تعرفي على أسباب ظهور الذقن المزدوجة
كتبت - مها رؤوف
في عصر الصورة والظهور الدائم على وسائل التواصل، أصبحت مشكلة الذقن المزدوجة من أكثر الشكاوى شيوعًا لدى الرجال والنساء على حد سواء، خاصة مع التقدم في السن أو تغير الوزن.
لكن هل الذقن المزدوج مجرد مسألة شكلية؟ أم أنه مؤشر لمشكلة صحية أعمق؟
تشرح د. سارة الجمل، استشارية الجلدية والتجميل والليزر، في حديثها مع منصة “طب توداي”، أن الذقن المزدوجة قد تكون نتيجة تراكم الدهون أو ارتخاء الجلد أو حتى عيب في البنية العظمية، مشيرة إلى أن فهم السبب هو الخطوة الأولى لاختيار العلاج المناسب.
ما هي الذقن المزدوجة؟
الذقن المزدوجة هي ترهل أو انتفاخ في المنطقة أسفل الذقن، ناتج عن تجمع الدهون أو ترهل الجلد أو كليهما.
تمنح هذه الحالة الوجه مظهرًا غير متناسق أو أكبر سنًا، وتؤثر على ثقة الكثيرين بأنفسهم.
أبرز أسباب الذقن المزدوجة
وفقًا لد. سارة الجمل، الأسباب متعددة، منها:
- الوراثة: وجود تاريخ عائلي لهذه المشكلة.
- زيادة الوزن: تراكم الدهون في الوجه والرقبة.
- تقدم العمر: يفقد الجلد مرونته ويبدأ في الترهل.
- وضعية الرأس السيئة: استخدام الهاتف لفترات طويلة أو الجلوس الخاطئ يسبب ضعف عضلات الذقن.
- ضعف عضلات الرقبة: قلة النشاط تؤدي إلى ضعف الدعم الطبيعي للجلد.
هل الذقن المزدوجة تعني السمنة دائمًا؟
لا. تشرح د. سارة أن هناك أشخاصًا نحيفين تمامًا لكنهم يعانون من الذقن المزدوجة بسبب توزيع الدهون، أو بسبب البنية العظمية للوجه التي تجعل هذه المنطقة تبرز أكثر.
بل إن بعض الرياضيين يعانون منها لأسباب وراثية أو ترهل الجلد بعد خسارة الوزن.
متى تصبح الذقن المزدوجة مشكلة طبية؟
قد تكون الذقن المزدوجة مؤشرًا على حالات مثل:
- اضطرابات الغدة الدرقية
- احتباس السوائل في بعض أمراض الكلى أو القلب
- ضعف عضلات الفك السفلي
وفي هذه الحالات، يكون الحل الأساسي هو التشخيص الطبي أولًا قبل التفكير في التجميل.
خيارات العلاج الحديثة
توضح د. سارة الجمل أن الطب التجميلي تطور ليقدم حلولًا متعددة تناسب كل حالة:
1. العلاج غير الجراحي
- الميزوثيرابي: حقن مواد تذيب الدهون وتشد الجلد.
- التردد الحراري (RF): يحفز الكولاجين ويشد الجلد.
- الليزر البارد: لتفتيت الدهون وتحفيز التصريف اللمفاوي.
- الألتراساوند (HIFU): تقنية مركزة تخترق الطبقات العميقة من الجلد وتشدّه بفعالية.
2. العلاج الجراحي البسيط
- شفط الدهون بالكانيولا الدقيقة: إجراء بسيط تحت التخدير الموضعي.
- شد الرقبة جراحيًا: للحالات المتقدمة التي تعاني من ترهل شديد.
كيف تختار الحل المناسب لحالتك؟
الاختيار يعتمد على عدة عوامل، كما توضح د. سارة:
- العمر
- مرونة الجلد
- سُمك الدهون تحت الجلد
- وجود ترهل أم لا
- التوقعات الواقعية من المريض
ولهذا، من الضروري إجراء تقييم فردي شامل قبل اختيار أي إجراء.
هل التمارين تساعد في علاج الذقن المزدوجة؟
نعم… ولكن بحدود.
بعض التمارين مثل تمارين الرقبة وعضلات الفك تساعد في شد الجلد، خاصة في المراحل الأولى أو الوقائية. لكن في حالات الترهل أو التراكم الدهني الكبير، لن تكون التمارين وحدها كافية.
خطوات الوقاية والعناية اليومية
- تجنب ثني الرقبة لساعات طويلة على الهاتف
- الحفاظ على وزن صحي
- النوم على وسادة لا ترفع الرأس أكثر من اللازم
- ترطيب الرقبة بكريمات تحتوي على كولاجين أو فيتامين C
- استخدام واقي الشمس حتى في منطقة الرقبة
متى ترى طبيب الجلدية؟
- إذا استمرت الذقن المزدوجة رغم فقدان الوزن
- إذا بدأت تظهر فجأة وبوضوح
- إذا كان هناك ألم أو تغير في الجلد
- إذا أثرت على حالتك النفسية أو ثقتك بنفسك
الذقن المزدوجة ليست نهاية الجمال!
تختم د. سارة الجمل حديثها بالتأكيد على أن المظهر لا يُحدّد بالقوالب الجمالية المثالية، لكن من حق كل إنسان أن يشعر بالرضا عن شكله. الحلول موجودة، والأهم أن تبدأ بخطوة واعية، مع طبيب مختص يفهم حالتك وليس مجرد رغبة في التقليد.
جميع الحقوق محفوظة لمنصة طب توداي.
منصة طب توداي هي المنصة الأهم والأكبر والأولى في مصر والمنطقة العربية.
