الارتجاع بعد التكميم: لماذا يحدث؟ وهل الجراحة ضرورية دومًا؟

كتبت - سالي صلاح

تُعد جراحة تكميم المعدة من أكثر العمليات شيوعًا لعلاج السمنة، إلا أن بعض المرضى يعانون بعدها من مضاعفات مزعجة، أبرزها الارتجاع المعدي المريئي. فهل دائمًا ما يتطلب العلاج تدخلًا جراحيًا؟ أم أن هناك حلولًا أخرى يمكن تجربتها أولًا؟

الارتجاع بعد التكميم: لماذا يحدث؟

يحدث الارتجاع عندما يعود الحمض المعدي إلى المريء، مما يسبب إحساسًا بالحرقان خلف عظمة الصدر. بعد عملية التكميم، يتغير شكل المعدة ووظيفتها، مما قد يُضعف الصمام الفاصل بين المعدة والمريء، ويجعل المريض أكثر عرضة للارتجاع.

وتشير الدراسات إلى أن نحو 30 إلى 50% من المرضى قد يعانون بدرجات متفاوتة من الارتجاع بعد التكميم، خاصة إذا كان لديهم استعداد سابق أو أجريت العملية دون مراعاة الزاوية الحامية الطبيعية بين المريء والمعدة.

هل الجراحة ضرورية دومًا؟

يؤكد الأطباء أن التدخل الجراحي ليس الخيار الأول لعلاج الارتجاع بعد التكميم، حيث يمكن التحكم في الأعراض في كثير من الحالات من خلال:

  • تعديل النظام الغذائي: تجنب الأطعمة الدهنية والحارة والحمضية.
  • رفع الرأس أثناء النوم: لتقليل ارتجاع الحمض أثناء الاستلقاء.
  • استخدام مثبطات مضخة البروتون (PPIs): أدوية تقلل من إفراز الحمض المعدي وتخفف الأعراض.
  • تقليل الوزن الزائد بعد التكميم: إذ يساهم الوزن في الضغط على المعدة.

متى يُنصح بالجراحة؟

في الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي أو تغييرات نمط الحياة، قد يكون التدخل الجراحي هو الحل الأمثل. ويعتمد القرار على تقييم دقيق من الطبيب المعالج، ومن بين الخيارات الجراحية:

  • تحويل المسار المصغر أو الكلي: وهي عملية تقلل من إفراز الحمض وتمنع ارتجاعه للمريء.
  • إصلاح الصمام المعدي المريئي أو إعادة تكوين “زاوية هيس” بين المريء والمعدة.

لكن يُشدد الأطباء على أن الجراحة ليست قرارًا عشوائيًا، بل يُتخذ بعد فشل العلاج التحفظي واستمرار تدهور جودة الحياة.

هل يمكن تجنب الارتجاع من البداية؟

نعم، بتقييم المريض بدقة قبل إجراء التكميم. فإذا كان يعاني من ارتجاع مزمن أو فتق بالحجاب الحاجز، فقد يكون التكميم غير مناسب له منذ البداية، ويُفضل وقتها إجراء تحويل مسار المعدة بديلًا.

كلمة أخيرة

الارتجاع بعد التكميم حالة مزعجة لكنها قابلة للعلاج في معظم الأحيان دون جراحة. من الضروري التواصل مع طبيبك فور ظهور الأعراض وعدم إهمالها، فالعلاج المبكر يحمي من المضاعفات الخطيرة كالتهاب المريء المزمن أو التغيرات الخلوية.

حقوق النشر محفوظة لمنصة طب توداي – المنصة الأهم والأكبر والأولى في مصر والمنطقة العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى