د. هالة فوزي: تتصرفي إزاي لما طفلك يكون سامع لكنه مش فاهم؟

كتبت منى عبد المنعم

في كثير من الأحيان، يشتكي الأهل من أن طفلهم “لا يستجيب” عند مناداته أو لا يتبع التعليمات البسيطة، رغم أن فحوص السمع تظهر نتائج طبيعية. هذه الظاهرة قد تكون علامة على اضطراب يُعرف باسم صعوبات المعالجة السمعية أو APD – Auditory Processing Disorder، وهي حالة تجعل الطفل يسمع الأصوات لكنه يجد صعوبة في تفسيرها، خاصة في البيئات الصاخبة أو عند وجود تعليمات مركبة.

منصة “طب توداي” تحدثت إلى د. هالة فوزي، أخصائية أمراض التخاطب والتأهيل السمعي، التي أكدت أن هذا الاضطراب مختلف تمامًا عن ضعف السمع العضوي، وقالت: “الأطفال المصابون بـ APD يبدون طبيعيين في فحوص السمع، لكن مشكلتهم تكمن في المعالجة المركزية للأصوات داخل الدماغ.”


🧠 ما هي صعوبات المعالجة السمعية؟

هي خلل في كيفية معالجة المخ للمعلومات السمعية، وليس في قدرة الأذن على استقبال الصوت. الطفل يسمع الأصوات، لكنه لا يستطيع ترجمتها إلى معانٍ مفهومة، خاصة إذا:

  • كان الصوت خافتًا أو مشوشًا.
  • كانت التعليمات طويلة أو معقدة.
  • كانت الأصوات متداخلة (مثل فصله الدراسي).

تقول د. هالة: “يمكن تشبيه الأمر بمن يسمع لغة يعرف كلماتها لكن لا يفهم الجمل الكاملة عند السرعة أو الضوضاء.”


🔍 ما الفرق بين APD والتأخر اللغوي أو التوحد؟

غالبًا ما يُخطئ البعض في تشخيص صعوبات المعالجة السمعية على أنها تأخر لغوي أو حتى علامات توحد. لكن هناك فروقات دقيقة:

الحالة التواصل البصري فهم التعليمات نتائج السمع القدرة على التقليد
APD جيد ضعيف في الضوضاء طبيعي جيد غالبًا
التأخر اللغوي جيد متقلب طبيعي متوسط
التوحد ضعيف ضعيف جدًا طبيعي أو ضعيف محدود جدًا

📉 علامات تنذر بصعوبات المعالجة السمعية

وفقًا لـ “نصائح طب توداي”، أبرز العلامات تشمل:

  • صعوبة في اتباع التعليمات المركبة.
  • كثرة طلب تكرار الكلام: “ها؟ ممكن تعيد؟”
  • أداء ضعيف في القراءة أو الإملاء رغم الذكاء العام.
  • التشتت في البيئات الصاخبة (المدرسة مثلًا).
  • صعوبة في التمييز بين الأصوات المتشابهة (مثل “س” و”ش”).

وتضيف د. هالة أن “الأطفال المصابين غالبًا ما يُتهمون بالكسل أو ضعف الانتباه، بينما مشكلتهم الحقيقية غير مرئية.”


🧪 كيف يتم التشخيص؟

لا يكفي فحص السمع التقليدي. بل يتطلب الأمر اختبارات متخصصة تشمل:

  • اختبار التمييز السمعي.
  • اختبار الذاكرة السمعية قصيرة المدى.
  • اختبارات في بيئة ضوضائية محكومة.
  • اختبارات باستخدام كلمات متداخلة.

ويجب أن يُجرى التشخيص على يد أخصائي تخاطب متمرس، وغالبًا بالتعاون مع أخصائي سمعيات.


🧠 هل هناك علاقة مع صعوبات التعلم؟

نعم، وتوضح د. هالة أن 50% من الأطفال الذين يعانون من APD لديهم صعوبات تعلم مصاحبة، خاصة في القراءة والفهم السمعي، مما يؤثر على تحصيلهم الدراسي بشكل ملحوظ رغم معدل الذكاء الطبيعي.


🛠️ كيف يتم العلاج؟

يُبنى علاج APD على ثلاثة محاور رئيسية:

1. تعديل البيئة السمعية:

  • تقليل الضوضاء المحيطة.
  • وضع الطفل في مكان قريب من المعلم.
  • استخدام أجهزة تضخيم صوت المعلم (FM system) في الفصول.

2. تدريبات معالجة سمعية مخصصة:

  • تمارين لتقوية الانتباه السمعي.
  • ألعاب لتمييز الأصوات المتشابهة.
  • تمارين لتوسيع الذاكرة السمعية.

3. تعويض النقص بالتقنيات:

  • استخدام التسجيلات البطيئة.
  • برامج تعليمية تعتمد على الصور والكتابة مع الصوت.

🧑‍🏫 دور الأهل والمدرسة

تؤكد “نصائح طب توداي” أن وعي الأهل والمعلمين هو حجر الأساس لدعم هؤلاء الأطفال. وتشمل الإرشادات:

  • إعطاء التعليمات خطوة بخطوة.
  • التأكد من أن الطفل ينظر في وجه المتحدث.
  • تكرار المعلومات بهدوء.
  • استخدام الوسائل البصرية المساعدة.

🧘 الدعم النفسي ضروري

كثير من الأطفال المصابين بـ APD يشعرون بالإحباط أو العزلة بسبب تكرار الفشل أو سوء الفهم من المعلمين أو الزملاء. وتوضح د. هالة أهمية تقديم دعم نفسي واجتماعي للطفل لمساعدته في تجاوز آثار الحالة بثقة.


✅ خلاصة “نصائح طب توداي”:

  • الطفل الذي يسمع جيدًا لكنه لا يفهم الكلام في الضوضاء قد يكون مصابًا بصعوبات المعالجة السمعية.
  • التشخيص يحتاج لتقييم متكامل وليس مجرد فحص سمع.
  • التدخل المبكر والتدريبات الخاصة تساعد على تحسين الأداء بشكل ملحوظ.
  • دعم الأهل والمدرسة هو سر النجاح العلاجي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى