائد دون إشراف طبي.
خلاصة: استمع إلى جسدك.. ولا تتجاهل الإشارات
التمييز بين ألم القولون وألم القلب ليس دائمًا سهلًا، ولكن الانتباه لطبيعة الأعراض وظروف حدوثها، مع زيارة الطبيب عند أول علامة مقلقة، هو مفتاح الوقاية. ويبقى التشخيص الدقيق هو مسؤولية الطبيب وحده. فصحتك أغلى ما تملك.
جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لمنصة طب توداي
منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوسط
اقرأ أيضا: دراسة: السيدات أكثر عرضة للإصابة بالأمراض من الرجال
اقرأ أيضا: البلدي الافضل أم البسمتي .. نوع الأرز الأكثر صحة ؟
اقرأ أيضا: بتحسن صحة القلب وبتطرد الأمراض.. 8 فوائد للنوم جنب اللي بتحبه
