د. أحمد سامي يوضح: علاج العمود الفقري بين التدخل الجراحي والعلاج الطبيعي
كتبت - سعاد حسني

تُعد مشاكل العمود الفقري من أبرز أسباب الإعاقة المؤقتة والدائمة في العالم، وتتنوع ما بين الآلام البسيطة إلى الانزلاق الغضروفي الشديد. وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 80% من الناس يعانون من آلام الظهر في مرحلة ما من حياتهم. لكن يبقى السؤال الأهم: هل يُمكن أن يُغني العلاج الطبيعي عن الجراحة في هذه الحالات؟
منصة “طب توداي” تواصلت مع د. أحمد سامي، أخصائي العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل، للحديث عن هذا الملف المعقد، وسألته: متى يكون العلاج الطبيعي كافيًا؟ ومتى تكون الجراحة أمرًا لا مفر منه؟ وكانت إجاباته دقيقة وواضحة وتحمل الأمل لكثير من المرضى.
فهم المشكلة أولًا: تشخيص صحيح يعني نصف الحل
أوضح د. أحمد سامي أن أولى خطوات العلاج السليم تبدأ بتشخيص دقيق. فهناك حالات تعاني من تشنج عضلي بسيط، وأخرى بها انزلاق غضروفي حاد يضغط على الأعصاب، وبعضها يتأثر بتآكل الفقرات أو تضيق القناة العصبية.
🔸 “في كثير من الأحيان، يتم اتخاذ قرار الجراحة بسرعة دون تجربة العلاج الطبيعي أولًا، وهو خطأ شائع”، هكذا يؤكد د. أحمد سامي.
متى يكون العلاج الطبيعي كافيًا؟
بحسب د. سامي، فإن أغلب حالات الانزلاق الغضروفي الطفيف، أو التهاب الأعصاب الناتج عن الجلوس الخاطئ، تستجيب جيدًا للعلاج الطبيعي المنتظم، بشرط أن يتم تحت إشراف طبي متخصص وبخطة فردية تناسب كل مريض.
💡 يشمل العلاج الطبيعي:
- تمارين تقوية عضلات الظهر والبطن
- جلسات تحفيز كهربائي لتقليل الألم
- العلاج اليدوي لفك التشنجات
- تصحيح وضعية الجسم خلال النوم والعمل
متى نلجأ للجراحة؟ الحالات التي لا تقبل التأجيل
لكن ليس دائمًا يكون العلاج الطبيعي كافيًا، فهناك حالات طبية تستدعي التدخل الجراحي الفوري، مثل:
- فقدان التحكم في البول أو البراز
- ضعف شديد في أحد الأطراف
- فشل تام في الاستجابة للعلاج الطبيعي بعد 6-8 أسابيع
- ضغط واضح على الأعصاب في التصوير بالرنين المغناطيسي
ويشير د. سامي إلى أن التأخر في الجراحة في هذه الحالات قد يسبب مضاعفات دائمة.
الجراحة ليست نهاية الطريق.. بل البداية أحيانًا
حتى بعد الجراحة، لا يُستغنى عن العلاج الطبيعي، بل يصبح جزءًا أساسيًا من التعافي. يقول د. سامي: “الكثير من المرضى يعتقدون أن الجراحة تُنهي المشكلة، لكن الحقيقة أن التأهيل بعد الجراحة لا يقل أهمية عن العملية نفسها.”
أهمية نمط الحياة في الوقاية والعلاج
يشدد د. أحمد سامي على أن نمط الحياة له الدور الأكبر في الوقاية من مشاكل العمود الفقري:
- الحفاظ على وزن مثالي
- تجنب الجلوس الطويل
- رفع الأشياء الثقيلة بطريقة صحيحة
- الاهتمام بالنشاط البدني اليومي
- تقوية عضلات الظهر والخصر
العلاج الطبيعي ليس مجرد تمارين.. بل منظومة متكاملة
يفسر د. سامي أن العلاج الطبيعي الحديث لم يعد فقط مجموعة من التمارين، بل يعتمد على تقنيات متقدمة مثل:
- أجهزة الليزر منخفض المستوى
- موجات الصدمة
- العلاج بالموجات فوق الصوتية
- العلاج بالماء (التمارين داخل حوض دافئ)
تجنب الوقوع في فخ “الراحة التامة”
“أكبر خطأ يرتكبه المريض هو الاستسلام للراحة التامة”، هذا ما يحذر منه د. سامي، موضحًا أن الحركة المدروسة والنشاط المحسوب جزء من العلاج وليس العكس.
نصيحة د. أحمد سامي الذهبية لكل مريض عمود فقري
في ختام اللقاء، وجه د. سامي نصيحته لكل مَن يعاني من مشاكل العمود الفقري قائلًا:
“استشر طبيب علاج طبيعي قبل التفكير في الجراحة.. أحيانًا تكون التمارين أفضل من المشرط.”
منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوسط
جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لمنصة طب توداي ©