د. ريم العشماوي: لو أنت قلقان ومضطرب؟؟ إزاي تعرف إن دوختك سببها نفسي

كتبت - هنا طه

يشعر البعض بدوخة مستمرة، رغم أن جميع الفحوصات على الأذن والتوازن والقلب تكون طبيعية. قد يصفونها بأنها “عدم ثبات”، “اهتزاز في الأرض”، أو “شعور بالدوار دون دوخة حقيقية”. وبينما يحتار الأطباء في تشخيص السبب، تكون الحقيقة الصادمة أن ما يعانيه هؤلاء هو ما يُعرف بـالدوخة النفسية.

في حديث خاص لمنصة “طب توداي”، تشرح الدكتورة ريم العشماوي، استشارية المخ والأعصاب، كيف أن الدماغ قد يُترجم القلق المزمن أو اضطرابات الهلع على شكل أعراض جسدية، تكون الدوخة أبرزها وأكثرها إرباكًا للمريض والطبيب على حد سواء.


ما هي الدوخة النفسية؟

هي إحساس بالدوار أو عدم الاتزان ليس له سبب عضوي ظاهر في الفحوصات، وتكون غالبًا مرتبطة بحالة من القلق العام، التوتر المزمن، أو اضطراب الهلع.
وقد يشعر المريض وكأن رأسه “مفصول عن الواقع”، أو أن الأرض غير ثابتة، دون أن يظهر شيء في الأشعة أو تحاليل التوازن.


الأعراض المرافقة

تقول د. ريم العشماوي إن من أبرز علامات الدوخة النفسية:

  • شعور بعدم الاتزان عند التواجد في الأماكن العامة.
  • تزايد الأعراض مع التوتر أو التحدث أمام الناس.
  • الإحساس بأن الرأس “فارغ” أو “مشدود”.
  • نوبات سريعة من الدوار يليها خدر أو ضيق في التنفس.
  • الأعراض تتحسن غالبًا عند الانشغال أو التركيز على نشاط آخر.

كيف نفرّق بينها وبين الدوخة العضوية؟

الفرق الأساسي هو أن:

  • الدوخة النفسية غير مرتبطة بحركة الرأس أو تغير وضع الجسم.
  • لا يصاحبها غثيان حاد أو طنين أذن كما في الدوخة العضوية.
  • فحوصات التوازن، الأذن الداخلية، والدماغ تكون طبيعية.
  • تتحسن بالعلاج النفسي أو مضادات القلق.

الأسباب النفسية الشائعة وراء الدوخة

وفقًا للدكتورة ريم، فإن الدوخة النفسية ترتبط غالبًا بـ:

  • اضطرابات القلق العام.
  • اضطراب الهلع.
  • نوبات الفزع الاجتماعي.
  • الإرهاق العصبي المستمر أو الاكتئاب المقنّع.

لماذا تزداد في الأماكن العامة؟

كثير من المرضى يشكون من الشعور بالدوخة فقط في المولات، الأسواق، أو المواصلات.
يُفسَّر هذا بأنه نوع من فرط تحسس الدماغ للمثيرات البصرية والسمعية، خاصة في حالات التوتر، حيث يُفرز الجسم الأدرينالين الزائد الذي يسبب اضطرابًا في التوازن الحسي.


خطة العلاج

تؤكد د. ريم أن العلاج متعدد الجوانب:

  1. العلاج المعرفي السلوكي (CBT): لتعديل الأفكار المرتبطة بالخوف من الدوخة.
  2. أدوية خفيفة للقلق أو الاكتئاب إذا لزم الأمر.
  3. تمارين التوازن العصبي لتحسين الإحساس الحسي بالجسم.
  4. الامتناع عن المنبهات الزائدة مثل الكافيين والنيكوتين.

دور الدعم النفسي

تقول د. ريم:

“الدوخة النفسية لا تعني أن المريض يتوهم، لكنها طريقة الدماغ في التعبير عن الإرهاق العاطفي، وغالبًا ما تتحسن بشكل كبير عند طمأنة المريض وفهم الحالة.”


هل يمكن أن تختفي تمامًا؟

نعم، تؤكد الدراسات أن نسبة الشفاء من الدوخة النفسية عالية جدًا، بشرط التشخيص الصحيح وعدم استخدام أدوية غير لازمة. كلما بدأ العلاج النفسي مبكرًا، كانت الاستجابة أسرع.


منصة طب توداي: دليلك لفهم ما يدور في رأسك

توفر لك منصة “طب توداي” محتوى موثوقًا عن أمراض المخ والأعصاب، خاصة الحالات التي تجمع بين الأعراض النفسية والعصبية، من خلال أطباء متخصصين في تشخيص الحالات المعقدة مثل الدوخة النفسية.


حقوق النشر محفوظة لمنصة طب توداي

جميع الحقوق محفوظة © لمنصة طب توداي – المنصة الأهم والأكبر والأولى في مصر والمنطقة العربية في تقديم المعلومة الطبية الموثوقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى