د. محمد هلال: الصرع عند الأطفال.. كيف تكتشفه مبكرًا؟ وما أسبابه وطرق علاجه؟

كتبت - نرمين معوض

الصرع عند الأطفال هو اضطراب عصبي مزمن يحدث نتيجة نشاط كهربائي غير طبيعي في المخ، يؤدي إلى نوبات متكررة من التشنجات أو التغييرات المفاجئة في السلوك أو الإحساس أو الوعي.

ويؤكد الدكتور محمد هلال، استشاري طب الأطفال وأمراض المخ والأعصاب:

“ليس كل تشنج صرعًا، وليس كل صرع دائمًا على هيئة تشنج.. التشخيص الدقيق هو الخطوة الأهم”.


⚠️ أعراض الصرع عند الأطفال

قد تظهر نوبات الصرع بأشكال متعددة، منها:

  • فقدان مفاجئ للوعي.
  • تشنجات في الذراعين أو الساقين.
  • نظرات ثابتة دون استجابة.
  • رفرفة الجفون أو عضّ اللسان.
  • بلع ريق متكرر أو حركات لا إرادية غريبة.
  • صراخ مفاجئ ثم السقوط على الأرض.
  • تبول لا إرادي أثناء النوبة.

في بعض الحالات، لا تكون النوبات واضحة، وإنما يلاحظ الأهل:

  • شرودًا ذهنيًا متكررًا.
  • ضعفًا في الأداء الدراسي.
  • نسيانًا أو تشتتًا متكررًا.

🧬 ما أسباب الصرع عند الأطفال؟

  • أسباب خلقية: مثل العيوب الدماغية عند الولادة.
  • نقص الأكسجين أثناء الولادة.
  • الحمى الشديدة والمتكررة.
  • إصابات الرأس أو الحوادث.
  • الوراثة: وجود تاريخ عائلي للصرع.
  • العدوى الدماغية مثل التهاب السحايا.
  • أورام أو مشاكل في بنية الدماغ.
  • في بعض الحالات: السبب غير معروف.

🧪 التشخيص.. لا تتركه للصدفة!

لأن نوبات الصرع تتفاوت في شكلها ومدتها، فإن الفحص الدقيق أمر حتمي، ويشمل:

  1. رسم مخ (EEG): للكشف عن النشاط الكهربائي غير الطبيعي.
  2. أشعة رنين مغناطيسي على المخ (MRI): لاستبعاد وجود ورم أو خلل بنيوي.
  3. تحاليل دم: للكشف عن خلل في الأملاح أو السكري أو التهابات.
  4. تسجيل فيديو لنوبة الطفل (إن أمكن)، لمساعدة الطبيب على التقييم الدقيق.

💊 كيف يتم علاج الصرع عند الأطفال؟

🔹 العلاج الدوائي:

  • يتم اختيار دواء مضاد للصرع مناسب لنوع النوبات.
  • يحدد الطبيب الجرعة حسب وزن الطفل وشدة الحالة.
  • يجب الاستمرار في العلاج حتى لو اختفت النوبات لفترة.

🔹 الجراحة:

  • في بعض الحالات النادرة التي لا تستجيب للعلاج الدوائي.
  • يتم تحديد البؤرة الصرعية بالجراحة واستئصالها إذا كانت محددة وواضحة.

🔹 الحماية من المحفزات:

  • مثل قلة النوم، أو التعرض للأضواء القوية (في صرع الصور).
  • تقليل التوتر والانفعالات الزائدة.

🔹 العلاج الغذائي (حمية الكيتو):

  • ثبت أن نظام الكيتو الغذائي يساعد بعض الحالات المقاومة للعلاج.
  • يجب أن يكون تحت إشراف طبي دقيق.

🧠 هل يمكن أن يشفى الطفل من الصرع؟

نعم، يقول د. محمد هلال:

“نحو 70% من الأطفال المصابين بالصرع يستجيبون للعلاج ويعيشون حياة طبيعية تمامًا.. بل ويمكن إيقاف الأدوية بعد سنوات من الاستقرار”.

لكن بشرط:

  • الالتزام بالجرعة والدواء.
  • المتابعة المنتظمة مع الطبيب.
  • الحذر من إيقاف العلاج فجأة.

👪 كيف يتعامل الأهل مع الطفل المصاب بالصرع؟

  1. لا تخافوا منه ولا تخيفوه من نفسه.
  2. علموه كيف يتصرف إن شعر ببوادر نوبة.
  3. أبلغوا المدرسة والمعلمين ليكونوا على استعداد.
  4. شجعوه على الحياة الطبيعية دون عزلة.
  5. لا تتركوا الطفل بمفرده في الحمام أو المطبخ.
  6. لا تمسكوه بقوة أثناء النوبة، فقط أبعدوا أي شيء مؤذٍ من حوله.

❌ ما لا يجب فعله أثناء النوبة:

  • لا تحاولوا إدخال أي شيء في فم الطفل.
  • لا تهزوه أو تضربوه أو تصرخوا فيه.
  • لا تحاولوا منعه من التشنج.
  • لا تتركونه بمفرده بعدها، فقد يشعر بالخجل أو الإرهاق.

🧭 هل يؤثر الصرع على ذكاء الطفل أو مستقبله؟

الصرع ليس مرضًا نفسيًا ولا يدل على ضعف في الذكاء. أغلب الأطفال المصابين بالصرع:

  • لديهم ذكاء طبيعي.
  • يمكنهم الدراسة والزواج والنجاح.
  • فقط يحتاجون دعمًا نفسيًا واجتماعيًا.

لكن في بعض الأنواع النادرة والمعقدة، قد يؤثر الصرع المتكرر على الذاكرة أو التركيز، وهنا تظهر الحاجة إلى تدخلات تعليمية مبكرة.


💡 نصيحة ختامية من د. محمد هلال:

“لا تخجل من إصابة طفلك بالصرع.. بل خف عليه من نظرة المجتمع الجاهلة.. امنحه الدواء، والطمأنينة، والفرصة ليحيا مثل الآخرين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى