وداعًا للحبوب والتجاعيد.. د. أحمد القاضي يكشف أسرار ثورة الليزر التجميلية
كتبت - ولاء شوقي

في السنوات الأخيرة، شهدت العلاجات الجلدية قفزات هائلة، كان بطلها بلا منازع هو “الليزر”. من إزالة آثار الحبوب إلى التخلص من التجاعيد والتصبغات، دخل الليزر كل بيت تقريبًا، سواء لغرض علاجي أو تجميلي، وأصبح عنصرًا أساسيًا في مراكز الجلدية والتجميل الحديثة. لكن، هل كل ما يُلمع ذهب؟ وهل الليزر آمن للجميع؟ ومتى يكون حلاً ومتى يتحول إلى عبء؟ أسئلة عديدة نطرحها في هذا التحقيق الشامل.
رأي الخبير: د. أحمد القاضي يتحدث
التقينا بالدكتور أحمد القاضي، استشاري الجلدية والتجميل والليزر، وسألناه عن واقع استخدام الليزر في العيادات الجلدية، فقال:
“الليزر لم يعد رفاهية، بل تحول إلى أداة طبية فعالة لعلاج الكثير من الأمراض الجلدية التي كانت مزمنة أو يصعب علاجها في الماضي. لكن، يجب أن يُستخدم بأيدي خبيرة وتقييم طبي دقيق لحالة كل مريض.”
وأضاف:
“هناك أنواع متعددة من الليزر، مثل الفراكشنال ليزر، وليزر إزالة التصبغات، وليزر إزالة الشعر، ولكل نوع استخداماته الخاصة، وأحيانًا قد نحتاج للدمج بين أكثر من نوع لتحقيق أفضل نتيجة.”
متى نلجأ للعلاج بالليزر؟
يعتبر الليزر اليوم خيارًا طبيًا وعلاجيًا لمجموعة واسعة من الحالات الجلدية، منها:
- ندبات حب الشباب
- التصبغات الجلدية
- الكلف والنمش
- التجاعيد الدقيقة
- علامات تمدد الجلد (Stretch Marks)
- إزالة الشعر الزائد
- توحيد لون البشرة
ورغم فعاليته، فإن د. أحمد القاضي يحذر من التسرع:
“أحيانًا يأتينا مرضى تعرضوا لحروق أو تصبغات نتيجة لجلسات ليزر في أماكن غير طبية، أو دون تشخيص دقيق. يجب أن يُجرى الليزر تحت إشراف طبيب مختص.”
الليزر والتجميل: من الرفاهية إلى الضرورة
مع تطور الثقافة الصحية لدى الكثير من الناس، أصبح التجميل بالليزر لا يُنظر إليه كرفاهية، بل كجزء من العناية بالصحة النفسية والمظهر. تؤكد الأبحاث أن تحسين مظهر البشرة ينعكس بشكل مباشر على تقدير الذات، خاصة بين فئات مثل المراهقين أو من يعانون من مشاكل مزمنة كالبهاق أو حب الشباب.
هل الليزر آمن؟ ومتى لا يُنصح به؟
بحسب د. القاضي، فإن الليزر آمن تمامًا إذا تم وفق البروتوكولات الطبية، لكن هناك حالات يجب الحذر فيها:
- الحمل والرضاعة
- بعض الأمراض الجلدية النشطة (مثل الصدفية أو الإكزيما في موضع الليزر)
- وجود التهابات جلدية أو فطرية
- أصحاب البشرة شديدة الحساسية
ويضيف:
“قبل أي جلسة ليزر، نقوم بفحص دقيق للبشرة، ونحدد نوعها، ونُجري اختبار حساسية، لضمان الأمان التام للمريض.”
العناية بالبشرة قبل وبعد الليزر
نجاح جلسة الليزر لا يتوقف فقط على مهارة الطبيب، بل يتطلب أيضًا التزام المريض بالتعليمات، وأبرزها:
- تجنب التعرض للشمس قبل الجلسة وبعدها بأسبوعين على الأقل
- استخدام كريم واقٍ من الشمس بعناية
- عدم وضع مستحضرات تجميل مباشرة بعد الجلسة
- تجنب تقشير الجلد أو استخدام أي مقشرات
يقول د. القاضي:
“نسبة النجاح لا تقل عن 90% عندما يلتزم المريض بالتعليمات. أهم عنصرين هما الصبر والوقاية.”
ما بين الحقيقة والمبالغات الإعلامية
رغم أن الليزر أثبت فعاليته، إلا أن بعض الإعلانات التجارية تروج له كحل سحري، مما قد يُسبب توقعات غير واقعية. يشدد د. أحمد القاضي على أهمية الشفافية مع المريض:
“ليس كل من يجرب جلسة ليزر سيحصل على نتائج فورية. أحيانًا نحتاج 3 أو 5 جلسات لرؤية فرق ملحوظ، وهذا طبيعي. دورنا كأطباء أن نوضح ذلك من البداية.”
تكاليف العلاج بالليزر.. هل هي مبررة؟
يشكو البعض من ارتفاع تكلفة جلسات الليزر، لكنها بحسب د. القاضي تعتمد على عدة عوامل:
- نوع الجهاز المستخدم (بعضها حديث ومكلف جدًا)
- نوع الحالة الجلدية ومدى انتشارها
- عدد الجلسات المطلوبة
- موقع المركز ومستوى الخدمة
ويقول:
“نحن في النهاية نقدم خدمة علاجية وجمالية آمنة، باستخدام أجهزة باهظة الثمن، تحت إشراف متخصصين.. الأمر يستحق العناية والحرص.”
نظرة مستقبلية: ما القادم؟
تتطور تقنيات الليزر بسرعة مذهلة، وتدخل فيها الذكاء الاصطناعي لتحديد الجرعة المناسبة لكل مريض. أيضًا يجري العمل على تطوير ليزر يعمل بدون ألم تقريبًا، مما سيجعل من الجلسات تجربة مريحة وسريعة وآمنة.
✅ خلاصة
الليزر في الجلدية ليس موضة عابرة، بل ثورة طبية مستمرة. ومع التقدم المتسارع، يصبح من الضروري نشر الوعي حول استخداماته الحقيقية، والتمييز بين العلم والدعاية. ومهما تطورت الأجهزة، سيظل نجاح العلاج مرتبطًا بعاملين: الطبيب الخبير والمريض الواعي.