د. وجيه فوزي حسن: كيف يدعم النظام الغذائي صحتك الجنسية
كتبت رضا إمام

الصحة الجنسية ليست مجرد أداء جسدي، بل هي حالة من التوازن الجسدي والنفسي والهرموني، تلعب التغذية فيها دورًا محوريًا. فبعض الأطعمة قد تدعم الأداء الجنسي وتحسن الرغبة، بينما قد تؤدي أنظمة غذائية أخرى إلى اضطرابات في الهرمونات أو الدورة الدموية. في هذا السياق، يؤكد د. وجيه فوزي حسن، أستاذ العلاج الطبيعي والتغذية العلاجية، في تصريح لمنصة “طب توداي”، أن “الغذاء هو العامل الصامت الذي قد يصنع فارقًا كبيرًا في الصحة الجنسية للرجال والنساء على حد سواء، خصوصًا إذا كان جزءًا من خطة علاجية شاملة”.
التغذية الجيدة تحفز الهرمونات الجنسية
الجسم يحتاج إلى عناصر محددة لإنتاج هرمون التستوستيرون لدى الرجال والإستروجين لدى النساء. ويوضح د. وجيه أن الزنك والمغنيسيوم وفيتامين D والأحماض الدهنية أوميغا-3 هي مواد أساسية لتعزيز الصحة الهرمونية.
“البيض، المأكولات البحرية، المكسرات النيئة، والأفوكادو، من الأغذية الغنية بالدهون الصحية الضرورية لتصنيع الهرمونات الجنسية”، كما يوضح الدكتور.

الدورة الدموية والجنس.. غذاؤك مسؤول
ضعف الانتصاب عند الرجال قد يكون نتيجة ضعف تدفق الدم، وهو ما قد تعالجه تغذية مدروسة. بحسب د. وجيه:
“الخضروات الورقية مثل السبانخ والجرجير، وكذلك البنجر، تساعد على توسيع الأوعية الدموية، ما يحسن الدورة الدموية ويدعم الأداء الجنسي”.
كما يحذر من الإفراط في الملح والدهون المشبعة التي تضر بجدران الأوعية الدموية وتزيد احتمالية القصور الجنسي.
التغذية العلاجية للنساء: الرغبة والراحة الهرمونية
تشير دراسات حديثة إلى أن التغذية تؤثر بشكل مباشر على الرغبة الجنسية لدى النساء، خاصةً في فترات الحمل، الرضاعة، أو ما قبل سن اليأس.
ويقول د. وجيه:
“نقص الحديد وفيتامين B12 قد يؤدي إلى الإرهاق المزمن وفقدان الرغبة الجنسية. وهنا يأتي دور التغذية العلاجية في استعادة النشاط والتوازن”.
السمنة وتأثيرها على الوظائف الجنسية
يؤكد د. وجيه أن “السمنة لا تضر القلب فقط، بل تخلّ بتوازن الهرمونات وتقلل من القدرة الجنسية لدى الطرفين”.
فزيادة الدهون تعني ارتفاع هرمون الإستروجين لدى الرجال، مما يقلل من التستوستيرون، وبالتالي يضعف الرغبة والانتصاب.
والحل؟ يقول الدكتور:
“برنامج غذائي تدريجي، يعتمد على سعرات حرارية محسوبة، ونسبة جيدة من البروتين والخضروات، يؤدي إلى نتائج رائعة جنسيًا”.
أغذية داعمة للرغبة والأداء
وفقًا لد. وجيه فوزي حسن، فهناك قائمة “غذاء جنسي” يمكن إدراجها ضمن خطة التغذية العلاجية، ومنها:
- الشكولاتة الداكنة: تعزز هرمونات السعادة وتزيد تدفق الدم.
- العسل الطبيعي: يحتوي على مضادات أكسدة ويُحفز إنتاج التستوستيرون.
- المكسرات النيئة: مصدر ممتاز للزنك والأرجنين.
- الأسماك الدهنية (السلمون والتونة): غنية بأوميغا-3 الداعم للأوعية الدموية.
- الثوم والبصل: يحسنان تدفق الدم ويخفضان الضغط.
محاذير غذائية تؤثر سلبًا على العلاقة الزوجية
من ناحية أخرى، يحذر د. وجيه من:
- الإكثار من السكريات: يزيد مقاومة الأنسولين ويقلل التستوستيرون.
- الوجبات السريعة: مليئة بالدهون المهدرجة التي تؤثر على تدفق الدم.
- الكحوليات والمشروبات الغازية: تسبب خللاً هرمونيًا وتؤثر على جودة السائل المنوي لدى الرجال.
التغذية العلاجية مقابل المكملات: من الأفضل؟
في رأي د. وجيه، لا يجب اللجوء إلى المكملات إلا بعد تقييم دقيق:
“الفيتامينات والمعادن التي تأتي من الطعام تُمتص بشكل أفضل. المكملات نلجأ إليها في حالات النقص الواضح أو كجزء من علاج طبي”.
متى نلجأ لاستشارة خبير تغذية؟
يشدد د. وجيه على أهمية اللجوء لخبير تغذية علاجية في حالات:
- ضعف الرغبة الجنسية المزمن.
- اضطرابات الانتصاب غير المرتبطة بأسباب نفسية.
- تأخر الإنجاب دون سبب واضح.
- السمنة المصحوبة بمشكلات في العلاقة.
“التغذية العلاجية ليست رفاهية، بل تدخل علاجي فعّال، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالعلاقة الزوجية”، يوضح الدكتور.
الصحة الجنسية مرآة لنمط حياتك
في ختام حديثه مع منصة “طب توداي”، يربط د. وجيه فوزي حسن بين نمط الحياة العام وصحة الإنسان الجنسية:
“النوم الجيد، الرياضة المنتظمة، والابتعاد عن التوتر، كلها تؤثر على الرغبة والأداء أكثر من أي دواء. الغذاء الجيد هو الأساس، والباقي مكمل له”.