طنين الأذن الصامت: كيف تتعامل مع صوت لا يسمعه غيرك؟ د. هشام عبد السميع يجيب

كتبت منى عبد المنعم

بينما ينعم الآخرون بالصمت، هناك من يعيشون داخل رأسهم ضجيجًا لا يتوقف. صوت أزيز، صفير، نبض، أو طنين… لا يسمعه أحد سواهم. إنها معاناة مرضى طنين الأذن المزمن، الذين يواجهون يوميًا ضوضاء صامتة تُرهق أعصابهم وتُضعف تركيزهم، وقد تجرّهم في بعض الحالات إلى القلق أو الاكتئاب.

يقول د. هشام عبد السميع، استشاري الأنف والأذن والحنجرة، في تصريح خاص لـ منصة طب توداي:

“طنين الأذن ليس مرضًا بحد ذاته، بل عرض لحالات متعددة. التشخيص الدقيق هو المفتاح للتعامل معه، لكنه في بعض الأحيان يُصنّف كحالة مستقلة مزمنة بلا سبب واضح.”


ما هو طنين الأذن؟

طنين الأذن هو إدراك صوت داخلي في الأذن أو الرأس دون وجود مصدر خارجي لهذا الصوت.
يأتي بأشكال متعددة:

  • صفير ثابت
  • طنين متقطع
  • أزيز كهربائي
  • صوت نبض أو خفقان
  • ضوضاء تشبه الهواء أو الموج

من الأكثر عرضة للإصابة؟

  • كبار السن (خاصة فوق 60 عامًا)
  • من تعرضوا لضوضاء عالية لفترات طويلة (عمال المصانع، العسكريون، الموسيقيون)
  • مرضى فقدان السمع
  • المصابون بالتهابات مزمنة في الأذن
  • مرضى السكري وارتفاع الضغط
  • المصابون بالقلق والتوتر النفسي المزمن

الأسباب المحتملة لطنين الأذن

يؤكد د. هشام عبد السميع أن الأسباب كثيرة، منها:

أسباب تتعلق بالأذن:

  • فقدان السمع الناتج عن التقدم في العمر (Presbycusis)
  • انسداد الأذن بالشمع
  • مرض مينيير (خلل في توازن السوائل داخل الأذن)
  • التهابات الأذن الوسطى أو الداخلية
  • إصابات العصب السمعي

أسباب عامة:

  • ضغط الدم المرتفع أو المنخفض
  • القلق والضغط النفسي
  • فقر الدم أو مشاكل الغدة الدرقية
  • تناول أدوية سامة للأذن (مثل بعض المضادات الحيوية أو الأسبرين بجرعات عالية)
  • أورام في العصب السمعي (نادرة جدًا)

متى يكون الطنين “خطيرًا”؟

معظم حالات الطنين ليست خطيرة، ولكن يجب استشارة الطبيب فورًا إذا كان:

  • في أذن واحدة فقط
  • يصاحبه ضعف سمع أو دوار
  • يُشبه نبض القلب (طنين نابض)
  • يزداد بسرعة أو يؤثر على النوم والتركيز

كيف يتم التشخيص؟

يشمل التشخيص:

  • فحص سريري دقيق للأذن
  • تخطيط السمع Audiogram
  • اختبار قياس ضغط الأذن Tympanometry
  • تصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية إذا لزم الأمر

“لا نعالج الطنين فقط، بل نبحث دائمًا عن السبب الكامن وراءه” – د. هشام عبد السميع


هل يوجد علاج نهائي لطنين الأذن؟

في بعض الحالات، نعم.
لكن في حالات أخرى – خاصة المزمنة بدون سبب عضوي واضح – يكون الهدف هو التأقلم وتخفيف الإزعاج وليس الإزالة الكاملة للصوت.


خيارات العلاج حسب السبب:

إذا كان السبب عضويًا:

  • إزالة شمع الأذن
  • علاج التهابات أو احتقان الأذن
  • تعديل أدوية ضغط الدم أو السكري
  • التوقف عن الأدوية المسببة
  • علاج أمراض الفقرات العنقية أو مفصل الفك إذا وُجدت

في الحالات المزمنة أو غير المفسرة:

  • أجهزة المساعدة السمعية مع “مولدات الطنين البيضاء”
  • العلاج السلوكي المعرفي CBT للتقليل من تأثير الطنين على الحالة النفسية
  • تقنيات Tinnitus Retraining Therapy (TRT) لإعادة تدريب الدماغ على تجاهل الطنين
  • أدوية مهدئة أو مضادة للاكتئاب في حالات الانزعاج الشديد
  • تمارين التنفس والاسترخاء (مفيدة خاصة للطنين المرتبط بالقلق)

هل يُفيد الليزر أو الأعشاب أو الطب البديل؟

حتى الآن، لا توجد أدلة قوية على أن الليزر أو الأعشاب تُعالج الطنين بشكل مباشر.
لكن بعض المرضى يشعرون بتحسن عند استخدام مكملات مثل:

  • الزنك
  • الماغنيسيوم
  • الجنكو بيلوبا (Ginkgo Biloba)
    لكن يجب استخدامها تحت إشراف طبي فقط.

نصائح “طب توداي” للتعايش مع طنين الأذن:

  1. لا تبقَ في صمت تام، استخدم موسيقى خفيفة في الخلفية.
  2. تجنب الكافيين والكحول والنيكوتين.
  3. احصل على نوم كافٍ وقلّل التوتر اليومي.
  4. لا تُركّز على الطنين، فكلما انتبهت له زاد تأثيره.
  5. تواصل مع طبيب مختص إذا استمر لأكثر من أسبوعين.

في الختام

طنين الأذن قد لا يكون “خطيرًا” لكنه مزعج ومؤثر على جودة الحياة، خاصة إذا تُرك دون فهم أو تعامل سليم.
وتؤكد منصة طب توداي أن الدعم الطبي والنفسي والتقني المتكامل هو السبيل الأفضل للتعامل مع هذا الضيف الثقيل الذي يسكن الصمت.

حقوق النشر محفوظة لمنصة طب توداي
منصة طب توداي هي المنصة الأهم والأكبر والأولى في مصر والمنطقة العربية


 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى