د. سامي حسن العطار يحذر: جيل كامل يعاني من قصر النظر بسبب التكنولوجيا والموبايلات
كتبت - منى عبد المنعم

أصبحت شاشات الهواتف الذكية والحواسيب جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ما أثار تساؤلات حول تأثيرها على صحة العين وتقوية ضعف النظر، خاصة لدى الأطفال والشباب. تتزايد المخاوف من أن تكون هذه الشاشات سببًا رئيسيًا في تفاقم مشاكل البصر، لكن ما مدى صحة هذا الادعاء؟ هل التكنولوجيا هي جاني العين الأولى؟ في هذا التقرير، نسلط الضوء على العوامل المؤثرة ونستعين بخبراء طب العيون لفك رموز الخلط المستمر بين الضرر والفرصة.
هل التكنولوجيا سبب تفاقم ضعف النظر؟
وفقًا لـ د. سامي حسن العطار، استشاري طب وجراحة العيون، فإن التكنولوجيا ليست سببًا مباشرًا في ضعف النظر، وإنما تساهم في تسريع ظهور أعراض حالات موجودة أصلًا، مثل قصر النظر.
يشرح د. سامي: “الشاشة تسبب الإجهاد البصري وجفاف العين، مما يؤدي إلى أعراض مزعجة كالحرقان والصداع. لكنها لا تحدث قصر نظر جديدًا.” ولتعزيز صحة العيون، يوصي باتباع قاعدة 20-20-20 (النظر بعيدًا لمدة 20 ثانية كل 20 دقيقة شاشة بعد 20 دقيقة استخدام)، مع الحفاظ على مستوى إضاءة مناسب والمسافة الصحيحة بين العين والشاشة.
قصر النظر.. ارتفاع في الحالات وليس السبب
تشير الإحصاءات إلى زيادة ملموسة في حالات قصر النظر العامّة خلال العقود الأخيرة، خاصة بين الأطفال والمراهقين. ويرجح د. سامي أن هذه الزيادة ترجع بشكل أكبر إلى قلة التعرض لضوء الشمس الطبيعي وقلة الوقت الذي يقضيه الأطفال في الأنشطة الخارجية.
ويضيف: “البقاء داخل المنزل لفترات طويلة يزيد من ارتفاع حالات قصر النظر.” ويؤكد أن قضاء ساعة يوميًا فقط في الخارج يقلل من احتمالية تطور قصر النظر، خاصة قبل سن 12 عامًا.
إجهاد العين… أكثر شيوعًا مع الأجهزة
من أبرز المشكلات التي ارتبطت بالاستخدام المكثف للأجهزة:
- جفاف العين نتيجة قلة الرمش
- الصداع والتعب البصري
- صعوبة التركيز لفترات طويلة
- تهيج العينين خاصة في الغرف المظلمة أو ذات الإضاءة الخافتة
يشير د. سامي إلى أهمية استخدام قطرات ترطيب العين، وضبط الإضاءة المناسبة، واللجوء لفحوصات دورية للتأكد من حالة القرنية والعدسات.
الأطفال والشباب.. خطر مضاعف؟
يؤكد د. سامي أن الأطفال هم الأكثر عرضة للإجهاد البصري، لأن عيونهم في مرحلة تطور، وتنمو داخلية العين لديهم بسرعة. لذا يجب الحرص على:
- تحديد وقت الشاشة بـ 2 ساعة يوميًا كحد أقصى
- تشجيعهم على الأنشطة الخارجية
- الاهتمام بإضاءة مناسبة
- إجراء فحص سنوي عند طبيب عيون
عوامل إضافية تؤثر على النظر
إضافة إلى التكنولوجيا، هناك عوامل أخرى تلعب دورًا مهمًا في صحة العين:
- الوراثة (إصابة أحد الأبوين بقصر النظر)
- التغذية الضعيفة (نقص فيتامين A وزيت السمك)
- استخدام العدسات اللاصقة لفترات طويلة دون عناية
- أمراض مزمنة مثل السكري
ويقول د. سامي: “لا يمكن أن يُمسكَ بشاشة اللوم وحدها، بل هي جزء من منظومة تؤثر على العين.”
كيف نحافظ على بصرك؟
يجزم استشاري طب العيون بأن الحفاظ على العين يتم عبر خطوات بسيطة:
- فحوصات سنوية عند طبيب العيون
- استخدام الإضاءة الجيدة والراحة المناسبة
- تقليل وقت الشاشات تدريجيًا
- ممارسة أنشطة خارجية 60 دقيقة يوميًا على الأقل
- الحفاظ على التغذية الغنية بالمغذيات الصحية
رأي طبيب العيون
“لا نمنع استخدام التكنولوجيا، لكن نضع لها ضوابط صحية. الشاشة ليست عدو العين، بل الجلوس لفترات طويلة بدون فاصل.”
— د. سامي حسن العطار، استشاري طب وجراحة العيون
الخاتمة
تقنيات العرض الحديثة ليست سببًا مباشرًا لضعف النظر، لكنها تزيد الأعراض في حالات موجودة مسبقًا. الحل بخيارات صحية، تشمل فحوصات منتظمة، تنظيم وقت الأجهزة، وتعزيز نمط الحياة الصحي. العيون تستحق الرعاية قبل أن يفتقدها البصر.