د. شيرين توفيق: الصداع الصباحي: مؤشر خطر أم عادة نوم خاطئة؟
كتبت - سارة عيسى

الاستيقاظ مع صداع في الرأس قد يُفسد بداية اليوم ويؤثر على المزاج والإنتاجية. لكن ما لا يعرفه كثيرون أن الصداع الصباحي المتكرر قد يكون أكثر من مجرد إرهاق أو قلة نوم.
فمتى يكون الصداع الصباحي مجرد عَرَض بسيط؟ ومتى يكون جرس إنذار لأمراض كامنة؟
في هذا التقرير، تشرح د. شيرين توفيق، أستاذة المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة القاهرة، عبر منصة “طب توداي”، الأسباب المختلفة للصداع الصباحي، وكيفية تمييز الخطير منها، وما هي الإجراءات التي يجب اتخاذها في كل حالة.
ما هو الصداع الصباحي؟
الصداع الصباحي هو الألم الذي يشعر به الإنسان عند الاستيقاظ أو بعد دقائق من الاستيقاظ، وقد يستمر من نصف ساعة إلى عدة ساعات، ويأتي بأشكال مختلفة مثل الضغط أو النبض أو الثقل في الرأس.
أسباب الصداع الصباحي الأكثر شيوعًا
توضح د. شيرين أن الأسباب تختلف حسب نمط الحياة والحالة الصحية، وأهمها:
1. اضطرابات النوم
- الأرق أو النوم المتقطع
- توقف التنفس أثناء النوم (Sleep Apnea)
- طحن الأسنان الليلي (Bruxism)
- استخدام وسادة أو مرتبة غير مريحة
2. الصداع النصفي (Migraine)
يزداد احتمال حدوثه صباحًا بسبب انخفاض مستويات السيروتونين بعد النوم.
3. الصداع التوتري
ينتج عن الشد العضلي في الرقبة والكتفين، خصوصًا بعد النوم في وضعية خاطئة.
4. ارتفاع ضغط الدم
خصوصًا عند عدم التحكم فيه بالأدوية أو النظام الغذائي، وقد يسبب صداعًا صباحيًا نابضًا.
5. انخفاض سكر الدم
نتيجة الصيام الليلي الطويل خاصة لمرضى السكري أو من يهمل وجبة العشاء.
6. الإفراط في شرب الكافيين أو الانسحاب منه
قد يسبب الصداع خاصة لدى من يتناولون القهوة بانتظام ويقطعونها فجأة.
7. أورام أو ارتفاع ضغط السائل الدماغي (وهي حالات نادرة ولكن خطيرة)
كيف نميز بين الصداع البسيط والخطير؟
تنصح د. شيرين بملاحظة ما يلي:
الصداع البسيط | الصداع الخطير |
---|---|
يأتي أحيانًا فقط | يتكرر يوميًا |
يزول بالراحة أو المسكن | لا يستجيب للأدوية |
لا يترافق بأعراض أخرى | يرافقه قيء أو ضعف بالرؤية أو تنميل |
يرتبط بقلة النوم أو التوتر | يحدث فجأة أو بعد مجهود بسيط |
متى يجب التوجه للطبيب فورًا؟
- إذا استمر الصداع لأكثر من 3 أسابيع متواصلة
- إذا كان يوقظك من النوم
- إذا رافقه ضعف في الأطراف أو الرؤية أو نطق الكلام
- إذا كان يزداد عند السجود أو الانحناء
- إذا كان نابضًا جدًا أو لا يحتمل
- في حالة وجود تاريخ عائلي لأورام الدماغ أو الصرع
نصائح لتقليل الصداع الصباحي:
- تحسين جودة النوم: عبر النوم في نفس الموعد يوميًا واستخدام وسادة مريحة.
- تنظيم وجبات الطعام: خاصة وجبة العشاء لتفادي انخفاض السكر.
- تقليل الكافيين: تدريجيًا وليس بشكل مفاجئ.
- ممارسة التمارين الرياضية: لتحسين الدورة الدموية وتقليل التوتر.
- الفحص الدوري للضغط والسكري: خاصة بعد سن الأربعين.
- علاج الشخير أو توقف التنفس الليلي: بجهاز CPAP أو من خلال أخصائي نوم.
العلاج حسب السبب
- لو السبب صداع توتري: الراحة، تمارين الرقبة، ومسكنات بسيطة
- لو السبب صداع نصفي: أدوية مخصصة للصداع النصفي، وتغيير نمط الحياة
- لو السبب توقف تنفس أثناء النوم: يحتاج لتشخيص النوم والعلاج بجهاز CPAP
- لو السبب ارتفاع الضغط: تعديل الدواء بالتنسيق مع طبيب القلب
- لو السبب نفسي: قد يحتاج المريض لعلاج سلوكي أو مضادات اكتئاب خفيفة
نصيحة د. شيرين توفيق من منصة طب توداي:
“لا تستهين بالصداع الصباحي إذا تكرر. قد يكون المفتاح لاكتشاف مشكلة أكبر. التشخيص المبكر هو الفرق بين علاج بسيط ومضاعفات خطيرة.”
جميع الحقوق محفوظة لمنصة طب توداي.
منصة طب توداي هي المنصة الأهم والأكبر والأولى في مصر والمنطقة العربية.