14 ساعة على طاولة العمليات… كيف أنقذ “كامل” و”جمعة” حياة شقيقتهما؟ .. ملحمة إنسانية في مستشفى عين شمس… 50 طبيبًا يُكتبون سطرًا جديدًا في تاريخ الطب

“سحر تتنفس من جديد”: أول عملية زراعة رئة من متبرعين أحياء في مصر والشرق الأوسط!
في مشهد إنساني مهيب، اختلط فيه الطب بالحب، والعلم بالتضحية، والدموع بالفخر، سطّرت مصر صفحة مشرقة في كتاب الإنجازات الطبية. فقد شهد مستشفى جامعة عين شمس إنجازًا غير مسبوق في تاريخ الطب بالشرق الأوسط وأفريقيا: إجراء أول عملية زراعة رئة من متبرعين أحياء، والبطلة هي “سحر”، فتاة تبلغ من العمر 28 عامًا، والمتبرعان هما شقيقاها، “كامل” و”جمعة”.
عملية ثلاثية، دقيقة، استغرقت 14 ساعة متواصلة داخل ثلاث غرف عمليات متزامنة، شارك فيها أكثر من 50 طبيبًا من خيرة الكوادر الطبية في مصر. كانت الأعصاب مشدودة، والدقة واجبة، والخطأ ممنوع، فمصير ثلاثة أرواح كان معلقًا على مشرط جراح وقرار طبيب.
🫁 الحكاية من البداية
“سحر” شابة مصرية عانت من فشل رئوي تام، أفقدها القدرة على التنفس بصورة طبيعية. وبعد محاولات علاجية كثيرة داخل مصر وخارجها، لم يكن هناك أمل سوى زراعة رئة، وهي عملية نادرة عالميًا، وتتطلب غالبًا رئة من شخص متوفى. ولكن في ظل قلة توفر المتبرعين المتوفين، قررت عائلتها كتابة فصل جديد من التضحية.
تقدَّم الشقيقان “كامل” و”جمعة”، أحدهما الأكبر والآخر الأصغر، للتبرع بفص من رئتيهما لإنقاذ حياة شقيقتهما الوحيدة، فكان القرار صعبًا، لكنه لم يكن محل تردد.
🏥 العملية المعقدة: ثلاث غرف، 50 طبيبًا، 14 ساعة
أجريت العملية داخل مستشفى جامعة عين شمس، أحد أبرز الصروح الطبية والتعليمية في مصر، تحت إشراف نخبة من الجراحين والمتخصصين في جراحة القلب والصدر، التخدير، الرعاية المركزة، وأمراض الرئة.
ولأن العملية تتطلب زراعة فصين رئويين كاملين في جسد “سحر”، تم تجهيز ثلاث غرف عمليات:
- الغرفة الأولى خصصت للمتبرع الأول “كامل”.
- الغرفة الثانية للمتبرع الثاني “جمعة”.
- الغرفة الثالثة لاستقبال “سحر”، وتجهيزها لاستقبال الفصين في توقيت متزامن.
كل غرفة شهدت عملية متكاملة، وتعاون فيها طاقم طبي متكامل، واستمرت العملية 14 ساعة كاملة من العمل الدقيق والمكثف.
⚠️ مخاطر جسيمة وأعصاب مشدودة
مثل هذه العملية تحمل تحديات طبية خطيرة للغاية:
- أي خلل في توقيت استخراج الفصين أو زراعتهما يمكن أن يهدد حياة المتبرعين أو المريضة.
- التنسيق بين فرق التخدير والجراحة والتعقيم يجب أن يكون بنسبة 100% دون أي هامش خطأ.
- الحفاظ على حياة المتبرعين ضرورة أخلاقية وطبية قصوى، فهما يقدّمان قطعة من جسدهما لإنقاذ شقيقتهما.
ورغم تلك المخاطر، نجحت الفرق الطبية في العبور من هذا الاختبار الطبي المعقد بامتياز، وتمكنت “سحر” من الاستيقاظ بعد العملية وهي تتنفس لأول مرة بشكل طبيعي منذ سنوات، بينما تماثل الشقيقان للشفاء، وسط متابعة طبية دقيقة في غرفة الرعاية المركزة.
🩵 دموع الفرح بعد إنقاذ “سحر”
مشهد لقاء الأشقاء الثلاثة بعد العملية كان مؤثرًا لأقصى درجة، دموع وعناق وصمت لا تنقله الكلمات. كانت “سحر” تحتضن شقيقيها ودموعها تترقرق وهي تهمس: “أنا بتنفس بفضل قلوبكم قبل رئتكم“.
الحدث لم يكن مجرد عملية طبية ناجحة، بل درس في الإنسانية والتضحية والأمل.
💬 لماذا لم يهتم الإعلام؟!
ورغم عظمة هذا الإنجاز، إلا أن الحدث لم ينل ما يستحقه من اهتمام إعلامي أو مجتمعي، حيث لم يتجاوز الحديث عنه في وسائل الإعلام أو السوشيال ميديا، سوى منشورات متفرقة، في الوقت الذي تتصدر فيه أخبار طلاق فنان أو خلافات مطربي مهرجانات الترندات لأسابيع.
ألا يستحق حدث طبي هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط وأفريقيا، ويعني إنقاذ حياة مريضة، أن يلقى اهتمامًا بحجم التضحية والبطولة فيه؟!
💙 تحية للأبطال الحقيقيين: أطباء عين شمس
هذا الحدث لم يكن ليرى النور دون الأبطال الحقيقيين، أطباء وجراحو جامعة عين شمس، الذين أثبتوا أن الطب المصري قادر على المنافسة العالمية، ليس فقط بالمؤتمرات، بل بأفعال حقيقية على طاولة العمليات.
كل التحية والتقدير لطاقم مستشفى عين شمس الجامعي، الذي أثبت أن مصر فيها عقول وقلوب قادرة على صنع المعجزات.
✅ رسالة أمل لكل المرضى
نجاح هذه العملية يعيد الأمل لكل مريض بالرئة في مصر والمنطقة. فقد أصبح التبرع بفص رئة من الأحياء خيارًا ممكنًا، عندما لا يتوفر متبرع متوفى. كما يفتح الباب أمام أبحاث طبية وجراحية جديدة تُطوّر مستقبل زراعة الأعضاء في العالم العربي.
✍️ ختامًا:
تحية لـ”كامل” و”جمعة”، اللذين اختارا أن يتركا قطعة من جسدهما تعيش في جسد شقيقتهما. وتحية لـ”سحر”، التي خاضت رحلة الألم والأمل حتى النهاية. وتحية لأطباء مصر، فأنتم نمبر وان الحقيقي!
✅ حقوق النشر:
🛡 جميع الحقوق محفوظة © لمنصة طب توداي
📍طب توداي… حيث الطب إنسانية وعلم وأمل 🌱