p { text-align: justify; }

بين غرفة العمليات وأنبوب التنفس… سارة تحتاج دعاءكم لعبور معركتها الأخيرة

كتبت/ مي السايح

كشف الدكتور محمد النجار أخصائي ورئيس قسم الأنف والأذن ومناظير الحنجرة والقصبة الهوائية، عن حالة نادرة يقوم بعلاجها، وهي الطفلة سارة، ذات التسعة أعوام، والتي تُمثل مثالًا نادرًا لقوة التحمل في وجه معركة صحية قاسية بدأت معها منذ لحظات عمرها الأولى، واستمرت لتصير رحلة استثنائية من الألم، والرجاء، والثبات.

أوضح النجار بأن قصتها بدأت منذ ولادتها، فحين كانت رضيعة لا يتجاوز عمرها شهرين، شُخّصت بإصابتها بورم حميد خلف البلعوم الحنجري، وهو موضع دقيق للغاية في الجسم، ويشكّل تحديًا طبيًا كبيرًا، خاصة في سنٍ مبكر للغاية.

وخضعت سارة في عمر أربعة أشهر فقط، لأول عملية باستخدام الليزر، على أمل أن تكون بداية العلاج، لكن المفاجأة أن تلك العملية لم تكن سوى أول خطوة في سلسلة طويلة من الإجراءات الطبية المعقدة.

على مدار سنوات، خضعت سارة لأكثر من خمسين عملية جراحية، ولأن الورم يؤثر بشكل مباشر على مجرى التنفس والبلع، اضطرت العائلة إلى تركيب أنبوب شق حنجري للتنفس، وآخر في المعدة للتغذية.

ورغم كل الصعوبات، استطاعت سارة أن تحقق إنجازًا طبيًا مهمًا حين تمكنت، بعد فترة من التدريب والعلاج، من استعادة القدرة على البلع دون الاعتماد على الأنبوب المعدي، وتمت إزالته بنجاح، وكانت تلك خطوة فارقة في مسار علاجها، ومنحت الأمل في إمكانية استكمال بقية العلاج تدريجيًا.

وأوضح الدكتور محمد النجار بأن سارة تقف أمام آخر المراحل في رحلتها العلاجية، وهي إزالة أنبوب الشق الحنجري، لكن هذا الإجراء لا يزال معقدًا وخطيرًا، إذ أن سارة تعاني من ضيق شديد في القصبة الهوائية أعلى موضع الشق، ما يتطلب تدخلاً جراحيًا دقيقًا لإعادة بناء وتوسيع الحنجرة.

وبحسب الأطباء، فإن العملية المرتقبة تعتبر من أكثر العمليات تعقيدًا في تخصص الأنف والأذن والحنجرة، وتتطلب تجهيزات عالية الدقة، ورعاية مكثفة قبل وبعد الجراحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى