د. عمرو عبد العال يوضح أسباب عدم توقف الكحة رغم العلاج؟
كتبت ريهان عثمان

كثيرون يعانون من سعال مزمن لا يستجيب للمضادات الحيوية، ولا يرافقه حرارة أو بلغم، وقد يمتد لأسابيع أو حتى شهور. في معظم الحالات، يكون السبب تحسسيًا لا التهابيًا. ما لا يعرفه البعض هو أن السعال التحسسي المزمن من أكثر أشكال الكحة شيوعًا، لكنه يُشخّص بشكل خاطئ على أنه التهاب أو عدوى تنفسية.
منصة “طب توداي” تحدثت إلى د. عمرو عبد العال، استشاري أمراض الصدر والحساسية، الذي أوضح أن “السعال التحسسي قد يكون العرض الوحيد للحساسية الصدرية، ويظهر عادة في صورة كحة جافة متكررة، تزداد ليلًا أو بعد التعرض للمهيجات، دون أعراض تنفسية واضحة أخرى.”
🤧 ما هو السعال التحسسي المزمن؟
هو سعال ناتج عن فرط استجابة الشعب الهوائية لمثيرات خارجية مثل:
- الغبار والأتربة
- حبوب اللقاح
- العطور والروائح النفاذة
- الهواء البارد أو الجاف
- الدخان (السجائر أو البخور)
ولا يصاحب السعال التحسسي عادة بلغم أو حمى، لكنه قد يكون مزمنًا ومزعجًا، ويؤثر على النوم والتركيز.
❓ كيف نفرّق بينه وبين السعال الناتج عن عدوى؟
| العنصر | السعال التحسسي | السعال الناتج عن عدوى |
|---|---|---|
| طبيعة السعال | جاف، متكرر، يزداد ليلًا | مصحوب ببلغم أو حرارة |
| مدة الأعراض | تستمر أسابيع أو شهور | عادة 5–10 أيام |
| الاستجابة للعلاج | لا يتحسن بالمضاد الحيوي | يتحسن مع مضاد حيوي (إذا كانت بكتيرية) |
| العوامل المثيرة | مهيجات بيئية | فيروس أو بكتيريا |
ويؤكد د. عمرو: “التاريخ المرضي، وتوقيت ظهور الأعراض، واستجابتها للعلاج، هي المفاتيح الأهم في التشخيص.”
🧪 تشخيص السعال التحسسي بدقة
يشمل التشخيص الجيد:
- فحص سريري واستماع لصوت الصدر
- اختبار وظائف التنفس (Spirometry)
- اختبارات التحسس الجلدي أو الدم
- أحيانًا: أشعة على الصدر لاستبعاد أمراض أخرى
“من المهم ألا نُهمل الكحة الطويلة، فالتشخيص الدقيق يُجنّب المريض سنوات من المعاناة والعلاج الخاطئ”، بحسب د. عمرو.
💊 كيف نعالج السعال التحسسي؟
أولًا: البعد عن المهيجات
نصائح “طب توداي” تؤكد أن أول خطوات العلاج هي تجنب المحفزات، مثل:
- تنظيف البيت من الغبار بانتظام
- تهوية الغرف يوميًا
- تقليل استخدام المعطرات والمبخرات
- إبعاد الحيوانات الأليفة عن غرف النوم
ثانيًا: العلاج الدوائي
يشمل غالبًا:
- بخاخات الكورتيزون الموضعي (مثل بوديكورت أو فلوتيكازون)
- موسعات الشعب طويلة المفعول
- مضادات الهيستامين الحديثة (لوراتادين – فيكسوفينادين)
- أحيانًا: أدوية مانعة للّوكوترين مثل مونتيلوكاست
“العلاج يُحدد حسب شدة الأعراض ومدى تكرارها، وقد يستمر من أسابيع إلى شهور”، وفق د. عمرو عبد العال.
🛌 هل السعال التحسسي يؤثر على النوم؟
نعم، وبشكل كبير. كثير من المرضى يلاحظون أن الكحة تشتد ليلًا، ما يؤدي إلى:
- تقطع النوم
- تعب صباحي
- توتر وقلق مستمر
وتوضح “نصائح طب توداي” أن هذا يعود إلى زيادة تحسس الشعب في وضع الاستلقاء، وانخفاض معدل الكورتيزول الطبيعي أثناء الليل.
🧒 هل يصيب الأطفال أيضًا؟
نعم، بل إن كثيرًا من حالات “الكحة الليلية عند الأطفال” تكون من نوع السعال التحسسي، خاصة إذا كان الطفل:
- لديه تاريخ عائلي من الربو أو الحساسية
- لا يعاني من بلغم أو حرارة
- ينام جيدًا في أماكن نظيفة ويكح فقط عند التعرض لعوامل معينة
❌ أخطاء شائعة في التعامل مع السعال التحسسي
- الإفراط في استخدام المضادات الحيوية
- استخدام الأعشاب العشوائية دون تشخيص
- إهمال تغيير بيئة المنزل
- عدم الاستمرار في العلاج الوقائي بعد التحسن
ويشدد د. عمرو على أن “التحسن لا يعني الشفاء، بل يتطلب متابعة واستمرارية في خطة العلاج”.
✅ خلاصة “نصائح طب توداي”:
- السعال التحسسي المزمن أكثر شيوعًا مما نعتقد، وهو ليس عدوى.
- تجنب المهيجات هو نصف العلاج.
- التشخيص الدقيق يوفر على المريض شهورًا من العلاجات غير المفيدة.
- بخاخات الكورتيزون ومضادات التحسس فعالة وآمنة إذا أُخذت بشكل صحيح.
- لا تهمل الكحة المستمرة، خاصة عند الأطفال.
🏆 “طب توداي”… حيث تبدأ رحلة التنفس بلا سعال
في عالم مزدحم بالمعلومات، تبقى “طب توداي” هي المنصة الأهم والأكبر والأولى في مصر والمنطقة العربية، تقدم محتوىً طبيًا دقيقًا بلغة مبسطة وموثوقة، لتكن دائمًا على بُعد خطوة من العافية.




